أظهرت دراسة أمريكية حديثة، أن ظروف العمل تضع الموظفين بين خيارين، الأول: أن يكونوا فقراء إن لم يعملوا، وبالتالى المعاناة من قلة الطعام، والخيار الثانى: أن يعملوا كثيرا، وبالتالى الأكل بطريقة غير منظمة ولا صحية.


وتبين فى الدراسة، التى أجرتها جامعة كورنيل الأمريكية، وشملت نحو 25 امرأة و25 رجلا عاملين، من فئات تتراوح دخولها ما بين الأجور الضئيلة والمتوسطة، بأن أكثر من نصف أفراد العينة يلجأون إلى خيارات غير صحية

عندما يأكلون، نظرا لظروف عملهم.

وأشارت رئيسة فريق البحث، كارول ديفاين، إلى أن الآباء والأمهات الذين شملتهم عينة البحث، يقومون بعدة استراتيجيات كى يتلاءموا مع ظروف عملهم، مثل عدم تناول الآباء للوجبات فى وقتها المناسب، أو أنهم يأخذون

عائلاتهم للأكل فى المطاعم لأنها طريقة أسرع لهم للعودة إلى أعمالهم، والتكيف مع متطلبات وظائفهم.

وبينت ديفاين أن ساعات العمل الطويلة وغير المنتظمة هى من الأسباب الرئيسية لعادات الأكل غير الصحية، ورغم أنه من الصعب تغيير مواعيد العمل، إلا أنه من الممكن على أصحاب العمل أن يغيروا بعض ظروف العمل

التى من الممكن أن تساهم فى تحسين غذاء العاملين لديهم.

وضربت ديفاين، مثالا بالعمال الذين يشتغلون ضمن مناوبات ليلية، ويلجأون عادة لأكل الوجبات الجاهزة منذ مدة، من آلات البيع الآلية، ورأت الخبيرة أنه يمكن علاج ذلك الوضع من خلال إبقاء الكافتيريات مفتوحة ليلا لتشجيع

الموظفين على تناول طعام أكثر صحية، إضافة إلى إعطاء استراحات محددة للعمال، كى يتمكنوا من الأكل بشكل منتظم.

وتأمل ديفاين أن يأخذ أرباب الأعمال بعين الاعتبار الآثار التى تسببها ظروف العمل على تغذية العمال، وأن يتحفزوا للقيام ببعض التغييرات على مكان وظروف العمل، لينعكس ذلك على الإنتاج.