أرجو ممن يستطيعون إستيعاب الفكرة وتقبلها أن يقوموا على نشرها حتى لا يقع (إعلامنا) العظيم في (نكبة) جديدة من نكباته المتتالية والتي أرى من خلال عملي تورطه في الكثير منها خلال الفترة القصيرة الماضية .
وما أطلبه وبوضوح هو عدم الإحتفال بــ (عيد الأم) هذا العام من خلال الأعمال الدرامية والغنائية، وذلك لعدة أسباب يأخذ منها كل شخص ما يرى لنصل إلى وضوح الفكرة والأهم العمل عليها :
1- من المفترض أن مصرنا في حالة (حداد) على شباب (زي الفل) من كل فئة زهقت أرواحهم خلال الفترة الماضية وهو ما لا يتناسب معه إحتفالات من الأساس.
2- أن هؤلاء الشباب والرجال والشابات لهم (أمهات) يجب أن نحترم مشاعرهم، فلا نضغط على جرحهم خاصةً أنه لم (يبرد) بعد.
3- كفانا (تقليد) و(تغريب) في كل شئ، حتى في مناسبتنا التي نحتفل بها، فتكون مناسبات لأحداث عالمية، نقع نحن فيها (عالة) على العالم فنحتفل معه، ونحن أصل (الحضارات) وبالتالي من غير المعقول أن يكون لدينا (أمهات رائعات) مثل أمهات شباب الثورة ورجال الدفاع المدني وكل من سقط خلال ثورة التغيير ولا (نأخذ يوم من هذه الأيام ليكون عيد الأم المصري) فربما فرضناه على العالم كما سبق وفرض هو علينا كل الأعياد الدولية التي نحتفل بها ..
وإقتراحي : بعد أن نوقف الإحتفال بعيد الأم في 21 مارس مراعاةً لشعور أعظم أمهات في مصر ... أن نحدد – طبقاً للأوراق الرسمية – أكثر أيام الثورة التي وقع فيها ضحايا، ونعتبر هذا اليوم هو (يوم عيد الأم المصرية) التي أنجبت هؤلاء الذين دفعوا دماءهم.
وفي هذا الإقتراح عدة مزايا أتمنى من الله أن نحسب لها ومنها :
1- تقدير حقيقي لا ينسى لهؤلاء الأمهات وزهورهم.
2- رفع حالة الإنتماء للوطن من خلال أن تكون كل (مناسباته) مرتبطة بالأحداث الجليلة فيه.
3- الخروج التدريجي حتى من التابعية في (المشاعر) من خلال الإحتفال بمناسبات ليس لدينا مدلول عليها سوى أن (الغرب) حددها.
والإعتراض الأول : هناك من سيعترض ويقول .. كنا نريد الإحتفال بامهات الشهداء فماذا نفعل؟؟
نحتفل بهم بأن نذهب لبيوتهم ، ودون (بروباجندا) إعلامية مدفوعة لصالح هذا الفريق أو ذاك، لنقول : قمنا بعمل كذا لأمهات الشهداء يوم عيد الأم ، إن كانت هذه هي نيتنا (فقط)
الإعتراض الثاني : كيف يتم تغطية اليوم إعلامياً حتى يأتي العام القادم ونبدأ في يوم عيد الأم المصري؟؟
مفيش مانع أن يكون اليوم (ديني) بين كل القنوات، تحية لأهالي الشهداء، فننقل عبر الشاشات (إن كان الأمر لا غنى عنه وإن كنت لا أرى ضرورة لأن نضع أي شئ على الإعلام ) ننقل مثلاً بعض أيات القرآن ، أو ترانيم إنجيلية أو غير ذلك.
لكن لا أعتقد أن هناك داعٍ من الإحتفال بشئ كنا نحتفل به ونحن (عالة) ونظل نحتفل به ونحن في (مقدمة العالم) ويسعى البعض لتدريس ما تم لدينا .. ولا إيه
رحمة الله على كل روح فُقدت في مصرنا وعزاءنا أنها لأجل مصرنا.

ملحوظة هامة (كتبت هذه الفقرة بعد نشر المقال على صفحتي على الفيس بوك) :
أرسلت لي صديقة فاضلة - من واحدة من دولنا العربية - أن الفكرة عظيمة أن نلغي عيد الأم هذا العام ولكن للابد، وتذكرني بألا (أسن) في الإسلام سنة سيئة بأن أُشجع على (عيد) يعتبر بدعة بإعتبار أعيادنا هما عيد الفطر وعيد الأضحى ..
وأود أولاً شكرها على النصيحة .. لكني أود توضيح أنني على مستوايا الشخصي لا أحتفل بأي عيد غير العيدين وذلك منذ أن علمني أحد الرجال الصالحين وإقتنعت بما يقول، لكني هنا أتحدث عن (عيد) متعارف عليه في الدولة ويتم الإحتفال به فعلاً وكل ما طلبته هو أن يتم وضع معنى له بدلاً من الإكتفاء بفكرة الأستاذ على أمين صاحب تحديد اليوم بناء على رسالة وصلته من أم زارته - فيما بعد - تشكو عدم بر أولادها.

أرجو أن يكون الفرق واضح بين (إبتداع) أمر أنا أساساً لا أحتفل به ، وبين تعديل يوم يتم الإحتفال به في الدولة بكل طبيعي.

المصدر:
https://www.3ain3alabokra.com/article-622.html