تعرف الإدارة الإستراتيجية بأنها «رسم الاتجاه المستقبلي للمنظمة وبيان غايتها علىالمدى البعيد، واختيار النمط الاستراتيجي المناسب لتحقيق ذلك في ضوء العواملوالمتغيرات البيئية الداخلية والخارجية، ثم تنفيذ الإستراتيجية ومتابعتهاوتقييمها». ومن أهم خصائص الإدارة الإستراتيجية - كمفهوم - أنه لا يقبل بالضرورةالبيئة كما هي عليه، أي كأحد الثوابت، ومن ثم يتمثل الدور الاستراتيجي في التكييفوردة الفعل. بدلاً من ذلك، توجد إمكانية بأن تكون الإستراتيجية مؤثرة، أو محدثةللتغيير في البيئة المحيطة. ويعني ذلك إن سياسات الحكومة، احتياجات المستهلك،التطورات التكنولوجية يمكن التأثير فيها، بل وربما التحكم فيها من خلال وجودإستراتيجية مبتكرة، خلاّقة، وفعّالة.

والمتدبر في المفاهيم والتعريفات التيأوردتها معظم كتب الإدارة الاسترتيجية يمكنه ملاحظة إن معظم تلك المفاهيموالتعريفات تمت صياغتها لتناسب منظمات العمال ، أي أنها تنطلق من الإدارةالإستراتيجية للمنظمات .
إلا إن معظمها لم يلتفت إلى الاسترتيجية في حالةالتخطيط الاستراتيجي للدول وما قد يشمله ذلك من مفاهيم متخصصة مثل مفهومالاسترتيجية السياسية أو الاقتصادية أو مفهوم إستراتيجية الإعلام أو التعليم .

وعلى الرغم من الإطار العام مشترك في كافة الاتجاهات والمجالات إلا إنالتخصص الدقيق في علم الاسترتيجية يفرض بلورة مفاهيم ، أو تعريفات متخصصة .

فيمكن تعريف الإستراتيجية بأنها كل الأطروحات والوسائل والأفكار المتناسقةوالمتكاملة التي من شأنها تحقيق الأهداف عبر أحسن استغلال للفرص والموارد المتاحةوتستجيب عبرها لبيئة الدولة / المنظمة والمخاطر والتهديدات المحلية والدولية ، ويتمعبرها تحديد الرسالة والأهداف الإستراتيجية للدولة أو المنظمة .

وتزيدالحاجة للإستراتيجية كلما زادت درجة التعقيد في البيئة التي نتعامل معها ، ويعنيالتخطيط الاستراتيجي بإيجاد الترابط والتناسق بين الأهداف والسياسات الاسترتيجيةوالأهداف والسياسات طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى وتحقيق التكامل بين كل منها . بمايضمن إن كافة الجهود المتناثرة تصب تجاه تحقيق الأهداف الاسترتيجية المحددة بأفضلالسبل والتكاليـف ، وذلك في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمهدداتوالمخاطر والتطورات العلمية محليا وإقليميا ودوليا . وهذا يعني أهمية وجود فلسفةومرتكزات خلف التخطيط الاستراتيجي وان الإطار الذي يوفره ذلك التنسيق والتجانسوالتكامل هو الذي يفرق بين الخطة الطويلة والإستراتيجية .

ويعتمد نجاحالإستراتيجية على مدى القدرة في قراءة البيئة ودراستها وتحليها ومن ثم التواصللتحديد الفرص والإمكانات والوسائل المتاحة ، بما يــؤدي إلى تحديد الأهدافالإستراتيجية ، ومن ثم إعداد الخطط الإستراتيجية بناء على ذلك ، وفي عصرنا هذا يمكنإن نضيف بعدا جديدا وهو إن نجاح الاسترتيجية يعتمد على مدى ارتباطه بالبيئة الدوليةوالإقليمية ومدى قدرته على تحيد أهداف إستراتيجية ، على هذا الأساس فهي لتتقيدبالموقع الجغرافي للدولة وتراعي الظروف والإمكانات والمتغيرات المحلية .
من خلالالتعريف السابق نجد أن الإستراتيجية تتناول النقاط التالية:

دور المنظمة§على المدى البعيد
علاقة المنظمة بالبيئة .§
عملية اتخاذ القرارات§الإستراتيجية
عملية صياغة رسالة المنظمة§
تقييم البيئة الخارجية ومؤولة§التوفيق بين موارد المنظمة والظروف السائدة في البيئة الخارجية .
تحيد البدائل§الإستراتيجية المناسبة في ضوء رسالة المنظمة وأهدافها .
اختيار الأهداف§
§تكنيك ( فن وعلم) تشكيل وتنفيذ القرارات الوظيفية
تحقيق مستوى متفوق لأداء§المنظمة.
تحديد الفرص والمخاطر في البيئة الداخلية للمنظمة§
تحديد نقاط§الضعف والقوة في البيئة الداخلية للمنظمة
أسلوب ترابط وتناسق قرارات وتصرفات§المنظمة
وسيلة لتعريف المجال التنافسي للمنظمة .§
وسيلة لت§حقيق وبناءالقدرات التنافسية للمنظمة .

أهمية الإستراتيجية :
تزايد إيمان الإدارةالعليا بأهمية الإدارة الاسترتيجية والتفكير الاستراتيجي في المنظمات المختلفة ( الكبيرة والصغيرة ) مرده ودود عاملين أساسين يتفاعلان معا .
الأول : إن إيمانالإدارة العليا بالإدارة الإستراتيجية واعتمادها في إطار العمل الآني والمستقبلي منشأنه تحقيق فوائد عديدة للمنظمة .

الثاني : إن اعتماد الإدارة الإستراتيجيةأصبح ألان خيارا استراتيجيا بالنسبة للإدارة العليا في المنظمات نظرا لما تواجهه منتحديات ( غير عادلة ) عديد محلية ,وإقليمية وعالمية وبالتالي فان التفكير بإدارةالعمل وتحقيق أهداف المنظمة بالأساليب التقليدية ما عاد مجديا في يومناهذا.

وسوف نتعرض لبعض الفوائد التي يمكن المنظمة عند استخدامها الإدارةالإستراتيجية بأساليب علمية بعيدة عن التقليد والعشوائية ، وكذلك الإشارة إلى بعضالتحديات التي تواجهها المنظمات والتي تفترض على المنظمة ضرورة تبني الإدارةالاسترتيجية فكرا وعملا في مختلف المستويات والأنشطة التنظيمية ومن فوائدها :
وضوح الرؤية المستقبلية واتخاذ القرارات الإستراتيجية تتطلب صياغةالإستراتيجية قدرا كبيرا من دقة توقع الإحداث المستقبلية والتنبؤ بمجريات الأموروالاستعداد لها، مما يمكن من تطبيقها وبالتالي نمو المنظمة. أي إن الإدارةالإستراتيجية تسمح للمنظمة بالاستعداد المسبق للمستقبل ( بدلا من الاستجابة له فقط ) والتأثير في الأنشطة المختلفة وبالتالي في ممارسة السيطرة علىمستقبلها.

تاريخيا كانت الفائدة الأساسية للإدارة الاسترتيجية تنحصر فيمساعدة المنظمة في عمل استراتجيات جيدة من خلال استخدام الطريقة العقلانية في إيجادالخيار الاستراتيجي . وبالرغم من إن ذلك لازال يشكل ميزة أساسية في الإدارةالاسترتيجية إلا الدراسات الحديثة تؤكد على إن العملية وليس القرار أو التوثيق هيالمساهمة الأهم للإدارة الاسترتيجية . فالأسلوب والطريقة التي تمارس بها الإدارةالإستراتيجية تحتل أهمية استثنائية فالهدف الأساسي للعملية هو تحقيق الفهموالالتزام من قبل جميع العاملين ( المدراء والموظفين ) .

وقد يكون التفهم منبين أهم الفوائد للإدارة الإستراتيجية متبوعا بالإخلاص والالتزام وحينما يفهم كل منالمدير والموظف أو العامل ماذا تفعل المنظمة ولماذا سيشعر كل منهم انه جزء من هذهالمنظمة وسيكون أكثر التزاما بمساعدتها في تحقيق أهدافها.وتشير الدراسات الميدانيةالسابقة إلى تزايد إبداعات العاملين عندما يستوعبوا ويدعموا رسالة المنظمة وأهدافهاواستراتيجياتها.

استيعاب وفهم أفضل للمتغيرات البيئية سريعة التغير : تستطيعالمنظمات من خلال اعتمادها الإدارة الاسترتيجية الاستيعاب الأفضل والتأثير فيالظروف الاقتصادية والاجتماعية ومتغيرات بيئتها في المدى البعيد قياسا في وضعها فيالأمد القصير ، ومن ثم تستطيع استغلال الفرص المتاحة وتقليل اثر المخاطر البيئيةبما يخدم نقاط القوة ويحجم نقاط الضعف داخليا.
تحقيق النتائج الاقتصاديةوالمالية الجيدة : أثبتت الدراسات الميدانية إن المنظمات التي تستخدم الإدارةالإستراتيجية هي أكثر نجاحا من تلك التي لاستخدم هذا الاختصاص ، فهناك علاقةايجابية بين النتائج الاقتصادية والمالية للمنظمة ومدى اهتمامها بإدارةاستراتيجياتها طويلة المدى .