دواعي إحداث الهيئة( هيئة تنمية المشروعات الصغيرة ) في ظل الواقع الاقتصادي والاجتماعي في سورية
عبد الرحمن تيشوري
شهادة عليا بالادارة – شهادة عليا بالعلاقات الاقتصادية الدولية
تثير قضية التشغيل والبطالة تحديا لدى واضعي السياسات الاقتصادية في الدول النامية، يماثل وربما أكثر مما هي لدى الاقتصاديات المتقدمة.
ولهذا هدفت خطط التنمية المتعاقبة في الجمهورية العربية السورية إلى تأمين فرص عمل
للأفواج المتزايدة من السكان التي تدخل سوق العمل سنوياً والتي تقدر بنحو ربع مليون سنويا بينما توفر الحكومة 10000 فرصة فقط عشرة الاف؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!! .
لقد أدى ارتفاع معدلات البطالة في سورية إلى اقتناع القيادة السياسية بأن الوقت قد حان لمواجهة هذه المشكلة بمبادرات غير تقليدية لإتاحة فرص عمل جديدة للشباب السوري المتعطل وقد اشار السيد الرئيس الى ذلك في خطابه التوجيهي الى الحكومة الجديدة وحتى لا نخترع الدولاب من جديد - الهيئة موجودة - مقرات – خبرة – موظفين – اليات لكنها بحاجة الى تفعيل اما الحاقها بوزارة الاقتصاد حيث يحكى الان عن تأسيس هيئة تتبع الاقتصاد وهذه وجهة نظرنا حيث من الافضل الحاق هذه الهيئة بوزارة الاقتصاد وليس وزارة الشؤون الاجتماعية
. وتشير البيانات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد السوري قد بلغ حوالي 980 مليار ل.س. ومع أن الاقتصاد بدأ يستعيد عافيته تدريجياً،لكن معدل النمو لا يزال منخفضا، وبلغ حوالي 3% في عام 2003 ( طبعاً البيانات في الفترة المقاربة لإحداث الهيئة والانطلاقة الفعلية لها ).
وفي ذات الوقت فإن النمو السكاني لا يزال مرتفعاً، بحدود 2.7 % سنوياً،مما يؤدي إلى امتصاص معظم زيادة النمو الاقتصادي.وبنظرة سريعة إلى سنوات العقد الماضي نجد أن اختلال البنية الاقتصادية وضعف الإنتاجية قد أدى إلى التراجع في كل من الاستثمار المادي والتشغيل كميا,وكيفيا في انتاجية العامل وكفاءة راس المال ومجمل انتاجية عوامل الانتاج مما انعكس على راس المال البشري الذي هو المصدر الرئيسي للانتاجية والتنافسية. وقد نجم عن هذا الوضع الاقتصادي:
- ارتفاع معدل البطالة السافرة بين شريحة الشباب.
- تزايد هجرة العقول العلمية والمهارات الفنية، واستمرار الهجرة من الريف.
- تضخم البطالة المقنعة في القطاع العام بسبب سياسات التوظيف الاجتماعية.
- تزايد البطالة الموسميةنتيجة ارتباطها بالزراعة المتأثرة بسنوات الجفاف.
لقد تضمن مشروع برنامج الإصلاح الاقتصادي، الذي طرح لأول مرة في منتصف عام 2002 ثم أعيدت مناقشته مطلع عام 2003، سياسات وخطوات هامة لتحريض النمو الاقتصادي.
وهدف هذا البرنامج إلى تفعيل التوازن القطاعي من خلال التعددية الاقتصادية بصورة إيجابية، وإعادة توجيه التدفقات الاستثمارية إلى القطاعين العام والخاص معاً.
تمثل هيئة مكافحة البطالة السورية ( هيئة التشغيل حاليا ) احدى ثمار مرحلة تطوير وتحديث سورية التي اشاعها واطلقها رئيسنا الشاب الدكتور بشار الاسد حيث ظهرت الهيئة الى الوجود بالقانون رقم 71 لعام 2001 الذي صدر في 8كانون الاول على شكل برنامج وطني مدته 5سنوات ويهدف لتوفير 440 الف فرصة عمل جديدة من خلال انفاق نحو 50 مليار ليرة سورية خلال مرحلة تنفيذ البرنامج التي تنتهي في نهاية عام 2006
ويعتبر اصدار قانون احداث الهيئة تجسيد عميق لوعي رئيسنا الشاب الدكتور بشار الاسد بمشكلة ايجاد فرص العمل الجديدة التي تواجه الخريجين العاطلين عن العمل من ابناء وشباب بلدنا الحبيب سورية وقد عمدت الهيئة وحاولت ان تترجم فهم ووعي السيد الرئيس الشاب الدكتور بشار الاسد لاحتيا جات المستقبل التي يتطلبها الاقتصاد السوري والدور المطلوب من القطاع الخاص في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية
ونحن نعتقد ان الهيئة لن تنجح تماما في جميع المشاريع لكنها نجحت في تحقيق مهام كثيرة ولديها مشاريع كثيرة ناجحه لكن هناك مشاريع كبيرة اخرى يجب التصدي لها حتى تنجح الهيئة في التحول فعلا نحو الاستثمار والتشغيل والتنمية والتدريب والتاهيل والتعليم بالاضافة الى الاقراض الذي غلب على عمل الهيئة في السنوات الثلاثة الاولى من تاسيسها
المستفيدون من خدمات الهيئة وقروضها
· جميع العاطلين عن العمل وخاصة الشباب والخريجين
· الافراد والاسر في المناطق الريفية والفقيرة
· المراة والاسرة والطفولة
· المجتمعات السكانية الاقل نموا وخاصة الريفية والصحراوية
· المناطق التي تعاني من ضعف الخدمات الاساسية
· النشاطات الانتاجية التي تحتاج دعما مؤسسيا لخلق فرص عمل اضافية
· المهندسين والاطباء وخاصة بعد رفع الدولة الالتزام عن تعيين المهندسين
· أي حالة تتقدم الى فروع الهيئة حيث يمكن دراستها واتخاذ قرار بشانها
·
البرامج والاساليب والاليات التي تعمل بها الهيئة
هيئة التشغيل السورية(هيئة مكافحة البطالة سابقا)
· برنامج المشروعات الصغيرة وهي مشروعات فردية صغيرة تخلق فرص عمل جديدة وتساهم في تحسين دخل القائمين عليها وتمنح القروض بناءا على اسس الجدوى الاقتصادية بالدرجة الاولى
· برنامج المشروعات الاسرية متناهية الصغر وهي ايضا مشروعات صغيرة لكنها موجهة الى الاسرة لتحسين دخلها بتوفير تسهيلات ائتمانية بقيم صغيرة وهي تعطى لرب الاسرة العامل المنتج او للمراة المعيلة للاسرة
· برنامج الاشغال العامة والاسكان ويهدف الى تنفيذ مشروعات في البنية الاساسية مثل تحسين الطرق ومشروعات مياه الشرب ومشروعات الصرف الصحي واعمال صيانة المباني العامة وتقوية انظمة الري الحديثة وتنظيم المناطق العشوائية وتنمية قطاع الاسكان وهدف كل هذه الاشغال والاعمال استيعاب عمالة كبيرة مؤقتة ودائمة من خلال خلق وتنمية بيئة انتاجية تساعد على خلق فرص عمل جديدة
· برنامج التدريب وتنمية المجتمع ويقوم هذا البرنامج بتمويل المشروعات التي تعنى بالتنمية البشرية من خلال تقديم التمويل للخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية واتاحة التدريب في مجال الحرف والاعمال اليديوية وتوزيع المنتجات وخاصة مشروعات تنمية المواقع الاثرية والسياحية وتنمية استخدام المعلوماتية والتقنية وتنفيذ برامج تدريب تاهيل واسعة وتطوير برامج لتاهيل المؤسسات
· برنامج التدريب للتشغيل المضمون وهو برنامج يهدف الى خلق فرص عمل جديدة عن طريق اقامة شراكة مع القطاع الخاص ترمي الى تدريب وتاهيل الشباب المتعطل وفق احتياجات سوق العمل وهو عبارة عن صيغة تطوعية تهدف الى اقامة شراكة اقتصادية بين الهيئة وشركات القطاع الخاص وذلك من اجل تدريب المتعطلين وفق احتياجات سوق العمل وتشغيلهم بضمانات في القطاع الخاص عبر استقراء فرص العمل المتاحة لدى القطاع الخاص ثم تدريب المتعطلين على هذه الاعمال مع تقديم تعويضات شهرية للمتدربين اثناء فترة التدريب يترواح مبلغها بين 3000 الى 5000 ليرة سورية والحق يقال ان هذا المشروع هام جدا وحتى يستفيد منه المتعطل يجب ان يكون سوري عمره بين 20 و50 سنة وانهى خدمة العلم وغير موظف وغير مشمول بالتامينات الاجتماعية واختصاصه مناسب للوظيفة
المطلوب دور تنموي جديد للهيئة بعد خطاب السيد الرئيس
في لقاءنا مع الدكتور بيان هاني حرب المدير العام للهيئة يو م الاربعاء 4/1/2006 الساعة العاشرة صباحا في مكتبه في مبنى الهيئة في دمشق وبصفتي دارسا ومتدربا لدى الهيئة من قبل المعهد الوطني للادارة العامة وفي دردشة وحوار صريح وشفاف افاد الدكتور بيان حرب بالاتي :
· هيئة مكافحة البطالة مؤسسة اقتصادية اولا واخرا وهي ستتحول في عملها الحالي والقادم الى الاستثمار بدل الاقراض
· علينا ان نستخدم اسلوب الاستثمار في الانسان اولا والاستثمار المالي ثانيا وان نعيد توظيف الكتلة النقدية التي لدينا عند استردادها مرة ثانية وثالثة وهكذا
· بدانا بموضوع حاضنات الاعمال وهي ستكون موضع اهتمام كبير في المرحلة القادمة بعد دراسة عدد متواضع منها لتعميمها لاحقا
· نحن نفكر باحداث مركز تدريبي متميز وكبير خاص بالهيئة لنقوم فيه باعمال التدريب في مختلف البرامج المهنية والادارية والمحاسبية والسكرتارية لان الامر مجدي بشكل كبير وهذا على ما اعتقد ماقالوه لكم وعلموكم اياه في المعهد الوطني للادارة
· تحدث عن رؤية مستقبلية للهيئة من خلال علاقتها مع القطاع الخاص واشار الى ضرورة صدور قانون عمل جديد ناظم لعلاقة القطاع الخاص بالعمالة مهمته ايجاد ظروف عمل مطابقة ومشابهة للقطاع العام من حيث التامين والتامينات الاجتماعية وضمان الشيخوخة وهذا يساهم بتبديل مفهوم الناس للعمل لدى القطاع الخاص حيث يتبدل ايجابيا في حال توفر شروط عمل شبيه بالقطاع العام حين تعمم وتطبق بشكل فعلي
· في موضوع استمرار الهيئة وعملها وبرنامجها وتحولها من برنامج مؤقت الى هيئة دائمة ثابتة اشار السيد الدكتور حرب الى انه مع تثبيت واستمرار الهيئة وتحويلها من مشروع وبرنامج الى مؤسسة دائمة استثمارية تنموية ناجحة وهي بدات بالفعل في هذا المسار لذا لا بد من استمرارها للاخذ بيد الريادين والمبدعين من الشباب وتشجيعهم واقراضهم ووضعهم على بداية السكة من اجل رعايتهم ومساهمتهم في تطوير انفسهم وتطوير اسرهم وبالتالي تطوير مجتمعهم واقتصادهم ودولتهم
· وفي موضوع هام جدا حول ثقافة العمل اجاب وقال السيد الدكتور حرب انما ما يلزمنا هو ثقافة عمل لدى القطاع الخاص ولدى الشباب المتعطلين بحيث نوفر فرص دائمة للعمل وان يتمسك رب العمل بالعامل لفترة طويلة وان يشعر العمال بالامان والاستقرار وهنا لا بد من تاسيس مصرف خاص باسم مصرف التنمية والتشغيل تؤسسه الهيئة مع شركاء اخرين من اجل ان تستطيع الهيئة ان تنفذ خطتها بالكامل حيث تشير الاحصاءات الى ان الهيئة لم تستطع ان تنفذ اكثر من 50 % من خطتها السنوية بسبب تعقيدات المصارف واجراءتها لذا لا بد من فلسفة عمل وثقافة عمل جديدة تؤسس لمرحلة خلق فرصة العمل بدل البحث عنها وتعليم الانسان صيد السمك بدل اطعامه االسمكة لاننا اذا اطعمنا الانسان سمك فاننا نطعمه مرة واذا علمناه صيد السمك فاننا نطعمه الف مرة فالذي نرجوه اخيرا ان تتحول الهيئة الى معلم ليعلم بدل اطعام لمرة واحدة
· المصادر مجموعة كراسات صادرة عن الهيئة
· لقاء مع الدكتور بيان حرب مدير عام الهيئة سابقا
· المهندسة سحر الموعي مدير فرع طرطوس للهيئة
· الهيئة معطلة حاليا منذ خمس سنوات لماذا؟؟؟؟؟
· الحل اعادة تفعيل الهيئة كما بدأت عند تأسيسها ودعوة الدكتورحسين مرهج العماش لرئاستها
عبد الرحمن تيشوري