أساسيات إدارة الجودة الشاملة

تواجه المنظمات – إنتاجية أوخدمية – في العصر الحديث ضغوط وتحديات تتمثل في الزيادة المستمرة للقوي الداخلية والخارجية المؤثرة علي إستقرارها وربحيتها . فالحاجة إلى تحسين الربحية . والإنتاجية , والجودة أمور كلها تتطلب تغييرات دينامكية في جميع نواحي المنظمة لضمان البقاء الإقتصادي لها . والتغيرات التنظيمية التي نعنيها لانقصد بها فقط إحداث تعديلات وإدخال تحسينات على مختلف البرامج والعمليات . ولكن أهم من ذلك كله تعديل ثقافة العاملين . بل وتعديل ثقافة المنظمة بكاملها .
إننا ندخل مرحلة التحديات في تاريخنا , وهذه التحديات ستختبر أممنا , وتنظيماتنا وكل منا بصفته مديراً أو قائداً , وهذه التحديات ظهرت من ثورة تكنولوجيا المعلومات التي تمثل تغييرات جوهرية ودائمة لكيفية إنجاز أعمالنا , كتلك التغيرات الإقتصادية الجوهرية في النظام العالمي والذي أنهى بشكل يكاد يكون تاماًَ للنظم التي تقوم على التخطيط المركزي ., وبدأت تسود آليات السوق , لقد تبلورت تلك التحديات إجمالاً في عولمة الإقتصاد , وعولمة التجارة , والتكتلات الإقتصادية , وهذا الامور كانت سبباً كافياً للمديرين أن يفكروا وبعمق في مدخل جديد , وأصبح المطلوب السير بخطى سريعة وواثقة , وبذل كثير من الجهود لمواجهه هذه التحديات .
إن المدخل التقليدي لإدارة الجودة بمراحلة المختلفة أصبح غير قادر على الوقوف أمام تلك التحديات التي خلقت ظروفاً تنافسية تتعرض لها المنظمات بكافة أشكالها , ويستلزم منها الإهتمام الجاد بالأساليب الإدارية التي تدار بها تلك المنظمات . فلا مفر من تحقيق التميز في مجالي الجودةQuality . والإنتاجية productivity .
إن هؤلاء الذين يدركون أهمية هذه التغيرات ويكيفون أنفسهم لمقابلتها سيصبحون هم القادة في هذه الرحلة من التاريخ , ومن ثم فإن هؤلاء الذين يتحركون ببطء لا للتعلم من هذه التحولات , والبطء في التكيف لمواجهتها سيواجهون صعوبات بالغة .
ومن هنا ظهر فكر فلسفي جديد أطلق عليه " إدارة الجودة الشاملة TQM" يقوم على الإيمان بأن الجودة العالية للسلعة أو الخدمة وما يرتبط بها من رضاء المستهلك يمثل مفتاح النجاح والفعالية لأي منظمة .
ماهى المداخل لإدارة الجودة ؟
لقد كانت الممارسات الإدارية في مجال الجودة لفترات طويلة تنحصر في الممارسة المحدودة لوظيفة الرقابة على

الجودة عن طريق فحص lnspection الوحدات المنتجة للتأكد من المطابقة للمواصفات المحددة مقدماً في مرحلة
التصميم , وعندما زادت حدة المنافسة وبالذات عند ظهور الكيان الإقتصادي الياباني عقب الحرب العالمية الثانية لم يعد مجرد القيام بعملية الفحص كافياً لتحقيق التميز . وتبعاً لذلك كان لابد من ظهور نظم متكاملة للرقابة على الجودة تهدف إلى ضمان جودة السلع والخدمات وتعتمد على تكامل أكثر من وظيفة داخل المنظمة , بلك ذهب الأمر إلى محاولة ضمان

إختفاء نسب العيب zero Defect بالكامل والإهتمام بإنتاج منتج جيد مطابق للمواصفات أثناء كافة مراحل العملية

الصناعية بمساعدة كافة الأطراف المؤثرة على الجودة ( الإهتمام بتدريب العاملين ومشاركتهم , وطريقة النقل والتخزين ,....) كل ذلك من شأنه أن يرفع ضمان جودة السلعة Quality Assurance دون الإعتماد على مجرد الفحص .
ولكن ذلك لم يعد في حد ذاته كافياً في ظل الظروف التنافسية الحادة التي مر بها العالم – ولايزال – في العقد الأخير . إن المنظمة في حاجة إلى تحقيق نوع من التميز Excellence واضحاً في كافة العمليات التي تقوم بها حتى تضمن في النهاية الجودة المتميزة لمخرجاتها وبذلك أصبح المطلوب التوصل إلى مدخل يحقق التميز عن طريق :
-الإهتمام بحاجات ورغبات العملاء الحالية والمستقبلة وتحقيق توقعاته , وأن العملا الذين نقصدهم ليسوا فقط العملاء الخارجيين ولكن أيضاً العملاء الداخليين .
-لابد من تحقيق التحسين المستمر في أداء المنظمة وإعتبار ذلك فلسفة تنظيمية تحكم كافة أطراف التنظيم .
-لابد من وضع تخطيط إستراتيجي للمنظمة يضمن كافة الجهود لتحقيق مهمة محددة في إطار إستراتيجيات عامة حاكمة
-كان لابد من مشاركة العاملين في تشخيص وحل المشكلات وتقديم مقترحات للتطوير , ولقد كانت ضالتنا المنشودة التي تتحرك على هذه المحاور جميعها هي مدخل إدارة الجودة الشاملة .
إن طبيعة المنافسة العالمية الواسعة والشاملة تتطلب من أي منظمة أربعة خصائص :
1-فهم مايريد المستهلك وإشباع إحتياجاته وقت طلبها وبأقل تكلفة .
2-الإمداد بالسلع والخدمات بجودة عالية وبشكل ثابت مستقر
3-مجاراة التغيير في النواحي التكنولوجية , والإقتصادية , والإجتماعية , والسياسية .
4-توقع إحتياجات المستهلك في الفترات الزمنية للمستقبل
إن أي منظمة تتلكأ وتختلف عن وضع أي عنصر من الخصائص السابقة نصب عينيها , وتحرص على تحقيقها فسوف يتعذر عليها ملاحقة المنافسين والإستمرار في السوق .


مشعان الشاطري