شرع عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص في إحلال الفتيات السعوديات في خطوط الإنتاج في المصانع، في ظل الفرص الوظيفية المتوافرة في القطاع، وآخر الإحصائيات التي أعلنها مشروع نطاقات عن وجود نحو 659 ألف وافد في قطاع الصناعات التحويلية مقابل 90 ألف سعودي بنسبة توطين 12.1 في المائة.

وأكد لـ "الاقتصادية" هشام لنجاوي مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية في منطقة مكة المكرمة، أن القطاع الصناعي أحد أهم القطاعات، وهناك تجارب ناجحة لعمليات إحلال الفتيات في خطوط الإنتاج في المصانع الوطنية، حيث إن أحد المصانع وظف 300 فتاة في التصنيع الغذائي، كما وظفت شركة أخرى 180 فتاة، بعد أن تهيأت المصانع لعمل المرأة، ما أثبت جدارة وإنجاز المرأة في المجال الصناعي، وانعكس ذلك على زيادة حجم الإنتاج وجودة المنتج في تلك المصانع.

وقال لنجاوي خلال ورشة عمل نظمها صندوق تنمية الموارد البشرية، بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية في جدة والقطاع الخاص أمس، إن ورشة العمل مخصصة لتوظيف السيدات في القطاع الصناعي حسب توجيهات خادم الحرمين، وحضرت مجموعة من العناصر المهمة أثبتت مدى إمكانية نجاح القطاع المهم في استيعاب الفتيات.

وبين أن الصندوق يقدم التدريب والتأهيل لدعم الموارد البشرية في المنشآت من خلال تقديم 75 في المائة من قيمة التدريب، و75 في المائة من المكافأة التي تصل إلى سنتين، وهناك برامج أخرى للصندوق، مثل دورات الموارد البشرية التي يقدمها الصندوق للقطاع الخاص مع تحمل 75 في المائة من التكاليف، إضافة إلى البرامج التدريبية الأخرى.

وتطرق إلى أن الصندوق يواجه صعوبة في الوصول إلى المنشآت، حيث إن المعلومات المتوافرة وأرقام وعناوين المنشآت معظمها غير صحيحة، مشددا على ضرورة تحديث البيانات لتلك المنشآت للتمكن من التواصل معها.

من جانبه أكد الدكتور سمير محمد حسين رئيس لجنة الموارد البشرية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة، أن فكرة التوظيف للنساء في خطوط الإنتاج في المصانع فكرة رائعة، حيث إن معظم العمالة في خطوط ألإنتاج عمالة غير متخصصة وكذلك الأعمال اليدوية، ومع ذلك معظم المصانع تستعين بالعمالة الأجنبية الرخيصة في تلك الأعمال.

وأوضخ إن هناك كوادر مؤهلة لم يتم توظيفها وفكرة إحلال المرأة في وظائف خطوط ألإنتاج ستستوعب عديدا من الفرص الوظيفية للسيدات، وميزة النساء أنهن أكثر استقرار في العمل، وأكثر جدية وهم في تحد خلال هذه الفترة.

وتابع "التحدي الحقيقي للمنشأة يتمثل في كيفية توفير بيئة عمل تتماشي مع الشريعة الإسلامية وتوفير مواصلات تحافظ على كرامة وسلامة العاملة في طريقها من البيت إلى المصنع أو العكس أو إعطائها بدل مواصلات"، ويجب تأكد المنشآت من توفيرها خدمات آمنة وبيئة عمل تحفظ سلامتها، وهذا استثمار حقيقي.

وزاد "بعض المصانع واجهت صعوبة في البداية وهناك تفاوت في قدرة المصانع على استيعاب العنصر النسائي مع ضمان البيئة الصحية المناسبة للعمل". ونوه "إذا كانت الفكرة موجودة لدى المصانع لتوظيف الفتيات، فذلك يتطلب الدراسة المتأنية من ناحية السلامة والتماشي مع متطلبات الشريعة الإسلامية، والتحدي الأكبر يتمثل في كيفية نقل المعرفة والتدريب على رأس العمل، ووجود نساء متخصصات في عمليات التوظيف والتدريب ونقل المعرفة، وذلك ينعكس على خفض العمالة الأجنبية في خطوط الإنتاج وتوفير الفرص الوظيفية لأبناء وبنات الوطن"، حيث إن رواتب القطاع الصناعي مجزية أكثر وفيها تدرج وظيفي أسرع لأنها كبيرة ومنظمة، ويستطيع القطاع أن يستوعب أعدادا كبيرة، إضافة إلى التدريب والتطوير، وهو ،كثر ترتيبا وتنظيما.

من جهتها أوضخت الدكتورة عبلة العباسي - مستشارة تعليمية - أن اللائحة التنظيمية للمنشأة مهمة لتنظيم العلاقة بين الفتيات والإدارات في المنشآت والمصانع، كما نحتاج إلى أسلوب للتعامل لتعديل السلوك.

وقالت: التدريب صناعة مهمة جدا تؤدي إلى رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي للمرأة، وتأتي لتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين لتوفير الفرص الوظيفية للشباب والفتيات.

وفي السياق ذاته أضاف محمد الميمني المدير العام للشؤون الإدارية في شركة باينهيل العربية للأغذية المحدودة "سيوفر القطاع الصناعي وخاصة خطوط الإنتاج في المصانع في محافظة جدة نحو 70 ألف وظيفة للفتيات العاطلات عن العمل، حيث إننا نعتمد على العمالة الوافدة في خطوط الإنتاج، ونتعاقد مع الشركات لتشغيل العمالة الوافدة، ولكن بتوفير الفرص الوظيفية للفتيات في خطوط الإنتاج سنستغني عن العمالة الوافدة في تلك الأعمال.

وأشار: بدأت المصانع في إحلال السعوديات في خطوط الإنتاج، وانعكس ذلك على أداء العمل، حيث أثبتت الفتاة السعودية أنها أكثر إنتاجا في تلك الأعمال من الشباب.

واستطرد: بدأنا المرحلة الأولى بتوظيف 60 فتاة في خطوط الإنتاج، وسيتم إحلالهن في الوظائف بعد الانتهاء من مرحلة التدريب التي تستمر ثلاثة أشهر، بدعم من صندوق الموارد البشرية. وكانت ورشة العمل أمس قد انتهت باستقبال الراغبات في العمل في خطوط الإنتاج، وتم قبول نحو 200 فتاة في خطوط الإنتاج للمصانع.