محمد عواد - نخطىء كثيراً بتعاملنا مع بعضنا البعض ، فنحن نأتي لننصح الأخر ظناً منا أننا نساعده ولكننا لا نساعده على تطبيق النصيحة ، فنحن نعطيه النصيحة بشكل مطلق من دون أسباب ولا تفصيل وكأن أوامرنا لا نقاش فيها ، وهذا ما يرتكبه المدراء مع موظفيهم والأباء مع أبنائهم.

فوالد صديقي عندما كنا في الجامعة جاء إليه يطلب منه عدم العودة متأخراً وإلا فسوف يغضب ، ولكن عندما سأله صديقي : " لماذا؟"


أجاب الوالد : " فقد عد في الموعد ومن دون لماذا".


ببساطة نظر الولد إلى ساعته فوجد الساعة متأخرة لكنه وجد أن ما يقوم به أهم فقرر البقاء مع أصدقائه ليدخل بمشكلة كبيرة عند عودته مع والده ، والسبب أن والده كان يريده في مسألة عائلية مهمة وهو لم يعد وكانت الكارثة علماً أن الحق على الوالد الذي لم يقل لماذا.


موظف في مكان أخر جاء له مديره وقال له : " لا تقم بهذا العمل مرة أخرى وقم بهذا العمل بدلاً منه".


ذهب الموظف إلى زملائه بعد ذلك ، فقال لهم ما جرى والجميع سأل : " لماذا قال لك هذا ؟ .. لا يجوز ولا يحق وربما لأنه وربما لأنه وربما لأنه"


انهالت التفسيرات حول سبب تصرف المدير ، والجميع اتفق أنه لا يعرف ما يفعل وأنه مدير فاشل ... وتوالت القناعات فانتشرت في الشركة ولم يطبق أي موظف ما يقوله لأنه لا يبرر ما يقول...فاضطرت الإدارة العليا لتغييره علماً أن لديه أسبابه وخبراته السابقة التي تبرر أفكاره لكنه لم يقم بالإدلاء بها.

ببساطة كل الديانات جاءت مفسرة لماذا جاءت سواء كانت سماوية أو غير ذلك...

وكل الكتب تحاول أن تبرر سبب كتابتها كي يقرأها الناس ، وفي حال فشلنا برؤية هذا السبب سنتوقف مباشرة...


وحتى نحن نأكل لأننا نعرف لماذا نأكل ... ونشرب لأننا نعرف لماذا نشرب ... وننام ونصحو ونفعل كل شيء في حياتنا لأننا نعرف لماذا...


ومن نصفهم بمختلي الفطرة مثل من يرفضون الزواج مثلاً حتى نهاية حياتهم وهم من غير الرهبان ، والسبب لأنهم لم يعرفوا سبب الزواج وبالتالي فهم لن يقوموا به ...


كل تصرف نقوم به في حياتنا لأننا ندرك لماذا نقوم به ... وفي حال لم يقم الأب والأم والمدير والقائد بتفسير الأسباب فعليهم أن لا يتوقعوا التطبيق ، ولو جاء التطبيق سيكون دون المستوى.