يطلق التدريب على رأس العمل عادة على التدريب الذي لا ينتظم فيه الموظف/ المتدرب في حلقة أو دورة تدريبية خارج موقع عمل الوظيفة، كما يطلق البعض هذا المصطلح على الدورات والبرامج التدريبية التي ينخرط فيها الموظف بعد التحاقه بالوظيفة والتي تهدف إلى صقل مهاراته أو إكسابه مهارات جديدة فنية أو إدارية أو سلوكية. والتدريب على رأس العمل يتم من خلال وسائل كثيرة وكلها مهمة ولها فوائد عديدة. وفيما يلي أهم وسائل التدريب على رأس العمل وفوائدها:
1- التعريف العام Orientation: وهو إطلاع الموظف أو المدير الجديد على المنظمة ورسالتها ورؤيتها وقيمها ومبادئها وأهدافها وخططها المعتمدة ولوائحها وسياساتها وإجراءاتها ونماذجها وبرامجها وأقسامها وخدماتها ومسؤولي الأقسام فيها، وذلك قبل مباشرة وممارسة العمل الفعلي.
2- التدريب النظري في موقع الوظيفة التي سوف يباشرها، ويشمل ذلك إطلاعه على السياسات والإجراءات والنماذج والبرامج الخاصة بمهام هذه الوظيفة، وكيفية ممارستها، وكيف سيتم تقييمه فيها.
3- التدريب العملي بالإشراف والتوجيه اللصيق، وهو أن يمكث لعدة أيام في موقع العمل الفعلي مع موظف أو مسئول أقدم منه أو أعلى منه، ويشارك في تنفيذ ومباشرة الأعمال والمهمات المختلفة لمدة تتراوح بين عشرة أيام وأسبوعين.
4- التدريب العملي بالممارسة: وفي هذه الفترة يبدأ بممارسة العمل مباشرة بنفسه وبشكل كامل، ولكن تحت إشراف المشرف المباشر، حتى يتم التأكد من استيعابه العمل وقيامه به على أفضل وجه.
وهكذا فإن الوسائل الأربع السابقة من وسائل التدريب مهمة جداً للبداية السليمة للموظف في أول شهرين له في العمل الجديد أو الوظيفة الجديدة. والمشاهد أن كثيراً من المديرين والموظفين ربما يمكث أحدهم سنوات وهو لا يعرف أكثر أنظمة وشروط العمل ولا يعرف الكثير من النماذج والأدوات والسياسات والإجراءات الأساسية للعمل، ولا يعرف خطوط الاتصال ولا مهام الأقسام الأخرى، ولا يعرف رؤية ولا أهداف المنظمة والإدارة. فينتج عن ذلك أنه يعمل باجتهاده وعلى ضوء ما يظنه صواباً من ظاهر العمل، فيخطئ مرة ويصيب أخرى، بينما هذه الفترة الوجيزة تحقق الكثير من المنافع للمنظمة وللموظف وتحسن من أدائه وتجنبه الكثير من المعاناة والمشاكل، وتساهم في قيامه بواجباته على الوجه المأمول.
5- التدريب المستمر من خلال المحاضرات والندوات واللقاءات والاجتماعات وورش العمل، ومن خلال إجراءات وسياسات تحسين وتقويم أداء الموظفين الذي يتضمن التقدير والمحاسبة.
6- التوجيه والتدريب المستمر لجميع المديرين والموظفين على حسن التعامل مع العملاء واحترامهم، والطريقة المثلى للتعامل مع مقترحاتهم وملاحظاتهم ومعاناتهم ومشاكلهم، وما قد يصدر عنهم من سوء فهم أو أذى، وذلك من خلال التوجيه المستمر ومن خلال ما ذكر في رقم (5) آنفاً.
7- صقل مهارات وقدرات الموظف الفنية الدقيقة، لكي يقوم بأداء عمله ومهامه بدقة وحرفية عالية. وذلك يتم بمتابعة الجديد في مجال تخصصه المهني الفني عن طريق المجلات والمواقع العالمية المتخصصة، وعن طريق التدريب العملي المستمر على مختلف الحالات والأمثلة مع من هم أعلى منه مرتبة فنية أو أقدم منه في نفس منظمته أو في منظمات أخرى متقدمة.
8- إن الاجتماعات واللقاءات المنتظمة وفرق العمل، بالإضافة إلى الحوارات الراقية، والمشاركة المسؤولة والفاعلة للموظفين في التخطيط والتنظيم وعلاج المشاكل واتخاذ القرارات، كلها وسائل مهمة وأساسية للتدريب ولصقل وتطوير مهارات وعقول وأخلاق الموظفين بشكل مستمر.
9- التدريب العملي والتربية العملية عن طريق القدوة القيادية العملية الشاملة.
10- إن التعليم والتدريب والتربية والتثقيف على رأس العمل بالممارسة والتوجيه والقدوة الحسنة والإرشاد المستمر والاجتماعات واللقاءات المنتظمة، العملية منها والتدريبية التثقيفية، هي من أقل أنواع التدريب تكلفة وأسرعها وأعمقها أثراً وفائدة.
وهناك فوائد أخرى لوسائل التدريب السابقة خلاف ما ذكر، ومن هذه الفوائد ما يلي:
1- توجيه الجهود والطاقات نحو تحقيق الرؤية والأهداف الإستراتيجية والخطط التنفيذية للمنظمة.
2- تقليل الأخطاء، وتحسين نوعية الأداء.
3- تحسين وتطوير مهارات وقدرات ومعارف الموظف أو المدير لأداء مهامه وواجباته بكفاءة عالية.
4- تفتيق الطاقات الفكرية وصقل المهارات والمواهب واستخراج كوامن الإبداع لدى الموظفين ليساهموا في التطوير والتحسين والتجديد وعلاج المشاكل.
5- رفع الروح المعنوية للموظفين وإشعارهم بتقدير الإدارة لهم واهتمامها بهم.