أوسع كتب الإدارة اليوم لا يخترع لنا جديداً بل ينقل تجارب الآخرين الذين نجحوا، ويعطي مفاتيح النجاح لإدارة الموظفين في عالم متغير، هذه التجارب رصدت على مدى 25 عاماً تجارب المئات من المدراء في 400 شركة ناجحة في العالم. في عالم يشهد منافسة حادة للحصول على الموظفين الأكفاء، تتبارى الشركات في تقديم الحوافز للفوز بالجيد منهم والإبقاء عليه، وتتعدد الإغراءات من المرتبات إلى البدلات، الترقيات والتدريب، لكن هذا كله يتلاشى إذا لم يتواجد المدير القادر على تحفيز الموظف ليعطي أفضل ما لديه، ومهما كانت العروض المغرية ومهما كان التدريب فعالاً، فإن الشركات التي لا يتواجد بها مدراء أكفاء في مختلف المستويات ستعاني ولاشك من الكثير من المصاعب. ويقول الكتاب إن اختيار الموظفين على أساس الخبرة السابقة لم يثبت نجاحه بالشكل الفعال، فالأولوية للموهوبين الذين تكتشفهم في المقابلة الشخصية المدروسة، وفي فترة التجربة المصممة بدقة لتعطي وصفاً دقيقاً لمهارات الموظف وقدراته ومواهبه، كما تبين أن استثمار وقت المدراء في التركيز على تطوير نقاط القوة في الموظفين أكثر ربحية وبمراحل من متابعة نقاط الضعف لديهم. الرجل المناسب في المكان المناسب مازالت إلى اليوم من بديهياتنا، لكن تحقيقها صعب المنال إن لم يكن من المستحيلات في عالم تحكمه العواطف والعلاقات الخاصة، أضف إلى ذلك الكيمياء الإنسانية التي تجعلنا نغلب أهواءنا الخاصة في معظم اختياراتنا للأشخاص، لكن الكتاب يقول وفقاً لمقابلات المدراء بأن النظرة الثاقبة لقدرات موظفيهم واستعدادهم كان خير معين لاتخاذ القرار بالترقية دون النظر لأي اعتبارات أخرى، وأن الترقية بالشاغر أو الدرجة التالية أو حسب السلم الوظيفي كان عائقاً للنجاح. في غالب الأحيان، كان رأي الموظفين مهماً في الأعمال التي يؤدونها وفي طريقة أدائهم لها، وأفضل الشركات حظاً في الاحتفاظ بالموظفين الأكفاء كانت تلك التي تستمع لهم دوماً وتمنحهم الفرصة للتعبير عن آرائهم، والمدراء الذين يستمعون لا يحققون الرضا الوظيفي لمرؤوسيهم فقط، بل ويحققون الإنتاجية العالية المسؤولة عن نجاح الشركات اليوم. تطلعات الموظفين الآن تتنامى وطموحاتهم تتزايد، وكل هذه حوافز تجعلهم أكثر حماساً هذه الأيام للنمو والترقي، والمعضلة الرئيسة هي ألا يستجيب المدراء للتغيير، وألا ينمو حسهم الإداري لفهم ما حولهم، وأنت تعرف وأنا أعرف كثيراً من المدراء من فصيلة نادرة من الديناصورات لم تنقرض بعد.