تحدثت كثيرا عن الزوجات النكديات، وربما اكون قد اسهبت في وصفهن ورصد صفاتهن، وأنا لست نادما على ذلك اطلاقا، فإن دوري هو نقل ما يدور في خلدي اليكم، لكني الآن أريد ان تتحرر أفكاري أكثر فأكثر، سأسرح معكم بخيالي وأحلق بعيدا جدا، قد اتوه منكم احيانا ولكن لا تنسوا اني الآن محلقا في سماء خيالي ولست لامسا لأرض واقعكم المرير، انه الخيال الذي اسبح فيه الآن حيث لا أرى إلا ما أتمنى ولا أشعر إلا بما اشتهي، سأنادي عليكم من علياء من سماء عقلي واصفا لكم حبيبتي التي هي في عالم الخيال، سأتحدث عن ملكتي المتوجة والتي لم تأخذ حقها مني في الكتابة، من المحتمل ان خيالي قادني لذكر بعض محاسنها في مقالات أخرى، ولكني اليوم سأغوص أكثر في بحور كلمات الأدب محاولا ان أجد منها ما قد استطيع به ان اعبر عما يدور في فلك أحلامي، فها هي الفرصة قد واتتني لاطلق لخيالي العنان، كي احلم اني اعيش مع فتاة احلام كل الرجال، فكما المرأة تحلم بالفارس الذي يأتيها على الحصان ليخطفها في جزيرة وسط البحر، كذلك الرجال يحلمون بأميرة الأميرات حينما تأتي له في فستان ابيض مرصعا بالماس واللؤلؤ وهي ترتمي في احضانه وتقبله قبلة الحياة، انا هنا لا أمثل نفسي ولا أحلق في خيالي وحده ولكن يبدو ان الفوارق المكانية قد ذابت واني قد غصت في احلام كل الرجال.
سأتحدث اليوم عن "هي"، هي البيضاء لا لونا ولكن قلبا، ملاكي الساحر هي الجميلة في كل شيء، فاذا نظرت إليها تاهت مني الكلمات، وغرقت أكثر في بحر فؤادها، هي الجمال متجسدا في صورة إمرأة، هي الرقة حينما تتحول الى انسان، هي أية من ايات الله كأجمل وردة في أجمل بستان، إن الكلمات لا تسعفني هنا حتى اسهب اكثر في وصفها ولكني من فرط نظري اليها تاه عقلي وتهت معها، انها الخمر بعينه فبنظراتها اشعر بأن عقلي قد ذهب لا أعرف اين، ولا يعنيني ان اعرف، المهم اني استلهم الأفكار من مجرد النظر اليها، اني استشعر بلمساتها كأمواج البحر حين تداعب جسدي، واسمع صوتها ينساب الى أذني وكأنها أجمل لحن يخرج من مزمار الهوى، واشعر معها وكأن السحاب قد ترك السماء ونزل الى الأرض ليخطفني ويخطفها حتى يبعدنا عن هذا العالم المليء بالبشر ونكون وحدنا في صحبة القمر .. حبيبتي ليست حبيبتي وحدي وليست نور عيني انا وليست جليسة قلبي ولكنها الحب متجسدا في صورة امرأة، هي حلم الرجال، هي المنتهى فبعدها ليس للدنيا طعم، وقبلها انتظار وملل وخواء، هي الحلم الذي حتى لا نستطيع ان نحلمه، فهي كالومضة التي تأتي دونما حساب ودونما ترتيب، هي المستحيل نفسه.
حبيبتي إمرأة ذكية جدا ولكنها أيضا تتحكم في هذا الذكاء فلا تفرط في استخدامه دون داع، ولا هي تمتنع عن استخدامه، هي التي تمتلك العقل والحكمة فتعلم تماما متى تستخدم ذكائها ومتى لا تستخدمه، امرأة هادئة الطباع لا تتحدث كثيرا لأنها تعلم أني تواق الى الهدوء بعد يوم من التعب والارهاق في العمل، لا تفكر في نفسها الا في الاطار الذي يجعلها جميلة في عيني، تفكر في واجباتها كثيرا بدرجة تنسيها احيانا ان لم يكن دائما التفكير في حقوقها، امرأة منظمة جدا حيث يساعد نظامها هذا على الشعور بانسيابية الحياة ولكنها أيضا تلجأ الى العشوائية في بعض الاحيان حتى تكسر حاجز الملل، تميل الى الألوان الهادئة لأنها تريح النظر، وتبتعد تماما عن الألوان المستفزة والسوداوية حتى ولو كانت تحبها، اذا ارادت شيئا مني فلا تطلبه مباشرة ولكنها تجيد تمريره اليّ بطريقة غير مباشرة ومفهومة وهي في هذا تجيد تماما استخدام ذكائها، ايقاع حركتها سريع الى حد كبير ولكن ليس في كل الأمور، فهي تعلم متى يكون التأني هو أفضل الخيارات.
أستطيع في كل وقت ان استطلع رؤيتها ووجهة نظرها حيال بعض الأمور لما تمتاز به من حسن تفكير نابع عن نظامها ودقتها وثقافتها، ولكني ايضا قادر على الاختلاف معها دون الوصول بهذا الاختلاف الى مرحلة مؤرقة، فهي تقدم تنازلات كثيرة حتى تدع المناقشة تمر بشكل انسيابي دون اي صدامات، جميلتي هي امرأة مبتسمة دائما فهي تعلم ان الابتسامة سر السعادة الحقيقية، وهي تعلم ان العبوس والتكشير نتائجهم دائما وابدا سلبية، ليست عنيدة إلا في دفاعها عن حبها، دائما تحاول ان ترقق من صوتها اثناء نقاشها معي، وهي مدركة اني صاحب الكلمة العليا، لا تتردد اطلاقا في التنازل عن وجهات نظرها في سبيل راحتي، اذا أخطأت مرة سامحتني، واذا أخطأت هي تعتذر بدلال ورشاقة بل وتتقبل تمنعي عليها حتى أرضى، تعتبرني ملك متوج على عرش هذه المملكة لي الأمر وعليها الطاعة، دائما تشعرني انها جاريتي، وانها ملكي وأنا مالكها، بل احيانا تبالغ وتتمادى كثيرا في نقل هذا الاحساس إليّ.
هي أم مثالية ايضا فهي تجيد تربية أولادها حتى لو لم أتدخل في احيان كثيرة، هي امرأة تقرأ كثيرا حتى تتعلم وحتى تعرف ما تحتاج أن تعرفه، حينما نكون وحدنا فإنها خير من يلعب دور العشيقة وتنسى تماما دور الزوجة، فهي فتاة ليلي، وهي زوجتي الثانية، يمتعها كثيرا احساسها باستمتاعي، فهي فنانة تمتلك الأدوات والحس الفني لامتاعي بعيدا عن تعقيدات الحياة الزوجية التقليدية.
حبيبتي تقرأ أفكاري، وتشعر بما أشعر به، تفهمني من مجرد نظرة، فاذا مرت علينا ايام عجاف، تنقلني برقتها وبرومانسيتها الى عالم أخر لا مشاكل فيه ولا هموم، هي تجيد رسم البسمة على وجهي، واذا تبسمت حاربت حتى تحافظ على ابتسامتي، هي التي تحفظ لي نكتة تقولها لي بعد عودتي من العمل حتى انسى متاعب اليوم، واذا لم ابتسم داعبتني بيديها الحنون حتى ابتسم. اذا مرضت سهرت الليل جواري حتى اشفى، فهي تقبلني على جبهتي كل ساعة وتسمعني دعائها الخافت ان تمر هذه الايام سريعا حتى اتعافى، لا تبالغ في اظهار مشاعرها ابدا، هي تمتلك ميزانا حساسا تعرف به متى واين وكم تظهر من مشاعرها، كل فترة تفاجئني بشيء جديد كعطر جديدة تضعه لي، أو كوجبة جديدة تطعمني اياها او زي جديد ترتديه لي او اغنية جديدة تسمعني اياها او حتى قصة جديدة تدربت عليها كثيرا حتى تقصها على مسامعي، فهي تعلم ان التجديد هو لغة الحياة وان الثبوت والجمود هو لغة الموت، تحب الاشياء كما أحبها، وتكره الأشياء حينما أكرهها، تحب النظر الى عيني وتستلهم منهما أسباب السعادة.
حبيبتي، جميلتي، نور عيني، وملاكي الساحر امرأة مثالية لا وجود لها في عالم الواقع واعتقد انه حتى يصعب وجودها في عالم الخيال، ولكن ما المشكلة فجميعنا نشتهي الجنة ولم نرها، كذلك حبيبتي امرأة من نتاج خيالي لا انادي بوجودها وانا اعلم استحالة ذلك، ولكن ماذا أفعل في نفسي المريضة التواقة الى كل جميل.

لمتابعة المقال على الفيس بوك .. اتبع الرابط التالي:
https://www.facebook.com/note.php?no...14170885321870