(1)قصة الدرهمالواحد

يحكى أن امرأة جاءت إلى أحد الفقهاء، فقالت له: لقد مات أخي، وتركستمائة درهم، ولما قسموا المال لم يعطوني إلا درهما واحدا!
فكر الفقيه لحظات، ثمقال لها: ربما كان لأخيك زوجة وأم وابنتان واثنا عشر أخا. فتعجبت المرأة، وقالت: نعم، هو كذلك.

فقال: إن هذا الدرهم حقك، وهم لم يظلموك: فلزوجته ثمن ما ترك،وهو يساوي (75 درهما)، ولابنتيه الثلثين، وهو يساوى (400 درهم)، ولأمه سدس المبلغ،وهو يساوي (100 درهم)، ويتبقى (25 درهما) توزع على إخوته الاثنى عشر وعلى أخته،ويأخذ الرجل ضعف ما تأخذه المرأة، فلكل أخ درهمان، ويتبقى للأخت- التي هي أنت- فلك دينار


(2)
قصةالمرأة الحكيمة

صعد عمر- رضي الله عنه- يوما المنبر، وخطب في الناس، فطلبمنهم ألا يغالوا في مهور النساء، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لميزيدوا في مهور النساء عن أربعمائة درهم؟ لذلك أمرهم ألا يزيدوا في صداق المرأة علىأربعمائة درهم.

فلما نزل أمير المؤمنين من على المنبر، قالت له امرأة منقريش: يا أمير المؤمنين، نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائةدرهم؟ قال: نعم.

فقالت: أما سمعت قول الله تعالى: {وآتيتم إحداهن قنطارا} ( القنطار: المال الكثير).

فقال: اللهم غفرانك، كل الناس أفقه منعمر.

ثم رجع فصعد المنبر، وقال: يا أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا فيمهور النساء، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحبفليفعل
.

(3) قصة الخليفةالحكيم

كان عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه- معروفا بالحكمة والرفق، وفييوم من الأيام، دخل عليه أحد أبنائه، وقال له:

يا أبت! لماذا تتساهل في بعضالأمور؟! فوالله لو أني مكانك ما خشيت في الحق أحدا.

فقال الخليفة لابنه: لاتعجل يا بني؛ فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها في المرة الثالثة، وأناأخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدفعوه (أي أخاف أن أجبرهم عليه مرة واحدةفيرفضوه) فتكون فتنة.
فانصرف الابن راضيا بعد أن اطمأن ***ن سياسة أبيه، وعلم أنوفق أبيه ليس عن ضعف، ولكنه نتيجة حسن فهمه لدينه.


(4)
قصة ورقةالتوت

ذات يوم جاء بعض الناس إلى الإمام الشافعي، وطلبوا منه أن يذكر لهمدليلاً على وجود الله عز وجل.

ففكر لحظة، ثم قال لهم: الدليل هو ورقةالتوت.

فتعجب الناس من هذه الإجابة، وتساءلوا: كيف تكون ورقة التوت دليلاًعلى وجود الله؟! فقال الإمام الشافعى: "ورقة التوت طعمها واحد؛ لكن إذا أكلها دودالقز أخرج حريرا، وإذا أكلها النحل أخرج عسلاً، وإذا أكلها الظبي أخرج المسك ذاالرائحة الطيبة.. فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج؟! ".

إنه الله- سبحانهوتعالى- خالق الكون العظيم!


(5)
قصة العاطس الساهي

كان عبد اللهبن المبارك عابدا مجتهدا، وعالما بالقرآن والسنة، يحضر مجلسه كثير من الناس؛ليتعلموا من علمه الغزير.

وفي يوم من الأيام، كان يسير مع رجل في الطريق،فعطس الرجل، ولكنه لم يحمد الله. فنظر إليه ابن المبارك، ليلفت نظره إلى أن حمدالله بعد العطس سنة على كل مسلم أن يحافظ عليها، ولكن الرجل لم ينتبه.

فأرادابن المبارك أن يجعله يعمل بهذه السنة دون أن يحرجه، فسأله:
أي شىء يقول العاطسإذا عطس؟

فقال الرجل: الحمد لله!

عندئذ قال له ابن المبارك: يرحمكالله.


(6)
قصة الرجل المجادل

في يوم من الأيام، ذهب أحدالمجادلين إلى الإمام الشافعي، وقال له:
كيف يكون إبليس مخلوقا من النار، ويعذبهالله بالنار؟!

ففكر الإمام الشافعى قليلاً، ثم أحضر قطعة من الطين الجاف،وقذف بها الرجل، فظهرت على وجهه علامات الألم والغضب. فقال له: هل أوجعتك؟
قال: نعم، أوجعتني

فقال الشافعي: كيف تكون مخلوقا من الطين ويوجعكالطين؟!

فلم يرد الرجل وفهم ما قصده الإمام الشافعي، وأدرك أن الشيطان كذلك: خلقه الله- تعالى- من نار، وسوف يعذبه بالنار


(7)
قصة الطاعون

خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ذاهباإلى بلاد الشام، وكان معه بعض الصحابة.

وفي الطريق علم أن مرض الطاعون قدانتشر في الشام، وقتل كثيرا من الناس، فقرر الرجوع، ومنع من معه من دخولالشام.

فقال له الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله ياأمير المؤمنين؟

فرد عليه أمير المؤمنين: لو غيرك قالها يا أباعبيدة!

ثم أضاف قائلاً: نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله؛ أرأيت لو أن لكإبلا هبطت واديا له جهتان: إحداهما خصيبة (أي بها زرع وحشائش تصلح لأن ترعى فيهاالإبل)، والأخرى جديبة (أي لا زرع فيهما، ولا تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، أليس لورعيت في الخصيبة رعيتها بقدر الله، ولو رعيت في الجديبة رعيتها بقدرالله؟!