ينوي 54% من أصحاب العمل في الإمارات التوظيف خلال الربع الأخير من العام الجاري، وفقاً لدراسة “مؤشر فرص العمل” التي أجراها موقع Bayt.com بالتعاون مع اختصاصيي الأبحاث YouGov Siraj.

وقال ربع الذين استطلعت آراؤهم في الإمارات العربية المتحدة، أي 25%، إن مؤسساتهم ستجري “حتماً” عمليات توظيف خلال الأشهر الثلاثة القادمة، فيما قال ربع آخر إنهم قد يقومون بذلك “على الأرجح”.

وعلى النقيض من ذلك، قال 11% ممن شملهم الاستطلاع إنهم لن يقوموا أبداً بعمليات توظيف في الربع القادم من هذا العام.

وتباينت نتائج الذين شملهم استطلاع “مؤشر فرص العمل” في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ما يتعلق بميولهم لإجراء المزيد من عمليات التوظيف. وسجلت عمان أعلى نسبة بين الدول التي شملها الاستطلاع حيث قال 35% إن مؤسساتهم ستقوم “حتماً” بتوظيف أشخاص جدد خلال الأشهر القادمة فيما سجلت كل من الأردن ومصر أدنى نسبة لإجراء عمليات توظيف، إذ قال 22% فقط من المشاركين إنهم سيقومون بذلك “حتماً” في الأشهر الثلاثة القادمة.

وتجدر الإشارة إلى أن إجراء “مؤشر فرص العمل” يتم من أجل قياس التصورات عن توافر فرص العمل وإجراء عمليات التوظيف، إلى جانب تحديد توجهات سوق العمل وتحديد المهارات الأساسية والمؤهلات المطلوبة في أسواق العمل في الشرق الأوسط.

وفي ما يخص عدد الوظائف التي ستكون متوافرة خلال الشهرين المقبلين، أظهرت معظم المؤسسات تطلعها لتوظيف أشخاص لأقل من خمسة مناصب، إذ قال 47% ممن استطلعت آراؤهم بأنه سيكون هناك أقل من خمس فرص عمل جاهزة للعرض ضمن مؤسساتهم، فيما صرح 22% أن مؤسساتهم ستوفر ما بين ست وعشر فرص عمل. وكان من المثير للاهتمام قول 3% من المشاركين أنه ستتوفر لديهم أكثر من 100 فرصة عمل في الربع القادم من هذا العام.

وقال عامر زريقات، نائب رئيس المبيعات في شركة Bayt.com:” يبدو أن الركود العالمي لا يزال يؤثر على بعض أنحاء المنطقة. كما يبدو أن الشركات الإقليمية تحافظ على وعي كبير في ما يتعلق بالتكلفة وتركز على زيادة العوائد على الاستثمار خاصة على صعيد الموارد البشرية. ويصب هذا التوجه في صالح مواقع التوظيف على الانترنت مثل Bayt.com، حيث يعلم أصحاب العمل أن بإمكانهم إيجاد أصحاب أفضل الكفاءات في المنطقة لشغل مناصب رئيسية بأسرع وأسهل طريقة وأكثرها فعالية من ناحية التكلفة”.

ومن بين أولئك الذين سيتم توظيفهم على الأرجح، فإن الأوفر حظاً هم الخريجون وأصحاب الدراسات العليا في إدارة الأعمال. ووفقاً لنتائج هذه الدراسة، فإن المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط تفضل توظيف أصحاب المؤهلات في هذا الحقل بنسبة 26%. وعلاوة على ذلك، ستبحث المؤسسات في المنطقة بطريقة مماثلة عن الخريجين وأصحاب الدراسات العليا في حقول التجارة والإدارة مع 24% و23% من الذين يرغبون بتوظيف طاقم في هذا المجال.

من جهته، قال سنديب شاهال، رئيس قسم العمليات في شركة YouGov Siraj “من الواضح أن منطقة الشرق الأوسط، ومنطقة الخليج بالذات، تحقق نمواً بحكم أنها مركز مالي وتجاري عالمي. ويفسر ذلك بشكل واضح لماذا يجد الخريجون في تلك المجالات فرص عمل أكثر من غيرهم وبشكل أسهل”.

وكانت مهارات التواصل باللغتين العربية والإنجليزية ميزة مطلوبة بالنسبة للمؤسسات في المنطقة عند قيامها باختيار موظفين جدد، إذ اتفق 61% بأن هذه المهارات هي ما تبحث عنه عند اختيار المرشحين للوظائف. كما أن التعاون والمرونة وروح المساعدة ضمن الفريق هي مهارات ذات أولوية واضحة بالنسبة للمؤسسات في المنطقة مع وجود 52% ممن وافقوا على أن تلك هي أكثر الصفات المرغوب فيها. كما أكد 46% من المشاركين أن امتلاك شخصية قيادية من الصفات المرغوبة بشدة.

وتابع” تشير هذه النسب إلى أن أصحاب العمل لن يقوموا باختيار المرشح الذي يمتلك المؤهلات الأفضل مباشرة عند القيام بعملية التوظيف، بل سيقومون بالتركيز إلى حد كبير على مهارات أساسية مثل التواصل وروح العمل ضمن فريق، إلى جانب الصفات الشخصية التي يتحلى بها مثل المهارات القيادية”.

يشار إلى أن “مؤشر فرص العمل” يقاس عن طريق طرح الأشخاص المستطلعة آراؤهم عن توقعاتهم في غضون عام، وهو ما يشكل “مؤشر احتمالية التوظيف”. وعلى المدى الطويل، توقعت 69% من المؤسسات أن تجري عمليات توظيف في الوقت الذي أبدت فيه تفاؤلها الكبير بالمستقبل. وتبين أن الباحثين عن عمل في المملكة العربية السعودية هم الأوفر حظاً في إيجاد عمل في غضون عام، حيث بينت نتائج المستطلعين أن 39% منهم “أكدوا” إجراء عمليات توظيف جديدة خلال 12 شهراً. وفي الإمارات العربية المتحدة، قال 6% فقط ممن شملهم الاستطلاع أنهم لن يقوموا على الأرجح أو بالتأكيد بتوظيف أشخاص جدد في غضون عام. وعلى النقيض من ذلك، صرح 27% من المشاركين في الإمارات بأنهم سيقومون حتماً بعمليات توظيف خلال عام.

وقد أبدى المشاركون في الجزائر ثقة عالية بأن مؤسساتهم ستقوم بعمليات توظيف في المستقبل: فقد قال 36% منهم إنهم سيقومون بعمليات توظيف في غضون عام. ويناقض ذلك ما جاء على لسان 24% ممن استطلعت آراؤهم في المغرب ومصر، إلى جانب 20% في تونس وهي أدنى نسبة مسجلة بين جميع الدول التي غطاها الاستطلاع.

وعندما طلب من المشاركين تقييم بلد الإقامة الحالي من ناحية سوق العمل مقارنة بباقي الأسواق في باقي أنحاء المنطقة، كانت الإجابات من المملكة العربية السعودية وقطر الأكثر إيجابية، إذ قال 44% و43% على التوالي منهم إن بلادهم أكثر جاذبية من البلدان الأخرى. وفي الإمارات العربية المتحدة، قال 41% أن بلادهم كانت أكثر جاذبية.

أما حين طرح السؤال المتعلق بمجالات العمل التي يشعر الأشخاص المستطلعة آراؤهم بأنها تجذب أو تستحوذ حاليا على صفوة الموظفين في بلاد إقامتهم. ومثلما جاء في الموجة السابقة من الاستطلاع، حاز قطاع المصارف والتمويل نسبة قدرها 39 %، كما حاز قطاع الاتصالات 39% بوصف هذه القطاعات الأكثر جاذبية لأصحاب أفضل الكفاءات في المنطقة.

واختتم زريقات بقوله:” تهدف الدراسات التي يجريها موقع “Bayt.com” بالتعاون مع YouGov Siraj إلى تزويد المؤسسات في المنطقة إلى جانب العاملين في حقل الموارد البشرية بأبحاث منتظمة وحديثة تقوم بتسليط الضوء على النواحي المختلفة لسوق العمل في أنحاء المنطقة. وتم تصميم “مؤشر فرص العمل” لرصد سوق العمل في المنطقة بشكل ربع سنوي، الأمر الذي يتيح لأصحاب العمل والمهتمين الآخرين بهذا المجال الاستفادة من معلومات حديثة عن سوق العمل، كما يمكن استخدامها لإحداث تغيير إيجابي على صعيد المؤسسات”.

يشار إلى أن جمع المعلومات لاستطلاع “مؤشر فرص العمل” أكتوبر 2010 جرى على الانترنت بين 15 سبتمبر و13 أكتوبر 2010، وشمل 4765 مشاركاً من المديرين التنفيذيين ومديري الموارد البشرية وكبار المسؤولين في كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر وعمان والكويت والبحرين وسوريا والأردن ولبنان ومصر والمغرب وتونس والجزائر وباكستان.