النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التمادي في التهادي

#1
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
Sales Corporate Executive
المشاركات
23

التمادي في التهادي

التمادي في التهادي

لملم عام 2009 أطرافه وطوى سنة أخرى من أعمارنا بعد أن فاجأتنا سلسلة من الانكسارات الاقتصادية فاقت كل التوقعات، ورغم ذلك بقي سلوكنا الاقتصادي سلبيا ليزيد طيننا بللا. ورغم علمنا بأن سلوكنا الاستهلاكي ولأننا ما زلنا نلبس مما لا نصنع، ونأكل مما لا نزرع هو السبب، فإن عاداتنا في الامتلاك والاستهلاك لم تتغير.
من العادات التي تحتاج لتغيير عقلاني ذلك السلوك غير العقلاني في منح الهدايا. ففي عالمنا المتضخم والمصاب بتخمة وهمية نهدر المليارات في هدايا لا جدوى منها. وهي هدايا تقدم في المناسبات العامة والشخصية دون تفكير في تكاليفها وعوائدها.

بحكم العادة والعرف فإن الكبير يهدي الصغير والغني يعطي الفقير، والمدير يعطي الأجير، كما تساعد الدول الغنية الدول الفقيرة، ويتبرع الأغنياء لأعمال الخير، وفي هذا إعادة توزيع للثروات. وفي ديننا الحنيف يقول الرسول الكريم: "تهادوا .. تحابوا"، أي إن الهدية تحمل رسالة حب ومضمونا عاطفيا.

لكن للهدايا تكاليف وسلبيات قد تأتي بأثر عكسي. فلأن المهدي هو الذي يختارها، تفقد الهدية 25% من قيمتها المادية فور شرائها، وتفقد 25% أخرى مع فتحها، وتفقد 25% ثالثة بعد استخدامها، وتفقد كل قيمتها إن لم تكن ملائمة، ولم تلبي احتياجات من تلقاها.

على المستوى الشخصي يتكرر في العالم كل يوم 17 مليون عيد ميلاد، ومن المرجح أن نسبة كبيرة من المحتفلين يتلقون هدايا لا تلائمهم، وهناك أكثر من مليون ونصف مليون حالة زواج كل عام، وكل هؤلاء يتلقون هدايا لا تلائمهم. تضاف إلى ذلك هدايا عيد الحب، وهدايا تجنب الغلب، وهدايا الأعمال التي تتصدرها المفكرات والأجندات المكتبية التي ترمى في المهملات أو يعاد إهداؤها، وهي هدايا غير ضرورية، بل وتصبح ضارة لكثرة تراكمها وإساءة استخدامها.

ابتكر الأمريكيون بطاقات الإهداء، فبدلا من تقديم هدايا عينية، تقدم بطاقة ذات قيمة مالية محددة يحملها صاحبها إلى المتجر ليختار ما يناسبه، وهذا حل عملي، لكنه يلزمك بأن تشتري من مكان محدد في وقت محدود. والسؤال هو: بعد أن تغير العالم وتبدلت قيمه وتشابكت علاقاته واستبدلت أعرافه، لماذا لا نغير عادات الهدايا؟ ألا يمكن استبدال الهدايا بمبالغ نقدية ونترك لمن نحب حرية استثمار الهدية النقدية بالشكل الذي يريد؟
ينطبق ما سبق على الهدايا النظيفة، أما الهدايا التي يقدمها المغلوب للغالب، والصغير والكبير، والفقير للثري، والضعيف للقوي، فهذه حالة اجتماعية وسلوكية أكثر تعقيدا، لأنها تضيف للهدر الاقتصادي دمارا نفسيا وخرابا حضاريا، ولأنها في الواقع (رشاوى) لا (هدايا) .. وهي أشد فتكا بالبشرية من القنابل العنقودية.


نسيم الصمادي

[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]

#2
نبذه عن الكاتب
 
البلد
المملكة الأردنية الهاشمية
مجال العمل
مدير موارد بشرية
المشاركات
1,647

رد: التمادي في التهادي

موضوع شيق ، كل الشكر والتقدير

إقرأ أيضا...
دورات تدريبية نرشحها لك

دبلوم نظام تحليل المخاطر وتحديد النقاط الحرجة (الهاسب) HACCP

دبلوم تدريبي اون لاين بنظام الدراسة عن بعد يهدف الى تعريف المشاركين بمفهوم سلامة الغذاء، وانواع المخاطر التي تهدد سلامة الغذاء، والفرق بين الغذاء الآمن والصحي وذو الجودة، وتعريف المشاركين بمصادر تلوث الغذاء، والمبادئ الستة وقواعد الصحة العامة، ومن ثم التركيز على تاريخ ونشأة نظام الهاسب HACCP، والمبادئ السبعة للهاسب، والتوغل في دراسة نظام الهاسب وفوائده وشجرة القرارات تحت مظلة هذا النظام واهم المصطلحات والاختصارات الخاصة به، والدورة المستندية لتطبيقات نظام الهاسب، بما يعني ان المتدرب في نهاية هذا البرنامج التدريبي سيكون اخصائي سلامة غذاء.


دورة تشخيص مشكلات الموارد البشرية ووضع الحلول الفعالة

دورة تدريبية لتأهيل المشاركين على تشخيص المشكلات التي تعترض ادارة الموارد البشرية في الشركات والبحث عن اسبابها وعلاقاتها واستراتيجيات وضع الحلول المناسبة لها


دورة تسويق المنتجات الزراعية عبر الانترنت

إذا كنت تبحث عن فرصة لتطوير مهاراتك في تسويق المنتجات الزراعية عبر الانترنت وتحقيق نجاح في هذا المجال، فإن هذا البرنامج هو الخيار المثالي لك. ستحصل على الدعم والإرشاد من الخبراء، وستكون قادرًا على تطبيق المفاهيم والأدوات المكتسبة على أرض الواقع. انضم إلى البرنامج واستعد لرفع مستوى تسويق منتجاتك الزراعية إلى آفاق جديدة.


دبلوم الحوكمة في الفنادق والمطاعم ومؤسسات الضيافة

برنامج يتناول موضوع الحوكمة والاطراف الرئيسية لنظام الحوكمة ومحاربة الفساد في مؤسسات الضيافة باستخدام الحوكمة ومقاييس ومؤشرات الحوكمة والمصادر الطوعية والإلزامية التي تحث مؤسسات الضيافة على تطبيق نظام الحوكمة والمراجعة والرقابة وإدارة المخاطر ودور الحوكمة في رفع من الكفاءة التشغيلية وجودة الأعمال وتطوير النظم الرقابية وإرساء مفاهيم وقواعد الحوكمة والمساءلة واستدامة ومسئولية مؤسسات صناعة الضيافة والشفافية والإفصاح


كورس التحكيم وفض المنازعات في المجال الطبي

كورس تدريبي اون لا ين بنظام التدريب عن بعد يهدف الى تأهيل المشاركين في فهم مفهوم التحكيم وانواعه، ومعرفة الفارق بين التحكيم التجاري الدولي ووسائل فض المنازعات الاخرى، كذلك القاء الضوء على الشروط الواجب توفرها في المحكم، وكيفية تشكيل هيئة التحكيم واجراءات التحكيم، وآلية تنفيذ حكم التحكيم وفق اتفاقية نيويورك، والأهم هو اساليب تطبيق التحكيم التجاري الدولي بالمجال الطبي.


أحدث الملفات والنماذج