بدأت شركة “هيدرا العقارية” بتشييد أول برج مخصص لسيدات الأعمال فقط في دبي. وتباع وحدات البرج الذي يحمل اسم “حواء” لسيدات الأعمال فقط، ويسمح للرجال بدخوله.
ولاقت فكرة البرج ردود أفعال متباينة بين سيدات الأعمال، فمنهن من أكدن أنه لا يمكن للسيدات أن يعملن معا، حيث إن المنافسة بينهن أقوى بكثير من التنافس بين الرجال، في حين رأت سيدة أعمال أن البرج النسائي يوفر راحة تامة للسيدات في الدخول والخروج، ويبدد مخاوف البقاء في العمل حتى ساعات متأخرة.


وقال الرئيس التنفيذي لشركة “هيدرا العقارية” صاحب فكرة إقامة المشروع، الدكتور سليمان الفهيم “إن سيدات الأعمال في الإمارات نجحن في خلق وجود قوي في عالم الأعمال والاستثمار، ولذلك فكرتُ في إقامة هذا البرج لهن اعترافا بإنجازاتهن ودورهن الحيوي في المجتمع”، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة “الإمارات اليوم” الإماراتية في عددها اليوم الأحد 9-3-2008.
وأكد الفهيم “أنه تم بيع 70% من وحدات البرج، ونتوقع بيعه خلال أقل من شهر بسبب الطلب الكبير عليه، وقد جاءتنا عروض كثيرة لشرائه بالكامل لمستثمر واحد، إلا أننا كنا قد بدأنا فعليا في بيع عدد كبير من وحداته؛ لذا قررنا بيعه للفئة التي طورنا البرج لأجلها وهي فئة سيدات الأعمال”.
ووفقا للفهيم فإنه من المقرر أن يتم الانتهاء من بناء البرج الذي يعد الأول من نوعه في العالم العام المقبل، ويقع البرج ضمن مشروع “هيدرا تاورز” الذي يتكون من 5 أبراج في منطقة “داون تاون دبي” في الخليج التجاري، مقابل برج دبي مباشرة.
وشرح مميزات هذا البرج بالنسبة للسيدات واختلافه عن غيره من الأبراج، موضحا أن “البرج مكتبي ويتكون من 20 طابقا وتم تصميمه وفقا لأحدث معايير التكنولوجيا الذكية للمكاتب، كما تم تزويده بأفخم المرافق الخدمية والتجارية والصحية، ليكون برجا ملهما وبيئة عمل مثالية لسيدات الأعمال الإماراتيات والوافدات، تحت شعار “مكتبكم.. دنياكم الخاصة”.
ويجمع المبنى عددا كبيرا منهن في مكان واحد، بحيث يوفر ملتقى للكثيرات منهن لتبادل الأفكار ومناقشة القضايا المشتركة، كما يمنحهن الخصوصية التي تنشدها المرأة عموما.
أما من ناحية نمط التصميم فيقول الفهيم “رأينا أن يأتي متموجا وبطابع من الرقة والحداثة التي تجعله يتناسب مع السيدات عموما”.
مستحيل واقعيا
أعربت سيدة الأعمال عزة القبيسي التي تمتلك غاليري للتحف والمجوهرات في أبوظبي، عن معارضتها الشديدة لمبدأ إقامة برج يجمع السيدات، قائلة إنه من المستحيل واقعيا الفصل بين الرجال والسيدات في العمل.
وأضافت “للأسف الشديد لا يمكن للسيدات أن يعملن معا، ولا يزال إحساس التنافس بين المرأة والمرأة أقوى منه بكثير من التنافس بين الرجل والرجل، كما أنه من النادر أن تجد أعمالا مشتركة بين السيدات؛ لأن المرأة لا ترغب بمقارنة نفسها مع أخريات حتى لو وصلت إلى أعلى المراتب”.
ورأت القبيسي أن مثل هذه المشروعات الغرض الأساسي منها مجرد دعاية للشركة، وليس مهما أن ينجح المشروع في حد ذاته أو لا ينجح، مشيرة إلى أن الشركات في دبي تتجه دائما إلى الأول والأغرب.
وتساءلت “كيف يكون برج للسيدات فقط؟ هل من المعقول ألا يكون هناك رجال يعملون مع سيدات؟ ثم كيف نستبعد أن يقوم الرجل بالاستئجار باسم سيدات؟”.
مجرد موضة
وأكدت سيدة الأعمال ووسيطة العقارات منى الزعابي إعجابها الشديد بفكرة وجود مكان يجمع بين السيدات فقط، وقالت “أقضي وقتا طويلا في المكتب، وقد أخرج منه بعد منتصف الليل، وهذا الوضع بالطبع يثير قلقي وقلق أهلي، فعندما يكون البرج للسيدات فقط سأشعر بالطبع بالراحة التامة في الدخول والخروج، ولن يكون هناك أي تخوف من البقاء في العمل حتى ساعات متأخرة من الليل أو النهار”.
وتابعت “إنه من الممكن أن تضع السيدات نظاما محددا أو ترتيبات للعمل في البناية، مثل أن تكون هناك تعاملات مع الرجال حتى الساعة الرابعة أو الخامسة عصرا، أو أن تكون هناك أدوار مغلقة، وهي أدوار لا يوجد بها أي تعاملات مع الرجال”.
ورأت الزعابي أن أفكار دبي بصفة عامة أفكار مبتكرة ومبدعة وتنفيذها سريع للغاية. واعتبرت سيدة الأعمال هدى المطروشي، التي تمتلك محلات كبرى للأثاث في أبوظبي أن فرص نجاح المشروع ضئيلة.
وقالت “كانت لي تجربة إنشاء أول مركز تسوق نسائي منذ نحو سبع سنوات مع مجوعة أخرى من السيدات، وفي البداية نجحت الفكرة وحققنا أرباحا كبيرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى، إلا أن المشروع فشل بعد ذلك لأن الناس لم تتقبل فكرة الفصل بين النساء والرجال، معتبرين أنها مجرد موضة تستمر لفترة قصيرة فقط”.
وأضافت “لقد تغير المجتمع تماما وأصبحت الحكومة تتضمن عدة وزيرات يعملن جنبا إلى جنب مع الرجال”. وأشارت إلى أن “المرأة بطبيعتها عاطفية ويصعب السيطرة على مشاعرها بعكس الرجل الذي لا يهمه مع من يتعامل، بينما السيدات تؤثر عواطفهن في العمل، وهو أمر يؤدي إلى مشكلات جمة حينما تتعامل المرأة مع المرأة.
عنصرية نسائية
وقالت “إن أي مشروع مخصص للسيدات قد ينجح فقط إذا كان ناديا صحيا أو مطعما، حيث يتشاركن في الأهداف نفسها دون منافسة أو صراع مصالح”.
وأبدى الفهيم دهشته من معارضة بعض سيدات الأعمال للفكرة، قائلا “وصلتنا ردود إيجابية جدا، وجاءتنا طلبات فورية من كثير من سيدات الأعمال كرد فعل مباشر على استحسان الفكرة، وحتى في الخارج لقي البرج صدى طيبا”.
وقال “لم نتوقع أي ردة فعل سلبية، لأن الأمر بعيد تماما عن العنصرية النسائية، ونعد ذلك تكريما للمرأة الإماراتية التي خطت خطوات واسعة في مجال الأعمال، وهي شريك أصيل للرجل في نهضة البلاد وتقدمها، كما نجحت المرأة في أن تتبوأ أرفع المناصب في العمل العام والخاص.