لقد أثبتت الدراسات الحديثة أن للرسائل السلبية الموجهة إلى العقل الباطن للإنسان تأثيراً فعالاً وخطيراً على أفكار الفرد ومعتقداته وبالتالي سلوكه وتصرفاته، فعندما يستقبل احدنا رسائل سلبية تقلل من قدره ومكانته أو من مواهبه وأفكاره مثل: أنت لست أفضل من غيرك - لا يمكن أن تنجح - فكرتك غبية - هل تعتقد انك أذكى من الآخرين - إن أحلامك مستحيلة التحقيق - ونحو ذلك كثير، فقد يستسلم الفرد لهذه الرسائل ويصدقها فتدخل إلى العقل الباطن وترسخ فيه، ثم عند أي محاولة - بعد ذلك - للعمل والجد والانجاز والتميز ستظهر هذه الرسائل بشكل سريع لترد عليه قائلة: أنت لست أفضل من غيرك - لا يمكن أن تنجح... الخ، وبالتالي سيصاب الفرد بالإحباط واليأس لأنه اقتنع ذاتيا بالفشل والإخفاق. وعندما نحلل سبب إرسال هذه الرسائل من الآخرين نجد أنهم قد يجهلون قدراتك وطاقاتك أو بسبب الغيرة والخوف من نجاحك وتميزك دونهم.

ولو تأملنا حولنا لوجدنا فئة أخرى تحظى بتأييد من حولها وتشجيعهم ورغم ذلك نرى منهم من يرسل لنفسه رسائل سلبية تحد من انطلاقته ونجاحه فيتحدث مع نفسه قائلا: لا يمكن أن انجح، أخشى الفشل، هل يعقل أن تكون فكرتي جديدة، أخاف من سخرية الآخرين، لا املك الوقت ولا المال.

وبالتالي فان الاستسلام للرسائل السلبية - مهما كان مصدرها - هو إعلان مبكر للفشل والإحباط.

يروي احد الشباب البدناء قصته مع الرسائل السلبية فيقول: لقد اتخذت قرارا صارما بإنقاص وزني، فحددت الوجبات الغذائية بكل دقة ثم انطلقت في الساحة المجاورة مرتديا ملابسي الرياضية لأمارس رياضة المشي، لكني بعد عدة أيام فشلت فشلا ذريعا وتخليت عن كل أحلامي وقراراتي فزاد وزني بشكل كبير، ويعود ذلك إلى الرسائل السلبية التي كنت اسمعها من الشباب المنطلقين بسياراتهم بجوار الممشى وهم يرددون: (أحلى يا عداء، هل تسابق؟ وغيرها كثير).

والسؤال المطروح هنا: كيف يمكنني التغلب على الرسائل السلبية؟ وللإجابة عليه نقول: يبرز الحل في:

- عدم القبول والاقتناع الداخلي بالرسائل السلبية

- الرد المباشر عليها بتفنيدها وبيان بطلانها بكل هدوء واتزان

- مباشرة العمل والانجاز فهو ابلغ رد عليها

- وهناك أسلوب حقق نجاحات مع بعض الشباب وهو الرد عليها من خلال السخرية والضحك، فعندما يقال لك: هل تعتقد انك أذكى رجل في العالم؟ يمكنك القول: لا ولكني قد أكون الثاني!