خصائص الإبداع:
لا يمكن وضع خصائص محددة للإبداع، لكن هناك بعض الخصائص التي تدل على أمكانية الإبداع منها:
ü العقل الخلاق المتسائل بعمق: وهي صفة تولد مع الإنسان وتعززها التربية والتدريب المبكر. فهي صفة محيرة حقا لأنها تتحدى فضول الأسرة، فقد ينتمي شخصان إلى نفس الأسرة إلا أن احدهما يتمتع بعقل متسائل بينما لا يتمتع به الأخر. فهو عقل خلاق لا يقبل بإجابة موحدة وسهلة بل يبحث في الأعماق لإيجاد البدائل وبدائلها. ولا يقتصر العقل المتسائل الخلاق على ميدان علمي واحد كالرياضيات مثلا بل انه قد يمتد إلى ميادين مختلفة أخرى كالعلوم الإنسانية والاجتماعية.
ü القدرة على التحليل والتجميع: هي القدرة على جمع على المعلومات وتحليلها ثم تقويمها والاحتفاظ بها بشكل منظم من اجل استخدامها في مواضعها الصحيحة.
ü القدرة على التخيل والحدس: وهي صفة من صفات الترابط اللاشعوري، وذلك من خلال القدرة على ربط الأفكار ومزجها وتشكيلها من اجل الوصول إلى فكرة جديدة.
ü الشجاعة والثقة بالنفس: وهي صفة الجرأة الشخصية للتعبير عن الرأي والدفاع عنه وعدم الاستلام للواقع أو الظواهر أو الفشل.
ü التمرد على السلطة والأحكام المسبقة: يميل المبدع عادة إلى مقاومة السلطة وأحكام الآخرين ومقاييسهم وانتقاداتهم، إلا من خلال المساهمات العلمية. ولذلك فانه يميل إلى تجاهل تعليمات رؤسائه إذا كانت مستمدة فقط من مراكزهم الإدارية.
ü النزوع إلى التجريب وعدم الاقتناع بالمسلمات: يميل المبدع إلى عدم الاقتناع بالأمور والقضايا التي يمكن اعتبارها مسلمات بحد ذاتها، بل يميل إلى الشك وانتقاد الأمور على أنها نسبية تعتمد على المنظور الذي انطلق منه الفرد.
ü النقد الذاتي: أن المبدع هو الذي يستطيع تهيئة الذات من حيث النقد والتهذيب والتقويم للأفكار والمعلومات ووسائل التحليل التي يستخدمها.

معوقات الإبداع:
هناك مجموعة من العوامل التي تحد من الإبداع وتحول دون تنميته وتمنع استفادة المنظمات المختلفة منه، ومن هذه المعوقات ما يلي:
· معوقات تنظيمية: وهي المعوقات المرتبطة بعمل الفرد داخل المنظمة، ويمكن اختصار هذه المعوقات في التالي:
v انشغال المديرين بالأعمال اليومية الروتينية: ويظهر ذلك من خلال رفض الأفكار الجديدة واعتبارها مضيعة للوقت.
v الالتزام بحرفية القوانين والتعليمات: ويظهر ذلك من خلال التشدد في التركيز على الشكليات دون المضمون.
v المركزية في الإدارة: ويتضح ذلك في عدم الإيمان بتفويض الأعمال الروتينية البسيطة إلى العاملين. وعدم الإيمان بأهمية المشاركة من قبل العاملين.
v نبذ الزملاء للمبدعين: أن الانجاز والتفوق الزائد الذي يتجاوز قدرات الزملاء في مجال العمل، يشعرهم بالخطر والتهديد مما يحفزهم على النيل من الفرد البدع بالسخرية منه، والتهكم على آرائه والكيد له أو الابتعاد عنه وعزله.
v قلة الحوافز المادية والمعنوية: وهذا ما يجعل العاملين منشغلين بتدبير أمورهم الحياتية ومصادر رزقهم، وتجنبهم العمل الإبداعي الذي سيجلب لهم مزيدا من النبذ والمحاربة والعوز.
v القيادات الإدارية ضعيفة الكفاءة: أن الإدارة تعتبر صاحبة الدور الأساسي في تحفيز العاملين وتوجيههم وإشراكهم في وضع وتنفيذ الأهداف التنظيمية، وخلق التعاون، وإيجاد البيئة المناسبة داخل المنظمة. فإذا ضعفت كفاءة هذه الإدارة، كانت مثبطاً في وجه الإبداع لدى العاملين.
v صعوبة الاتصال ووجود فواصل رئاسية: إن عدم سهولة الاتصال بين العاملين والمسئولين في الإدارة العليا يجعل المبدعين لا يستطيعون إيصال أفكارهم ومقترحاتهم للإدارة العليا ومناقشتها معهم.
v تحديد سلوك العاملين بأمور متوقعة وفق الأدوار الرسمية: أي أن الإدارة ترى أن الأدوار والسلوك يجب أن لا تناقض التوقعات الرسمية في المنظمة، فعندما يحدد الرئيس للموظفين أو العاملين كل خطوات العمل وتفاصيله فانه لا يترك لهم مجالا للإبداع أو طرح أفكار ومقترحات جديدة.
v المعوقات المالية والتكاليف الباهظة: وذلك يمنع أو يحول دون بذل تكاليف محتملة كتكاليف تغيير الآلات أو تبديل الأنظمة الموجودة أو النماذج أو غير ذلك.
v ضعف الولاء التنظيمي: يؤدي ضعف ولاء وانتماء الفرد للمنظمة التي يعمل فيها إلى الاكتفاء بانجاز الحد الأدنى من المهمات الموكولة إليه، ويعمل بشكل متقاعس وغير مبالي وبالتالي عدم التوقع منه الإبداع.


· معوقات شخصية: وهي المعوقات المرتبطة بالشخص نفسه، ويمكن توضيحها هذه المعوقات فيما يلي:
v التفكير السطحي غير المتعمق: كثيرا ما تشكل العادات في التفكير عائقا أمام الإبداع أو نشوء أي أفكار جديدة، إذ أن التعامل مع الأفكار دون تعمق واعتبار الأفكار والأحداث على أنها مسلمات غير خاضعة للبحث والنقاش بشكل حاجزا كبيرا في وجه الإبداع.
v الخوف من التغيير ومقاومة المنظمات له: من خلال تفضيل حالة الاستقرار وقبول الوضع الراهن.
v معوقات إدراكية: وتتمثل في عدم إدراك الفرد العاملين لجوانب المشكلة بالشكل الصحيح وذلك بسبب عزلها عن سياقها، أو تضييق نطاقها، أو صعوبة إدراك العلاقات البعيدة المتضمنة فيها.
v معوقات وجدانية وشخصية: وتتمثل في الخوف من المبادرة والخوف من الوقوع في الخطأ، والجهود في التفكير، والرغبة في تحقيق النجاح السريع.
v معوقات ثقافية أو اجتماعية: وتعود إلى الضغوط الاجتماعية المختلفة التي تتدخل في تشكيل حياة الأفراد وتصرفاتهم وتؤدي بهم إلى تبني اتجاهات المجاراة لما هو شائع.