“التدريب الإلكتروني عبر الإنترنت ”



مقدم الورقة:


د.سليمان أحمد القادري

مدير مركز تطوير أداء هيئة التدريس بجامعة آل البيت

المفرق – الأردن

المركز الثقافي الملكي
عمان - الأردن
1-3/ جمادى الآخرة / 1427 هـ
27 – 29 حزيران 2006 م

الملخص


يتناول هذا البحث طبيعة التدريب الالكتروني عبر الانترنت وسماته العديدة المتمثلة في إنجاز التدريب بمستوى مناسب من الكفاءة والفعالية مع تجاوز عاملي الزمان والمكان ، وتوظيف مختلف التقنيات الحاسوبية والانترنت في تطوير مستوى التدريب وتجويد مخرجاته . كما يتناول متطلبات التدريب الإلكتروني عبر الانترنت من الكوادر البشرية والمادية، إضافة إلى الأسس البيداغوجية له . وستضمن البحث في المؤتمر تقديم نموذج للتدريب الإلكتروني عبر الانترنت باستخدام المحاكي والمختبر الجاف في التدريب على عرض حي ومباشر لتركيب دوائر كهربائية بمصابيح متنوعة عبر شاشة الحاسوب.
كما تناول البحث بعض التوصيات والتوجهات المستقبلية ذات العلاقة بالتدريب الإلكتروني عبر الانترنت .



مقدمة :
شهد العصر الحالي ثورة مذهلة في مجالي العلم والتكنولوجيا وتطبيقاتها في الحياة العملية ، ولعل في مقدمة ذلك ظهور الحاسوب وتقنياته العديدة ذات الامكانات الهائلة، وهذا ما دفع بعض المهتمين في مجال التدريب على توظيف هذه التقنيات في تطوير البرامج التدريبية وظهر ما يعرف بالتدريب الإلكتروني E- Training.

ومع ظهور شبكة الانترنت ازداد الاهتمام باستخدام هذه الشبكة في تطوير برامج التدريب ، وظهر نتيجة لذلك ما يعرف بمفهوم التدريب الإلكتروني عبر الانترنت .

ولغايات هذا المؤتمر وفي ضوء طبيعة التدريب الإلكتروني عبر الانترنت تم تناول هذا الموضوع ضمن المحاور الآتية:
- مفهوم التدريب الإلكتروني والتدريب الإلكتروني عبر الإنترنت .
- سمات التدريب الإلكتروني عبر الإنترنت مقارنة بالتدريب التقليدي.
- متطلبات التدريب الإلكتروني عبر الإنترنت ( بيئة التدريب الإلكتروني) .
- الأسس البيداغوجية للتدريب الإلكتروني عبر ا|لإنترنت .
- عرض نماذج من التدريب الإلكتروني عبر الإنترنت .
- توجهات مستقبلية للتدريب الإلكتروني عبر الإنترنت .
مفهوم التدريب الإلكتروني والتدريب الإلكتروني عبر الإنترنت :

يعرف التدريب الإلكتروني عبر الانترنت بأنه التدريب الذي يتم من خلال الانترنت ، وهذا يقتضي بطبيعة الحال استخدام الحاسوب وتقنياته المتنوعة ووسائطه المتعددة وإمكانياته الهائلة، كما يتضمن استخدام الانترنت كوسط ( بيئة ) للتدريب، يتم من خلاله التفاعل بين المدرب والمتدربين؛ ولهذا يتم التدريب من خلال البرامج التدريبية المحوسبة، ومن مصادر متعددة .ويتم التواصل بين المدرب والمتدربين اليكترونيا عبر الإنترنت ، إضافة إلى طرق الاتصال التقليدية ، إذا أرادوا ذلك .


سمات التدريب الإلكتروني عبر الإنترنت مقارنة بالتدريب التقليدي:

يختلف التدريب الإلكتروني عبر الانترنت عن التدريب التقليدي بجملة من السمات منها:
1-يتجاوز التدريب لإلكتروني عبر الانترنت عاملي الزمان والمكان ، إذ لا توجد ضرورة لتواجد المدرب والمتدربين في نفس المكان والزمان كما في التدريب التقليديK الذي يصعب فيه على المتدربين الاتصال بالمدرب في أي مكان وفي أي وقت خارج زمان ومكان التدريب المعلن عنه، في حين يمكن للمتدربين التواصل مع المدرب من أي مكان وفي أي وقت يرغبون به الكترونيا ؛ بسبب ما توفره الانترنت من خصائص في هذا المجال .

2- يتيح التدريب الإلكتروني عبر الانترنت لأطراف عملية التدريب التغلب على عوائق التدريب التقليدي المختلفة مثل العوائق المادية والسفر ، أو المرض ، أو الإعاقة ،أوترك العمل وما إلى ذلك .
3- يتيح التدريب الإلكتروني عبر الانترنت إمكانية الاستفادة من المتدربين المتميزين بشكل أكبر وفعال.
4- يوفر التدريب الإلكتروني عبر الانترنت فرصا هائلة لاستثمار التقدم التكنولوجي في مجال التدريب بشكل كبير ، مع توفير كبير في الوقت والجهد والنفقات.
5- يوفر التدريب الإلكتروني عبر الانترنت إمكانية تحديث المحتوى التدريبي مع ظهور أي تطوير أو تغيير فيه ، في حين يصعب تحقيق ذلك في التدريب التقليدي.

6- يوفر التدريب الإلكتروني عبر الانترنت فرص تدريب كبيرة تفوق كثيرا فرص التدريب التي يوفرها التدريب التقليدي، ولذلك فهو يسمح بزيادة أعداد المتدربين بشكل كبير.
7- يسمح التدريب الإلكتروني عبر الانترنت للمتدربين بتكرار أنشطة التدريب حسبما يشاءون دون حرج وبما يتناسب وقدراتهم حتى يتقنوا المهارات التدريبية المطلوبة .
8- يوفر التدريب الإلكتروني عبر الانترنت الفرص للقائمين على التدريب للمنافسة في التدريب و التميز فيه، فهذا العصر لا مكان فيه لغير التميز والإبداع .
في ضوء ما تقدم يتضح أن التدريب الإلكتروني عبر الانترنت يتميز بالعديد من السمات مثل تحسين مستوى التدريب،و توفير الوقت والجهد ، وتسهيل التدريب بالنسبة للمتدربين ، وتسهيل إجراء التدريب للقائمين على التدريب ،و زيادة أعداد المتدربين ، والمنافسة في التدريب ، التخلص من عوائق التدريب التقليدية المألوفة ، السماح للمتدرب بتكرار أنشطة التدريب ، وعدم ضياع فرص التدريب لأي متدرب بسبب المرض ، التغلب على صعوبات السفر والإقامة، ومغادرة العمل وانقطاع الدخل بسبب التخلي الكامل عنه لصالح التدريب ، إضافة إلى إمكانية استثمار مختلف مواقع الالكترونية الموجهة للتدريب وتحديث المعلومات ، تطوير الكفايات الحاسوبية للمتدربين من خلال التدريب الالكتروني وتوليد اتجاهات إيجابية لديهم نحو هذه التقنيات التكنولوجية التدريبية الحديثة.