السلاام عليكم ..
سندرس حالة من حالات التأخر الدراسي .. وأسباب تأخرها ..
و الموصى به لعلاج تأخرها ..
دراسة حالة من حالات التأخر الدراسي
اسم التلميذة : س .
تاريخ الميلاد : 26 / 6 / 1991م .
الصف الأصلي : الأول .
تاريخ التحويل : 5 / 9 / 1998م .
1 ـ من حيث الجانب العقلي:
من خلال الفحص النفسي للتلميذة تبين أن التلميذة تعاني من تأخر دراسي ناتج عن انخفاض مستوى الذكاء عن المتوسط .
× انخفاض مستوى التركيز له تأثير على مستوى الذكاء لديها .
× الذاكرة اللفظية أقل من المتوسط .
× التفكير مبني على المحسوس .
2 ـ من حيث الجانب السلوكي :
× التلميذة لديها نشاط زائد فهي كثيرة الحركة داخل الفصل .
× مشتتة الانتباه .
× لا تركز أبداً عند شرح أي مهارة سواء من مهارات الرياضيات أو اللغة العربية .
× التلميذة لديها ميول عدوانية فهي تعتدي على زميلاتها بالضرب .
× لديها أيضاً ميول تخريبية فهي دائماً تخرب الوسائل التعليمية الموجودة بالصف .
× لا تحضر التلميذة أدواتها المدرسية معها .
3 ـ المظهر العام للتلميذة :
العناية بالنفس أقل من المتوسط فهي دائماً متسخة الملابس وشعرها غير مرتب .
4 ـ الدافعية للتعلم :
× التلميذة غير مقبلة على العملية التعليمية ، وفي بداية العام كانت ترفض دخول الصف .
× لا تشترك في المناقشات الشفوية أو التعبير اللفظي .
× بطيئة جداً في تنفيذ أي مهمة تسند إليها وعادة لا تكملها .
5 ـ المشاركة في الأنشطة الطلابية :
لا تشارك في أي نشاط طلابي بالمدرسة ، العمل بالجمعية المدرسية ، التربية الرياضية ، التربية الموسيقية .
6 ـ من حيث الجانب الاجتماعي والاقتصادي لأسرة التلميذة :
× الأم هندية وهي الزوجة الثالثة للأب ، وتعيش الثلاث زوجات في بيت واحد ، والتلميذة لها إخوان كثيرون يعيشون كلهم في بيت واحد .
× المستوى الاقتصادي للأسرة متوسط مقارنة بعدد أفراد العائلة ولاشك أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية لعبت دوراً في مستوى تحصيل التلميذة ، حيث تعاني التلميذة من الحرمان نتيجة عدم مقدرة الأهل على تلبية احتياجاتها من أدوات مدرسية ، بالإضافة إلى ذلك لم تكن التلميذة تحضر معها دراهم لشراء طعام أو شراب من جمعية المدرسة ، ولا تحضر معها أكل من البيت .
تحديد نواحي الضعف الدراسي :
من خلال الاختبارات التشخيصية الأولية لمادتي اللغة العربية والرياضيات اتضح أن :
أولاً : اللغة العربية :
1- التلميذة لا تعرف حروف الهجاء قراءة وكتابة .
2- لا تعرف الحركات القصيرة والطويلة .
3- لا تستطيع قراءة سوى كلمات الدروس الثلاثة الأولى .
4- لا تستطيع التعامل مع أي مهارة من مهارات اللغة العربية " تحليل ـ تركيب " .
5- لا تكتب الإملاء المنظور ولا الاختباري نظراً لجهلها بحروف الهجاء .
ثانياً : الرياضيات :
1- تعرف التلميذة رموز بعض الأعداد من 1 : 10 وأحياناً تربط بين العدد ومدلوله
2- لا تعرف مكونات الأعداد .
3- لا تعرف الترتيب التنازلي للأعداد .
4- لا تستطيع استكمال سلاسل الأعداد بعد العدد 10 .
5- لا تستطيع التمييز بين الأكبر من والأصغر من الأعداد .
6- لا تستطيع إجراء العمليات الحسابية البسيطة .
الخطة العلاجية
سارت الخطة العلاجية في ثلاث خطوط متوازية : سلوكية ـ دراسية ـ اجتماعية
1 ـ تعديل سلوك التلميذة للحد من النشاط الزائد :
× أجلست التلميذة في المقعد الأمامي وتعريفها بالجلسة الصحية ، ثم بدأنا معها بالتعزيز المادي والمعنوي كل حوالي 5 دقائق كلما استمرت في الجلسة الصحية ، ثم بدأت معها بالتدرج في التعزيز كل حصة ثم كل يوم ثم كل أسبوع حتى تعودت التلميذة إلى حد كبير على الجلوس والاستقرار داخل الصف .
× أشغلت التلميذة بأنشطة نافعة ومفيدة تخدم المهارات الموجودة بالمنهج وبأوراق عمل مكثفة .
× إعطاء التلميذة الثقة بالنفس وذلك بمحاولة إعطائها أدوار قيادية .
× تعليم التلميذة كيفية الوضوء والصلاة حتى تستطيع التلميذة الاهتمام بنظافتها الشخصية .
× إعطاء التلميذة قدراً كافياً من الثقة بالنفس .
من حيث طرق التدريس راعيت مع التلميذة الآتي :
× استخدام الوسائل التعليمية والمجسمات والمحسوسات من مكعبات وغيرها وباللوحات الوبرية والسبورات المغناطيسية والبطاقات التوضيحية وجميع الوسائل التي يمكن أن تسهل العملية التعليمية .
× الاهتمام بقراءة التلميذة واعتبارها مهارة أساسية تسير جنباً إلى جنب مع الكتابة .
× عمل دفتر فردي للتدريبات الكتابية لتدريب التلميذة على النسخ .
× الاهتمام بالتعبير والمحادثة لأنها تعتبر محور التعلم في المناهج الدراسية الجديدة وإعطاء التلميذة الفرصة الكافية للتعبير عما تشاهده .
× توفير التغذية الراجعة للتلميذة وذلك بإعلام التلميذة بصحة الاستجابة .
× توفير التعليم الزائد للتلميذة ليساعدها على الاحتفاظ بالمادة التعليمية .
× تنشيط الذاكرة البصرية لدى التلميذة وقراءتها وإمرار إصبعها عليها ثم إخفاء الكلمات عن التلميذة ومطالبتها بكتابتها وبالتكرار حتى تحتفظ التلميذة بالكلمات في ذاكرتها .
× تقسيم حروف الهجاء إلى مجموعات متشابهة مثل الـ " ب ، ن ، ت ، ي " وتشبيه كل حرف بشيء مألوف لدى التلميذة وتقريبه إلى ذهنها وملاحظة وضع النقط في كل حرف .
× استخدام أسلوب اللعب بالاكتشاف حيث أنه من الأساليب الشيقة والمحببة لدى التلاميذ .
× جذب انتباه التلميذة وجعلها في غاية التركيز عن طريق تقديم المادة العلمية في قالب مشوق وباستخدام أسلوب تدريس متنوع يزيل الملل عن نفس التلميذة مثل المسرحيات والتمثيليات .
× الاهتمام بالنشاط اللاصفي وإشراك التلميذة فيه والحرص على إشباع ميولها وإعطاء التلميذة الثقة الكاملة بقدراتها .
× تواصل المدرسة مع الأسرة وذلك بعمل ندوات ومحاضرات للتوعية السليمة عن طريقة الاهتمام بالتلميذة وتوفير احتياجاتها الأساسية .
× توفير وجبة للتلميذة كل يوم من جمعية المدرسة لأن الغذاء ضروري جداً في نمو جسم وعقل التلميذة .
والحالة مستمرة وباقية للعام القادم .
التوصيات
نتيجة لما ظهر من الدراسة نوصي بما يلي :
× التمييز وعدم الخلط بين التخلف الدراسي والضعف العقلي .
× الاهتمام بتنمية الشخصية الإنجازية من خلال التدريب والتوجيه في المنزل والمدرسة والمجتمع .
× الاهتمام باتخاذ التدابير الوقائية من التخلف الدراسي .
× الاهتمام بتعيين أخصائيين نفسيين وأخصائيين اجتماعيين بالمدارس .
× العمل على نمو مفهوم موجب للذات بصفة عامة ، وبخاصة عناصره المتعلقة بالدراسة والتحصيل الدراسي .
بالنسبة للنواحي الجسمية :
× العناية بالصحة الجسمية منذ الطفولة المبكرة وبصفة خاصة للمتخلفين دراسياً وتوفير الرعاية الطبية اللازمة لهم مع المتابعة الدورية المستمرة .
× الاهتمام بنمو وسلامة حواس التلاميذ ومراعاة ذلك في الموقف التعليمي بحيث يوزع التلاميذ في الفصل توزيعاً يتفق مع حالة السمع والبصر . كذلك يجب العناية بتصحيح أي نقص أو قصور في هذه الحواس .
× زيادة اللياقة الجسمية للأطفال بالاهتمام بالتربية الرياضية في المدرسة وتوفير الأماكن والأجهزة الملائمة لها واكتساب المهارات التي يستطيعون متابعتها واختيار الأوقات الملائمة لها في اليوم الدراسي .
× أن يكون لكل تلميذ بطاقة صحية تسجل فيها حالته الصحية منذ مولده وترافقه خلال مراحل الدراسة .
بالنسبة للنواحي العقلية :
× الاهتمام بتنمية القدرة العقلية العامة لدى التلاميذ ورعاية نموهم العقلي بما يتناسب مع قدراتهم .
× اتباع طريقة الخطوات القصيرة التي لا تقتضي إدراك علاقات كثيرة معقدة في الوقت الواحد .
× تدريب المتخلفين دراسياً على حل المشكلات عن طريق الأنشطة العلمية بدلاً من اللفظية والرمزية .
× تدريب الذاكرة لدى المتخلفين دراسياً عن طريق حفظ المتشابهات والمتضادات وغيرها مع استخدام الوسائل السمعية والبصرية المناسبة .
× أن تركز المدرسة الابتدائية على ألوان النشاط الدراسي المرتبط بواقع البيئة والمبني على الإدراك الحسي أكثر من بنائه على الإدراك العقلي .
بالنسبة للنواحي التحصيلية :
× العمل على رفع الكفاية التحصيلية وزيادة فعالية الاستعداد الموجود عن طريق زيادة الدافع وتغيير الاتجاهات السلبية وتنمية الثقة في الذات .
× الاهتمام باستخدام الوسائل السمعية والبصرية المعينة في التدريس للمتخلفين دراسياً .
× تطوير وتعديل وتبسيط المناهج الدراسية بما يحقق أفضل مستوى من النمو للتلاميذ المتأخرين دراسياً مع الاهتمام الفردي بحالة كل تلميذ .
× إعداد مناهج وبرامج دراسية خاصة للمتخلفين دراسياً لا تتطلب درجة عالية من الذكاء ولا تتضمن عمقاً أكاديمياً ، بحيث نعدهم للحياة ونمكنهم من إشباع حاجاتهم النفسية .
× الاهتمام بنوعية الكتب المقررة وطريقة طباعتها وتصويرها وتلوينها كوسائل هامة في نجاح العملية التعليمية وزيادة الأثر الناتج منها .
× أن يهتم المدرس بكل ما يحيط بالتلاميذ من ظروف مختلفة تؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على تحصيلهم ونشاطهم الدراسي ، سواء كانت هذه الظروف تتعلق بالمدرسة أو المنزل .
× إدماج المتخلفين في ألوان النشاط المدرسي الذي يجذبهم إلى المدرسة والعمل المدرسي وإلى التفاعل السليم مع زملائهم وتزيد حبهم للمدرسة وتحول اتجاهاتهم السالبة إلى اتجاهات موجبة .
× تنويع الخبرات المدرسية حتى يحقق التلاميذ نمواً متوازناً في جميع النواحي الاجتماعية والنفسية والتربوية .
× العمل على تحقيق استمرارية عملية التعلم خاصة في حالات التخلف التي ترجع إلى أسباب صحية أو بسبب حادث أو بسبب اضطرابات أسرية أدت إلى انقطاع التلميذ عن الدراسة وتخلفه عن مستوى أقرانه في نفس السن تحصيلياً ، وأن يقدم المدرس معونة خاصة للتلميذ ليعوضه ما فاته ويشعره بالأمن والطمأنينة .
× إعداد برامج وخطط تعليمية علاجية خاصة للمتخلفين دراسياً يقوم بها معلمون متخصصون يستخدمون الطرق المناسبة للقدرات المحدودة للمتخلفين والتركيز على المحسوسات .
× على الأخصائي النفسي المدرسي أن يضطلع بدوره في تشخيص مشكلات التخلف الدراسي والعوامل المسببة له ، فإذا كان يرجع إلى الضعف العقلي يجب إحالة التلميذ إلى إحدى مدارس ضعاف العقول ، وإذا كان يرجع إلى سوء التوافق وعدم القدرة على متابعة التعليم في المدرسة الحالية يجب إحالة التلميذ إلى مدرسة أخرى أكثر ملائمة لشخصيته ، وإذا كان يرجع إلى مشكلات انفعالية أو اضطرابات نفسية يقوم هو بعلاجها ـ إن استطاع ـ أو يحيلها إلى الأخصائيين حتى تتحسن صحة التلميذ النفسية ويستطيع متابعة الدراسة .
× على الباحثين الذين يستخدمون نتائج التلاميذ من واقع السجلات المدرسية أن يلتزموا جانب الحذر الشديد عند الربط بين الدرجات المدرسية للتلاميذ والعوامل النفسية الأخرى . وذلك للاختلاف بين أسس التقدير التي يستخدمها المدرسون عن تلك التي يستخدمها الباحثون .
بالنسبة للنواحي الاجتماعية :
× الاهتمام بدراسة حالة أسرة الطفل المتخلف دراسياً وخلفيته الاقتصادية والاجتماعية ، والظروف التعليمية في الأسرة وأثرها على نموه العقلي والتحصيلي .
× العمل عل اتباع الأساليب التربوية السليمة في تنشئة الأطفال خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة .
× العمل على رفع المستوى الاقتصادي الاجتماعي وتحسين الظروف السكنية للأسرة ومحو الأمية عند الوالدين ، تحقيقاً للظروف الملائمة للتحصيل الجيد وتجنباً لاحتمال حدوث التخلف الدراسي .
× العمل على تعديل البيئة الاجتماعية للتلميذ المتخلف دراسياً بعد دراستها دراسة وافية بما يحقق العلاج المطلوب .
× العمل على تجنب كل ما يؤدي إلى التفكك الأسري واضطراب الجو الأسري حتى نتجنب ما قد يؤدي إلى التخلف الدراسي .
× حماية التلميذ المتخلف دراسياً ـ الذي يترك المدرسة ـ من الانحراف الاجتماعي
بالنسبة للنواحي الانفعالية :
× الاهتمام بإشباع الحاجات الأساسية للتلاميذ المتخلفين دراسياً ، وقد أوضحت الدراسات السابقة أهمية الدور الذي تقوم به الأسرة وظروفها الاجتماعية والاقتصادية مع إبراز أهمية الجانب الانفعالي والدفء العاطفي في الأسرة .
× أن يكون فطام الطفل في الوقت المناسب بحيث لا يكون مبكراً جداً ولا متأخراً جداً ولا إجبارياً .
× الاهتمام بتنظيم مواعيد النوم حتى يستيقظ نشطاً ويقبل على الدراسة . ويجب ألا ينام الطفل في نفس الحجرة مع والديه .
× عدم التفرقة في معاملة الأطفال حسب ترتيبهم في الأسرة أو جنسهم .
× العمل على علاج أي مشكلات انفعالية مسببة أو مصاحبة للتخلف الدراسي . وعلى كل من المربين والآباء الاهتمام بتهيئة الجو النفسي الاجتماعي الذي يتيح للتلاميذ الأمن والشعور بالانتماء ومساعدتهم على تخطي العقبات التي قد تؤدي بهم إلى الفشل والإحباط وعدم القبول أو اللوم من جانب الآخرين وحتى لايستجيب لها التلميذ بصورة من صور التوافق السيئ .
توصيات إرشادية وعلاجية
× التعرف المبكر على التلاميذ المتخلفين دراسياً خاصة خلال الثلاث سنوات الأولى من المرحلة الابتدائية حتى يمكن اتخاذ إجراءات التصحيح والعلاج المبكر .
× توفير أدوات التشخيص مثل اختبارات الذكاء واختبارات التحصيل المقننة وغيرها
× استقصاء جميع المعلومات الممكنة عن التلميذ المتخلف دراسياً خاصة الذكاء والمستوى العالي للتحصيل وآراء المدرسين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين والأطباء إلى جانب الوالدين .
× توفير خدمات التوجيه والإرشاد العلاجي والتربوي والمهني في المدارس لعلاج مشكلات هؤلاء التلاميذ نفسياً واجتماعياً وتربوياً ومهنياً مع زملائهم العاديين وتوجيههم لمواجهة الحياة العملية في المستقبل .
× أن يقدم الخدمات المتخصصة للتلاميذ المتخلفين دراسياً فريق متكامل متعاون يجمع بين المدرسين والأخصائيين والوالدين .
× الاهتمام بدراسة الحالات الفردية للتلاميذ وعدم المغالاة في تطبيق القواعد العامة على الحالات الفردية مع الاهتمام بحفظ السجلات المجمعة لهم .
× عرض حالة التلميذ على الطبيب النفسي عند الشك في وجود اضطرابات عصبية أو إصابات بالجهاز العصبي المركزي وغير ذلك من الأسباب العضوية .