من الطبيعي أن يعتاد المسافرون بهدف العمل، والذين يسافرون إلى مناطق يتفاوت توقيتها الزمني بفارق ملحوظ ،على إرهاق السفر الذي يشمل الإعياء والأرق والتهيج ومشاكل في المعدة وآلام وأوجاع عامة. ويمكن أن تستمر هذه الأعراض لعدة أيام، وأن تضعف قواك وتعرض نجاح رحلتك للخطر.

وقال فارول خان، مدير جمعية صحة المسافرين جواً في المملكة المتحدة، إن السفر عبر عدة مناطق زمنية يعرقل إيقاع الجسم اليومي - المعروف بالساعة البيولوجية التي تدور على مدار الساعة والتي تبرمج الجسم ليشعر بالنشاط أثناء النهار والنعس أثناء الليل.

وأضاف: "عندما نمر من خلال أكثر من ثلاث مناطق زمنية، سواء في الشرق أو الغرب فلن تستطيع ساعتنا البيولوجية التأقلم مع التوقيت المحلي". ومن المثير للاهتمام أن الدراسات أظهرت أن الطيران غرباً يسبب إرهاقاً أقل من الطيران شرقاً.
ويعد اضطراب النوم من الأمور الأخرى التي تزيد من إرهاق السفر، حيث يوصي خان بتعديل أنماط النوم الخاصة بك حسب المنطقة الزمنية لوجهتك في أقرب وقت ممكن للمساعدة في تقليل اضطراب النوم. ونصح: "اذهب إلى فراشك إما في وقت مبكر أو متأخر كل ليلة قبل أسبوع من موعد سفرك، تبعاً لوجهتك. اذهب إلى فراشك مبكراً إذا كانت وجهتك إلى الغرب، واذهب إلى فراشك متأخراً إذا كانت وجهتك إلى الشرق".

خذ قسطاً من الراحة قبل السفر
تأكد من أخذك قسطاً كبيراً من الراحة قبل السفر وتجنب السهر والإفراط في الشرب في الأيام التي تسبق السفر، حيث ستجعلك الكحول الزائدة وقلة النوم أكثر عرضة لإرهاق السفر.
وسوف يساعد صفائك الذهني على الاسترخاء أثناء رحلتك. ويجب عليك التأكد من حزم جميع أمتعتك التي تحتاج إليها قبل اللحظة الأخيرة، وأن يكون خط الرحلة منظماً. واحرص أيضاً على الوصول إلى المطار قبل وقت كاف من الرحلة للمساعدة في تجنب إرهاق اللحظة الأخيرة.
وتأكد بعد صعودك إلى متن الطائرة أن تضبط ساعتك حسب التوقيت المحلي للمقصد، وقم بتنظيم طعامك وشرابك ونومك وفقاً لذلك. كما سيكون من الجيد تناول الكثير من السوائل - ويفضل المشروبات الرياضية - لتجنب الجفاف الناجم عن الجو الجاف وانخفاض الضغط الجوي في الطائرة. ويوصي خان باستعمال قطارة للأوكسجين لزيادة مستوى الأكسجين في كوب الماء من سبعة أجزاء في المليون إلى 200 جزء في المليون.
وكن حذراً إزاء مأكلك ومشربك، حيث يجب عليك تجنب الأطعمة الدسمة والإفراط في الأكل. ولا تشرب الكحول لأنها تزيد من مستوى الجفاف. وفي المقابل لا تتناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين قبل أو أثناء أو بعد الرحلة، حيث تسبب مادة الكافيين الجفاف ويمكنها التأثير على مواعيد النوم. وزيادة على ذلك، فقد تجعلك مادة الكافيين عصبي المزاج وتزيد من شعورك بالقلق أثناء الرحلة.

احصل على أكبر قدر من النوم
حاول الحصول على أكبر قدر من النوم أثناء رحلتك. وقم بارتداء ملابس مريحة واخلع حذائك لتخفيف الضغط على قدميك. ويمكنك استخدام الأغطية وسدادات الأذن ومساند الرقبة والوسائد لمساعدتك على النوم. ويوصي خان باستخدام سماعات تخفيف الضوضاء للحد من صوت المحرك، والذي يمكن أن يصل إلى 70 ديسيبل في الحجرة.
وتأكد أيضاً من ممارسة بعض التمارين للعضلات للحد من تورم الساقين والقدمين. وبإمكانك القيام بالمشي في الممر من وقت لآخر. واحرص أيضاً على إجراء تمارين المد والالتواء أثناء جلوسك في المقعد.
وتوفر بعض الرحلات الجوية ذات المسافات الطويلة مرافق لأخذ دش، وستكون الاستفادة من هذه الخدمة فكرة جيدة، حيث سيعمل الدش على تنشيط دورتك الدموية والمساعدة في استرخاء عضلاتك، ويمنحك شعوراً بالانتعاش.
ومن المهم جداً لدى وصولك إلى مقصدك أن تعرض نفسك لضوء النهار لأطول وقت ممكن، والبقاء مستيقظاً حتى وقت متأخر. وإذا كان عليك النوم أثناء النهار، فنم لمدة ساعة كحد أقصى. إذ يحذر خان من إمكانية عودة الساعة البيولوجية للجسم إلى النظام الزمني للبلد الذي قدمت منه.
وكلما قل وقت تكيفك مع النظام الزمني المحلي، كلما أسرع جسمك بالاستجابة. ولذلك، تناول طعام الغداء وليس الإفطار إذا وصلت وقت الظهيرة بالتوقيت المحلي (وكان الوقت السادسة صباحاً في بلدك).
وأخيراً، فمن الحكمة دائماً إعطاء نفسك أكبر وقت للتكيف مع المنطقة الزمنية الجديدة قبل حضور اجتماع أو حدث هامين.