السلام عليكم ..
لقد أضحى أن المورد البشري من أهم الدعائم التي تستند إليها المؤسسة في رفع مردوديتها و كفاءتها الإنتاجية و تكميل باقي الوظائف باعتباره العنصر المفكر في المؤسسة و القادر على الابتكار و التجديد ، لذلك تسعى المؤسسات إلى إعطائه أهمية و مكانة خاصة في إدارة الموارد البشرية و التوجه إلى الاهتمام أكثر في إدارته بطريقة علمية فعالة ، و نجد أن أهم سياسات ووظائف إدارة الموارد البشرية ما يلي : الأجور و الحوافز ، التكوين ، تخطيط القوى العاملة ، تصميم و تحليل العمل ، سياسة الاختيار و الاستقطاب ..... هذه السياسات تمكن المؤسسة من تحقيق أهدافها و مهامها ، لذلك وجب عليها كســـب و تنمية و الحفاظ على هذا المورد .
و من خلال دراستنا التي أجريناها في مؤسسة ENAPAT اتضح لنا أن الإجراءات موجودة و مسننة و لكن غير مجسدة في الواقع و ذلك لوجود مشاكل و عراقيل أهمها الوساطة و مركزية استقطاب و اختيار الأفراد خاصة الإطارات السامية و العليا التي تأتي من إدارة المؤسسة الأم ، كما لا يزال ينظر إلى العنصر البشري على أنه تكلفة أو عبء تتحمله المؤسسة في حين أنه في الواقع استثمار حقيقي يمكن المؤسســة من الاســتمرار و النمو و تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها .
و بعد معالجتنا لموضوع الاستقطاب و الاختيار في المؤسسة ، و دوره في تفعيل أهدافها حاولنا الإجابة على الإشكالية التي سبق و أن طرحناها في المقدمة و المتمثلة في إمكانية تحقيق أهداف المؤسسة بتطبيق سياسة استقطاب و اختيار فعالة ، و توصلنا إلى عدة نتائج على ضوء هذه الدراسة و المتمثلة في :
- المورد البشري هو الوحيد القادر على استخدام مختلف الموارد الأخرى بالكفاءة و الفعالية لمطلوبين في المؤسسة .
- سياسات إدارة الموارد البشرية ترتبط ارتباطا وثيقا و تعتمد اعتمادا كليا على سياسة الاستقطاب و الاختيار باعتبارها الركيزة الأولى للوصول إلى الأهداف المسطرة .
- سياسة الاستقطاب و الاختيار مهمة من مهام إدارة الأفراد و هي العملية الإدارية المستمرة التي تقتضي من المؤسسة تحديد احتياجاتها من الموارد البــشرية لتلبية الـحاجات المادية و المعنوية .
- تعتبر سياسة الاستقطاب و الاختيار من الاهتمامات الكبرى لعملية التوظيف إذ بموجبها تسمح للمؤسسة باتباع خطط و إرشادات و عملية تقييم دائمة لمناصـبها الشــاغرة و الأفراد الذين يشغلونها .
- إن تحديد قنوات اختيار الأفراد تتطلب تعيين و تقييم الوظائف الشاغرة في المؤسسة .
v كما ارتأينا أن نقدم جملة من التوصيات و تتمثل في :
- يجب التخلي عن سياسة الوساطة مركزية اختيار الأفراد و اتباع الأساليب العلمية لاستقطاب و اختيار الأفراد
- على المؤسسة تغيير نظرتها لأهمية تسيير الموارد البشرية ، و إعطائها أهمية بالغة بالصيغة الحديثة .
- بت روح العزيمة و العمل ، و الدافعية ، و التعاون بين العمال
- اعتبار العامل على أنه مصدر للفكر و رأس مال بشري ، و ركيزة هامة لكافة العمليات ، و الأنشطة التي تمارسها المؤسسة .
- مراعاة شؤون العاملين أكثر ، و إنشاء أقسام للخدمات الاجتماعية كالأجهزة الوقائية و العناية الصحية به .
- على المؤسسة تنفيذ إجراءات و أساليب اختيار الأفراد بكل شفافية أو هذا بدوره يؤدي إلى موضوعية عملية الاختيار .
- سياسات بدوره و برامج الموارد البشرية لابد أن تهتم بإشباع الحاجات النفـــسية و الاقتصادية لأفراد داخل المؤسسة .