مراحل تصميم المنتج
تمر عملية تصميم المنتج بمراحل متعددة تستغرق في مجموعها فترة زمنية تقع بين شهور وسنوات وتختلف من فكرة منتج لفكرة منتج آخر، كما تستغرق كل مرحلة من هذه المراحل فترة زمنية معينة قد تطول أو تقصر، أي أن الفترة الزمنية لكل مرحلة لا يشترط أن تتماثل مع غيرها من المراحل وفيما يلي عرض للمراحل الرئيسية التي تؤدي إلى تصميم منتج جديد.
1-تشكيل فريق التصميم: يدخل تصميم المنتجات ضمن مهام مدير العمليات والذين معه مثل العاملين في هندسة التصميم والهندسة الصناعية وهندسة الجودة، كما يشارك في ذلك إدارات أخرى مثل إدارة التسويق، لتقديم ناتج دراسات السوق والعملاء، وإدارة المشتريات لتقدير إمكانيات وتكلفة
إتاحة التجهيزات اللازمة للمنتج الجديد وإدارة بحوث وتطوير التي تضم باحثين تؤهلهمخبراتهم وقدراتهم الابتكارية لإثراء عملية تصميم أو تطوير المنتج والإدارة المالية لتقدير مدى سماح الموارد المالية المتاحة لتمويل مشروعات التصميم والتطوير، كما تشارك الإدارة القانونية لتحديد الوضع القانوني في حالة استخدام حقوق أو براءات الاختراعات المملوكة للغير، وعلى ذلك يتم تشكيل الفريق من ممثل أو أكثر من كل هذه الإدارات أو الوحدات التنظيمية.
أما في منظمات الخدمات فلا يختلف تشكيل فريق التصميم إلا من حيث تخصصات العاملين في إنتاج وتقديم الخدمة فمثلا في المستشفى يشارك الأطباء في التخصص المعني.
2-دراسة المتغيرات البيئية: والمقصود بذلك تحليل:
أ-حاجات وتوقعات السوق (العملاء).
ب-اتجاهات التطور التكنولوجي في مجال النشاط أو الصناعة التي ينتمي إليها المشروع الجديد أو المنظمة.
ج-اتجاهات المنافسين فيما يتعلق بتصميم وتطوير منتجاتهم المماثلة أو المشابهة.
3-توليد أو حصر الأفكار المؤدية لتصميم جديد أو تصميمات بديلة: تأتي هذه الأفكار من مصادر متعددة وفيما يلي عرض لأهم هذه المصادر.
1-مصادر داخلية: تتمثل في:
- اقتراحات العاملين بالأقسام الفنية من واقع خبراتهم الوظيفية، حيث نجد أن هذه الاقتراحات أصبحت مصدرا ثريا لتصميمات لمنتجات جديدة في اليابان فمثلا تنفذ شركة تيوتا حوالي ثلثي الاقتراحات التي يتقدم بها العاملون في كل عام.
- برامج البحوث والتطوير التي تخططها وتنفذها المنظمة إضافة لحلقات الانطلاق الفكري
Brain Storming لتوليد الأفكار والمفاهيم الجديدة ولتطوير هذه الأفكار والمفاهيم إلى منتجات مفيدة.
2-مصادر خارجية: تتمثل في
تكنولوجيا جديدة تستلزم أو تساعد في تصميم منتج جديد، أو أكثر فمثلا: في السبعينات أدى تطور أشباه الموصلات Semi-conductors والمعالجات المصغرة Micro processors والرقائق المعدنية إلى ثورة في عالم الإلكترونية وأدى ذلك إلى تحسنات كبيرة في تصميمات ووظائف منتجات إلكترونية مثل الحاسبات وأجهزة الإتصال.
- التطورات التي يدخلها المنافسون على منتجاتهم"تحليل منتجاتهم".
- اقتراحات أو شكاوى العملاء بالنسبة للمنتج أو المنتجات الحالية.
- اقتراحات الموردين والموزعين نظرا لمركزهم الذي يمكنهم باستمرار من التعرف على حاجات ورغبات عملاء.
- شراء ترخيص إنتاج جديد أو براءة اختراع.
- كتب وجرائد دورية مختصة.
4-تقييم الأفكار البديلة: يتعين التمحيص للأفكار المستمدة من بعض أو كل المصادر السابقة وإخضاع كل فكرة لدراسة جدوى أولية فنية واقتصادية لتحديد إمكانية التقدم في التصميم وتطويره تهدف هذه الدراسات للإجابة عن سؤالين هما:
- هل يمكن –فنيا-إنتاج هذا المنتج؟
- هل يؤدي إنتاجه لتحقيق ربح؟
إذ يعتبر إهدار للوقت والجهد أن يقترح إنتاج منتج يحضى بقبول سوقي بينما يتعذر تنفيذ التصميم الخاص به أو يتعذر إنتاجه بنجاح وفي المقابل يكون هباء أن نصمم ونطور منتجا يسهل إنتاجه لكن يصعب تسويقه بنجاح وهذا ما يطلق عليه ترشيد برامج تصميم.
وعلى ضوء نتائج هذه الدراسات يقسم التخلص من الأفكار التي يظهر عدم جدواها وعدم إمكانية تنفيذها وهنا يمكن للمؤسسات استخدام نموذج النقاط Scoring Model حيث تعتمد هذه الطريقة على قيام الإدارة تتعين مجموعة من العوامل التي تعتبر وجودها مهما في المنتج ومن ثم تختبر مدى توافر هذه الخصائص أو العوامل التي قد تكون مثلا"حجم مبيعات المرغوب فيه، مدى الملاءمة للخط الإنتاجي، توافقها مع قنوات التوزيع".في الأفكار الجديدة مراد تقيمها وهنا يمكن إتباع الخطوات التالية:
- كل صفة أو خاصية من الخصائص المراد تقييمها يعطي لها وزن نسبي (أو نقطة) تمثل الأهمية لهذه الصفة وعلاقتها مع الصفات الأخرى فمثلا يعطي لمعيار مطابقة المنتج للعمليات الإنتاجية نقطة=20.
- تقييم درجة توافر كل صفة من هذه الصفات أو المعايير في المنتجات (الجديدة أو أفكار المنتجات بإعطائها وزنا نسبيا معين.
- حساب المجموع الكلي للنقاط أو الأوزان لكل منتج وذلك بضرب النقطة لكل معيار أو صفة×وزن نسبي " لكل لدرجة توافر هذا المعيار لكل منتج تم جمع حاصل هذا الجداء.
- يتم تحديد الفكرة للمنتج الجديد أو اختيار المنتج الذي سيتم إنتاجه على أنه المنتج أو الفكرة التي يحصل على أعلى مجموع نقاط.
5-التصميم الأولي Preliminary : هنا تجري ترجمة الفكرة الواعدة إلى تصميم أولي إما على الورق أو على شاشة الحاسب الآلي أو في شكل مادي –أولي- يجسد الخصائص الأساسية للسلعة من حيث الهيئة أو الشكل أو الأداء الوظيفي. ويتضمن التصميم الأولي اعتبارات فنية مثل تحديد نوع الخامات و المكونات وأسلوب مزجها أو توليفها ودور كل منها في هيكل السلعة وفي أدائها الوظيفي وغالبا ما تخلو النماذج الأولية من بعض خصائص التصميم النهائي مثل الوزن، اللون ويجري تقييم الأولى أو التصميمات البديلة الأولية من خلال دراسات سوقية وفنية مالية. وبالنسبة للخدمة تجري أيضا ترجمة الفكرة الواعدة إلى مزيج من نماذج مطبوعة وإجراءات ودورة مستندية كما هو الحال بالنسبة لخدمة مصرفية في بنك أو خدمة صحية في مستشفى، ويميل تصميم الخدمات لأن يركز على درجة تفاعل العميل مع نظام الخدمة"أكثر"وطرق تقديمها أكثر من التركيز على الخصائص المادية الهندسية كما يحدث في مصانع.
6-التصميم المادي التمهيدي: في هذه المرحلة بعد الاستقرار على فكرة المنتج الجديد والاطمئنان المبدئي على تقبل السوقله ومساهمة السوق في تحديد خصائصه وصفاته وبعد الاطمئنان على النواحي الاقتصادية والإنتاجية وإمكانياتها تنتقل الشركة إلى مرحلة تصميم عينة من هذا المنتج أي تحويل الفكرة والخصائص من مجرد صور ورسوم إلى شكل مادي ملموس يمكن استخدامه واختباره.
7-الاختبار الفني للتصميم التمهيدي: تخضع التصميمات التمهيدية لاختبارات مكثفة لتحديد مستوى خصائص أداء كل تصميم وعلى ضوء ما قد تظهره نتائج الاختبارات من عيوب يعدل التصميم الأولى مرة أو أكثر حتى يتهيأ تصميم أولى مقبول.
ويجري اختيار التصميم من الناحية الفنية من خلال تجارب محددة داخل المنظمة فالبنسبة لسلعة صناعية وفي مصنع السيارات مثلا يجري اختيار السيارة ككل في أرض المصنع، أما بالنسبة للخدمة الجديدة فيتم اختبارها مبدئيا في الإدارة المختصة فمثلا في هيئة البريد يتم اختبار خدمة الشيكات البريدية –قبل تقديمها للعملاء-في الإدارة المالية من خلال تقييم العاملين المختصين في ضوء خبراتهم. والهدف من اختيار التصميم المبدئي للمنتج فنيا هو التعرف على مدى توافر الكفاءة الفنية اللازمة لكل من العاملين ولآلات والمواد والمكونات استمرارية الإنتاج لهذا المنتج ثم تعرض نتائج هذا الاختيار الفني على فريق العمل الذي قد يقر التصميم الموضوع أو يدخل عليه بعض تعديلات "شكل، لون، مكونات المنتج، تعديل نماذج إجراءات خدمة، تخفيض الوقت اللازم للخدمة). ثم يتم تنفيذ هذه التعديلات وبعدها يعاد الاختبار للتصميم المعدل داخليا وتعاد هاتين المرحلتين(اختبار-تعديل) حتى يتم الوصول إلى المنتج أو التصميم الأمثل الذي تتوفر له الخصائص الفنية المثلى وتكلفة الإنتاج المناسبة.
8-الاختبار السوقي:في هذه المرحلة يتعين التعرف على درجة قبول السوق (العملاء) لهذا المنتج وذلك يعرض المنتج الجديد كمشروع –على العملاء المرتقين أو على خبراء السوق.
وفي حالة تصميم السلعة يتطلب الأمر اختبارها يعرضها على عينة من العملاء المتوقعين سواء كان ذلك عن طريق:
- توزيع بعض العينات المجانية.
- توزيع عدد محدود من هذه المنتجات على بعض العاملين بالمنظمة واستطلاع آرائهم بشأنها.
- عرض هذه المنتجات في معارض مؤقتة أو دائمة أو لدى تجار جملة وتجزئة.
أما في حالة تصميم خدمة فيمكن تقديمها لفترة محدودة للعملاء مع استطلاع آرائهم وانطباعاتهم حولها فمثلا قد تصمم إحدى المستشفيات خدمة جديدة مؤداها فحص الراغبين في الزواج فتقدم الخدمة في نطاق محدود ولعدد محدود من الأشخاص ثم استطلاع آرائهم حولها"أسلوب تقديم، توقيت، مدى إشباع لحاجاتهم".
ويعد جميع الآراء والانطباعات للعملاء المرتقين يتم تبويب وتحليل هذه البيانات لأشخاص النتائج فإذا اتضح وجود بعض العيوب يتم إجراء التعديلات اللازمة ثم القيام بالاختبارات (فينة، سوقية) إلى أن يطمئن على الجدوى الفنية والسوقية للمنتج الجديد موضع التصميم وهكذا حتى نصل إلى التصميم النهائي والذي يقود إلى تصميم عملية الإنتاج.
9-دراسة الجدوى الاقتصادية:إذا كانت استجابة السوق للتصميم المطروح مشجعة، تبدأ الدراسات الاقتصادية لتقدير حجم الإنتاج والتكلفة والعائد لهذا المنتج موضوع التصميم، فإذا جاءت تقديرات الربحية مقبولة يدخل المشروع حيز التنفيذ، وقد تؤدي نتائج الدراسة الاقتصادية إلى تعديل في نوع أو خصائص بعض المكونات أو العناصر وهذا يدعو إلى جولة جديدة من الاختبارات الفنية والسوقية حتى التوصل إلى تصميم نهائي واعد يمكن إنتاجه وتقديمه على أساس تجاري
(1) احمد سيد مصطفى ، إدارة الانتاج والعمليات ، الدار الجامعية ، الطبعة الرابعة، 1999، ص 280-288