العمالة الأجنبية وأثرها الاجتماعي والسياسي على منطقة الخليج العربي
تأليف عبد الرحمن على عبد الرحمن باعشن
إن هجرة السكان والأيدي العاملة ظاهرة قديمة، وقد عرفتها البشرية منذ قرون وقد شهدت المجتمعات البشرية منذ القدم العديد من الهجرات البشرية والجماعية التي كانت سبباً في إعمار أجزاء عديدة في العالم، والواقع أن هناك دليلاً واضحاً على أهمية الدور، الذي أدته الهجرات البشرية في تنمية العالم الجديد (الأميركتين).
هذه الحركة السكانية لم تنقطع بل استمرت حتى الآن، وقد ازدادت أيضاً في الوقت الحاضر نتيجة العديد من المؤثرات التي من أهمها الزيادة الهائلة في السكان التي شهدها العالم؛ بعد التطورات الاقتصادية، والاجتماعية، والصحية التي ساعدت على تحسين مستوى معيشة الأفراد فانخفضت نسبة الوفيات وازدادت معدلات المواليد، كما لعبت التقنية الجديدة، والتطور التكنولوجي في وسائل النقل والمواصلات دوراً كبيراً في تسهيل هذه الحركة، فضلاً عن الفوارق الاقتصادية ما بين الدول، فالدول الغنية تجذب إليها المهاجرين والدول الفقيرة تطردهم منها، هذه العوامل مجتمعة ساعدت على تسهيل هذه الحركة البشرية وزيادتها في وقتنا الحاضر.
وحركة الهجرة كأي ظاهرة في المجتمعات الدولية كانت وما زالت موضوع دراسة العديد من الباحثين والمفكرين الاقتصاديين والاجتماعيين والديموجرافيين الأوائل والمحدثين فتناولوها بالتحليل باعتبارها حدثاً اجتماعياً شاملاً له انعكاساته السلبية أو الإيجابية على العديد من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسكانية للأقطار المصدرة والمستقبلة للسكان والقوى العاملة في آن واحد.
وقد اتفقت جميع البحوث الاجتماعية والاقتصادية والسكانية التي تناولت ظاهرة الهجرة على أنها تمثل انتقال الإنسان من وطنه أو بيئته إلى وطن آخر أو بيئة أخرى؛ بغرض الارتزاق أو كسب العيش أو أي سبب آخر. فإذا كان هذا الانتقال يتم عبر الحدود الدولية؛ فتعرف الهجرة بأنها خارجية تمييزاً لها عن الهجرة الداخلية التي تحدث داخل حدود القطر الواحد .
عادة ما يتم التمييز بين الهجرة الداخلية والدولية من جوانب عديدة تتلخص في:
1 ـ أن الهجرة الداخلية أقل تكلفة من الهجرة الخارجية لأن الانتقال يكون عادة لمسافات قصيرة كما أن مشكلات الدخول والخروج لا تعترض الشخص المهاجر أو المنتقل من مكان إلى آخر داخل حدود وطنه الأصلي.
2 ـ أن انتقال المهاجر إلى غير موطنه الأصلي يجعله يواجه صعوبات ومشكلات في التكيف مع المجتمع المهاجر إليه وربما يجد صعوبة في التفاهم مع أبناء المجتمع المهاجر إليه في حالة اختلاف اللغة والتقاليد والعادات. علماً بأن هذه الصعوبات لا يواجهها الشخص عند انتقاله داخل حدود وطنه .
3 ـ الهجرة الدولية أشد خضوعاً لتنظيم الدول بمقتضى القوانين التي تصدرها للتحكم في حجم الهجرة بينما يصعب على الدول التحكم بالهجرات الداخلية للأفراد لكون الحدود الإدارية مفتوحة بين أرجاء الدولة الواحدة، كما تعتمد الدول في تحديد حجم الوافدين إليها على سجلاتها عن الحدود الدولية. وإن كانت هذه السجلات لا تحتوي كل الحقائق عن المهاجرين مثل التغير الوظيفي والاجتماعي الذي سيطرأ عليهم وقد لا تتوافق بيانات الهجرة الدولية في الدولة الموفدة مع بيانات الدولة المستقبلة .
لاستكمال قراءة الكتاب كاملا .. حمله من المرفقات