أثر استخدام جهاز عرض البيانات ( Data show ) في تحصيل طالبات كلية الملكة علياء في مادة ثقافة اللغة العربية
د . عبد الحافظ محمد سلامة
أستاذ مساعد – قسم تقنيات التعليم – كلية المعلمين بالرياض

ملخص
سعت هذه الدراسة إلى التعرف على أثر استخدام جهاز عرض البيانات (Data show)فيالتحصيل الدراسي لطالبات كلية الملكة علياء في مادة اللغة العربية، وإلى معرفة اتجاهاتهن نحو التقنيات التعليمية.
ولدى إجراء المعالجة وجمع البيانات وتحليلها، أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية في التحصيل بين المجموعتين لصالح المجموعة التجريبية (التي درست باستخدام جهاز عرض البيانات بشكل يفوق المجموعة الضابطة التي درست بشكل عادي ) كما بينت الدراسة أن هناك تحسناً في اتجاهات طالبات المجموعة التجريبية نحو استخدام التقنيات التعليمية في التدريس نتيجة تعلمهن باستخدام هذه التقنية .
وقد أوصى الباحث بإجراء مزيد من البحوث حول استخدام بعض التقنيات الحديثة مثل الحاسوب في التعليم في جميع المراحل التعليمية ومختلف المواد الدراسية. إضافة إلى توفير مثل هذه التقنيات وبرمجياتها في المدارس، وتدريب المعلمين على كيفية استخدامها ، وتطوير برمجياتها.



مقدمة:
ترك الانفجار المعرفي والسكاني الذي يشهده عصرنا الحاضر، وما رافقه من نمو مُتسارع في مجال المعارف والعلوم، تأثيراً واضحاً في مجال التربية والتعليم.
فقد جرت منذ مطلع القرن العشرين محاولات جادة استهدفت تحديث النظم التعليمية وتطويرها، وإحداث تغييرات جوهرية في محتواها وأساليب ممارستها. وقد صاحب ذلك اهتمام متزايد باستخدام كافة التقنيات التعليمية المتاحة، والإفادة مما حققه التقدم العلمي والتكنولوجي الذي أغنى العملية التربوية والتعليمية بأساليب حديثة متطورة، وصولاً إلى تعليم أكثر فاعلية وكفاية. (سلامة، 2000).
وتبع ذلك تغير في دور المعلم والمتعلم، وجعل كليهما يركز على عملية التعلم ذاتها، وتعليم المتعلم كيف يفكر، وكيف يتعلم وكيف يضطلع بدوره في التعلم على أساس من الدافعية الذاتية التي تحفزه لأن يتعلم بذاته، مختاراً الوقت الذي يراه مناسباً لتعلمه؛ وبهذا يصبح المتعلم نشطاً فعّالاً، لا متلقياً سلبياً للمعلومات، ومن هنا برزت فكرة تفريد التعليم، التي تُعدّ من أهم معطيات التكنولوجيا التعليمية، وحركة إصلاحية لمفهوم كلاسيكي اقتصر دور المتعلم فيه على التلقي السلبي، في حين كان المعلم يفرغ ما عنده من معلومات بمختلف الطرق والأساليب التي يراها تسهّل عملية الإرسال ( حمدي، 1982).
ومع إجراء العديد من التجارب البحثية في التدريس باستخدام أسلوب التعليم المبرمج، والحاسوب في مختلف المواد التعليمية في كثير من دول العالم؛ فإن بعض التقنيات قد تجعل منها ذات جدوى في العملية التعليمية لما لها من ميزات التوافر وسهولة الاستخدام إضافة إلى وجود عنصر التشويق .
ومن هنا جاء إدراك الباحث بأهمية استخدام الوسائل التعليمية وتجريبه لها ومنها جهاز عرض البيانات (Data show) في تدريس اللغة العربية معتمداً على معرفته بقواعد استخدام هذه الوسيلة ، علّها تدفع المعلمين إلى الإقبال والاقتناع بجدوى استخدام هذه التقنية في تدريس مختلف المواد الدراسية ومنها اللغة العربية وتفعيل تدريسها من خلال هذه الوسيلة بشكل خاص وجميع الوسائل التعليمية بوجه عام وعلى الرغم من تطور مفهوم الوسائل التعليمية إلى المفهوم الشامل لتكنولوجيا التعليم، التي تأخذ من منحى النظم طريقاً لها، بحيث لم يعد استخدام هذه الوسائل مجرد أدوات لا ارتباط لها بالمنهج أو الطلبة أو البيئة، بل أصبحت جزءاً من نظام متكامل، ومع تطور هذه الوسائل، فإن عدداً من المعلمين في جميع مراحل التعليم في الأردن، وخاصة مدرسي اللغة العربية، لا يأخذون إلا بالقدر اليسير منها، في المرحلة الأساسية.
وقد حاولت جامعة البلقاء التطبيقية إظهار أهمية تكنولوجيا التعليم من خلال طرح برنامج تعليمي في كليات المجتمع المتوسطة باسم (المكتبات وتكنولوجيا التعليم) الذي بدأ يطبق ابتداءً من العام الجامعي 1999-2000م، وضمن تجديداتها في خطط تربية الطفل طرحت خطة باسم (تصميم وإنتاج الوسائل التعليمية) التي بدأ تطبيقها اعتباراً من مطلع العام الجامعي 2000-2001م.
إضافة إلى إسهام الجامعات الأردنية الرسمية في الرقي بهذا التخصص إلى مستوى الماجستير (جامعة اليرموك، والأردنية، ومؤتة). إن عدم إدراك مدرسي المواد الدراسية المختلفة، خصوصاً اللغة العربية لأهمية تقنيات التعليم مؤثر بشكل سلبي على استخدامها في التعليم .
وهذا يشير إلى أن طرق التدريس الشائعة في اللغة العربية تعتمد بشكل أساس على الطريقة التقليدية التي يغلب عليها الإلقاء والمحاضرة، بحيث يقتصر نشاط الطالب على التلقي السلبي دون إثارة لدافعيته واستثمار لقدراته وتقدير لحاجاته من جهة، وبين التركيز على استظهار الحقائق لا معالجتها ،وتشير أدبيات التقنيات التربوية إلى أن استخدامها يمكن أن يسهم في إصلاح طرق تعليم اللغة العربية في جميع المراحل الدراسية، وأول خطوة لاستخدام مثل هذه التقنيات هي اقتناع المعلمين بجدوى استخدامها في التعليم (سلامة، 1999) .
مشكلة الدراسة :
من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة لمعرفة أثر استخدام تقنية (Data show) في تجويد تعليم اللغة العربية في مستوى كليات المجتمع، وفي اتجاه التأكيد على دورها وأثرها، ويؤمل أن يشكل ذلك خطوة تسهم في نشر الوعي بين المعلمين بجدوى استخدام التقنيات وتحسين أساليب التعليم . ويمكن تحديد المشكلة بالسؤال التالي : -
ما أثر استخدام جهاز عرض البيانات ( Data show ) في تحصيل طالبات الملكة علياء في مادة ثقافة اللغة العربية ؟
أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى : -
1 – التعرف على أثر استخدام جهاز عرض البيانات ( Data show ) في تحصيل طالبات كلية الملكة علياء في مادة ثقافة اللغة العربية .
2 – التعرف على اتجاهات طالبات كلية الملكة علياء نحو استخدام تقنية ( Data show ) في تعليم ثقافة اللغة العربية .
فرضيات الدراسة:
في ضوء أهداف الدراسة ، حاولت اختبار الفرضيتين الإحصائيتين التاليتين:
1. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (a = 0.05) بين التحصيل الدراسي في مادة ثقافة اللغة العربية لأفراد المجموعة التجريبية (استخدام التقنية) والتحصيل الدراسي لنظرائهن في المجموعة الضابطة (تقليدية).
2. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (a = 0.05) بين اتجاهات أفراد المجموعة التجريبية نحو استخدام تقنية (Data show) في تعليمثقافة اللغة العربية قبل المعالجة ، ومتوسط اتجاهاتهم بعدها.
أهمية الدراسة:
تبرز أهمية هذه الدراسة من خلال تأكيدها على أثر استخدام تقنية جهاز عرض البيانات (Data show) في تحصيل طالبات كلية الملكة علياء في مادة ثقافة اللغة العربية. ويمكن تأكيد أهميتها فيما يأتي :
1. يؤمل أن تسفر نتائج هذه الدراسة عن أهمية استخدام التقنيات التعليمية في تدريس اللغة العربية وأثرها في تحسين مستوى تحصيل الطالبات، علاوة على تغيير اتجاهاتهن نحو استخدام هذه التقنيات في التعلم، وما يترتب على ذلك من أثر متوقع في ممارستهن المستقبلية، بوصفهن في مرحلة الإعداد ليصبحن معلمات للغة مستقبلاً.
2. تستجيب هذه الدراسة لتوصيات المؤتمر الوطني للتطوير التربوي في الأردن، الذي دعا إلى تبني طرق تربوية حديثة بالإفادة من التقنيات التربوية .
3. تسهم في تصميم وسائط تعليمية متعددة لاستخدامها في التعليم ، بالإفادة من الأفكار والآراء والنظريات التربوية الحديثة؛ مما يزيد من فاعلية التعلم .