كيف تقتنص  فرص النجاح؟

كيف تقتنص  فرص النجاح؟














بقعة ضوء: كثيرًا ما تأتي الفرص في ثياب تنكرية، وبوجوه مختلفة، ولذا كان لابد من إلقاء الضوء على معنى الفرصة ومفهومها.
والفرص ما هي إلا لحظة يظهر فيها أمامك طريق جديد لم تبصره من قبل، وينفتح في وجهك باب كنت تظنه مغلقًا لسنوات طويلة، وبالتالي تقف أمام لحظة اختيار بين المضي في الطريق الذي أنت فيه، أو التحول إلى طريق آخر.
وما أشبه ذلك بما لو كنت سائرًا بسيارتك، وأخبرك أحدهم بوجود طريق مختصر إلى الوجهة التي تريد الذهاب إليها، ولكنه طريق مختلف عن الطريق الذي اعتدت السير فيه، فهل ستسير في نفس الطريق الطويل المعروف لديك؟ أم ستسلك الطريق المختصر المجهول عندك؟
إنها لا تمطر ذهبًا:
وهذه هي القاعدة الذهبية التي يبني عليها الإيجابيون سعيهم في الحياة، واقتناص الفرص فيها، هي تلك القاعدة التي أرساها لنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قال: (لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني، فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة).
وحتى لا نتتظر الفرص، بل نسعى إلى اقتناصها، بل وصناعتها أيضًا، فلابد لذلك من جملة وصايا من أهمها ما يلي:
1. كن يقظًا:
فربما تعبر الفرص أمام واحد من الناس فلا يفطن إليها، بينما لا يلبث آخر أن يقتنص تلك الفرصة بمجرد ظهور طرف منها وليس كلها.
وإليك ـ عزيزي القارئ ـ هذه القصة، التي يحكيها لنا روبين سبكيولاند في كتابه (اضغط الزر وانطلق)، فيقول: (تم إرسال بائع أحذية أمريكي في مهمة تستغرق أسبوعين إلى إحدى الدول النامية؛ ليرى إن كانت هناك أيَّ إمكانية لإقامة أعمال فيها.
استقل البائع الطائرة وجاب الدولة لمدة أسبوعين، ثم عاد ليخبر رئيسه: (أيها الرئيس, لا توجد لنا أي فرصة في هذه الدولة, إنهم لا يرتدون أيَّة أحذية هناك على الإطلاق).
كان الرئيس رجل أعمال ذكيًا, وقرر أن يرسل بائعًا آخر في نفس المهمة لنفس الدولة, استقل البائع الطائرة في رحلة مدتها أسبوعين, وعندما عاد, أسرع من المطار إلى شركته مباشرة ودخل على رئيسه والحماس يملؤه: (أيها الرئيس, لدينا فرصة رائعة لبيع الأحذية في هذه الدولة, فلا يوجد أحد يرتديها بعد).
فانظر إلى يقظة البائع الثاني، واغتنامه تلك الفرصة، التي لم يرَ فيها البائع الأول ثمة نجاح أو فرصة تميز.
2. كن متفائلًا:
ففي كل فرصة جديدة تلوح للبشرية، يخرج علينا جمع من الناس؛ ليبعثوا طاقة من التشاؤم، فعندما ظهر جهاز الحاسب الآلي، أدعى البعض أنه سوف يفقد الكثيرون من العمال وظائفهم، وسترتفع معدلات البطالة، ونسوا أن هذا الاختراع الجديد تفرع عنه أنواع مختلفة من الوظائف التي لم تكن معروفة مسبقًا.
وتظهر أهمية التفاؤل أكثر فأكثر، حينما تأتي الفرصة على هيئة مشكلة، لو تمكنت من حلها، فسوف تستثمر تلك الفرصة، وحينها عليك أن تتذكر دائمًا أنه لا يمكنك أن تفعل أي شيء لتغيير حقيقة وجود المشكلة، ولكن يمكنك أن تفعل الكثير لتجد الفرصة في هذه المشكلة.
ولكن ذلك لا يتأتى إلا بروح من التفاؤل، ذلك لإن (المتفائل يبحث عن الفرصة التي تشتمل عليها أي صعوبات).
3. كن شجاعًا:
فكل فرصة تحمل من النجاح والتميز مثل ما تحمل من الفشل أو الإحباط، وهنا تكمن أهمية الشجاعة، ودور المخاطرة المحسوبة، ولكن من سيرفض اقتناص الفرص مخافة تحمل المخاطر، فسوف يراوح مكانه، تمامًا كقول الشاعر:
ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
وليكن قدوتنا هؤلاء المزارعون، فهم يتكلفون العناء والمشقة والجهد المالي والبدني وبذل الوقت في سبيل حصاد الزروع والثمار، وربما تأتي رياح الطقس بما لا تشتهيه نفوسهم، فتضيع تلك المحاصيل، ويخسرون كل جهد أو وقت أو مال ضاع في سبيلها.
وتذكر دائمًا قول زيج زيجلار: (كلنا مسئولون ونتحمل المخاطرات، ولكن الفيصل هو أن تختار تحمل المخاطرة؛ فتجعل حياتك مثمرة وممتعة ومثيرة ولها مردود كبير).
همسة في أذنك:
وأخيرًا ـ عزيزي القارئ ـ لا تضيع حياتك في انتظار فرصة العمر، كما يصفها البعض، وتذكر دائمًا أن الأنهار ما هي إلا قطرات ماء تجمعت وتراكمت، والفرص العظيمة ما هي إلا تجمع لفرص أقل منها، ولكن إن ضيعت الفرصة تلو الأخرى بدعوى أنها فرصة ضئيلة، فلن تصل إلى تلك الفرص التي طالما حلمت بها.
أهم المراجع:
1. إذا كان النجاح لعبة فهذه هي قوانينها، د.شيري كارتر سكوت.
2. سلاح اليقظان لطرد الشيطان، عبد العزيز السلمان.
3. اضغط الزر وانطلق، روبين سبكيولاند.