هؤلاء النساء قدمن من بيئات مختلفة لكنهن تحلين جميعا بأحلام كبرى. وفي طريقهن إلى النجاح واجهن الكثير من العقبات والمخاوف الكبرى


آن لوفرجون : الرئيسة والمديرة التنفيذية لشركة الطاقة الفرنسية أريفا
كلا والديّ متخصص في المجال الأدبي، وبالتالي لم آت من بيئة علمية. عندما قدّمت البكالوريا الفرنسية، كان نصف التلامذة في القسم العلمي من الفتيات. لكن عندما دخلت "إيكول دي مين" [جامعة العلوم والهندسة] لم يكن هناك سوى 10 بالمائة فقط من الفتيات.
لم أكن أتصور أنني سأدرس العلوم. فأنا أكره الفيزياء ولم أحصل سوى على 8 من أصل 20 في امتحان الفيزياء في البكالوريا لكني حظيت بأستاذ فيزياء رائع جعل الموضوع شيقا وجديرا بالاهتمام فدفعني ذلك إلى التعمق أكثر بالفيزياء. لا أظن أنه تم تقييمي على أساس أنني امرأة عندما درست العلوم لأن الدرجات كانت هي الأساس. ونظام الدرجات لا يفرق بين رجل وامرأة.
كان انطباعي بأن الجيل الذي سبقني ناضل بشدة لنيل حقوق المرأة. لدي شقيقان أصغر مني وكلنا تربينا بالطريقة ذاتها لذا اعتقدت أن المجتمع على هذه الشاكلة أيضا. لكن عندما انتقلت بعدها إلى وسط الأعمال، عرفت أن الأمور بخلاف ما أظن. فقد قال لي رب عملي الأول خلال مقابلتنا الأولى "مكان المرأة في المنزل".
لكنه رأى بأنني كنت أحقق نتائج ممتازة حتى إنه خصني ببعض الإطراء. وفي أحد الاجتماعات، وبعد مرور أشهر على توظيفي، قلت له "لعلك غيرت رأيك بشأن مكان المرأة" فرد علي "لا. فأنت لست امرأة". كان ذلك قبل 25 سنة. واليوم، لا أظن أن أحدا سيجرؤ على قول عبارات مماثلة. لكن شتّان ما بين القول والتفكير.
لا أتحلى بطبيعة طموحة. ولم يبث فينا والداي مثل هذه الروح. كانا يحباننا كثيرا ويتركان لنا حرية واسعة. لكن الترعرع في ظل أجواء الحب والحرية يبعث في المرء ثقة بالنفس ويعلمنا الوثوق بالغير أيضا. إن حصلت على علامة سيئة في المدرسة، كانت هذه مشكلتي. ومن ثم تعلمت تحمل المسؤوليات ونتائـج أعمالـي في سـن مبكـرة.
وعندما كنت في الـ25، لم أكن أرى نفسي رئيسة لشركة لكني أحب التحديات ولا أحب الفشل. وعندما أفشل، أظن من الضروري تحليل الوضع لفهم أسباب ما حصل. نميل إلى نسيان كل محاولاتنا الفاشلة والتستر عليها. لكنني أقوم بعكس ذلك: أنا ممن يؤمنون بشدة بأنه لا بد من تشريح كل محاولة فاشلة.
أحاول أن أتحلى بأقصى درجة من الشفافية في شركتي وخلق طاقة جماعية وحماس في العمل. وبما أنني في قطاع الطاقة فهذا ملائم جدا. أحذر من الأماكن التي يتشابه فيها الناس. أحب أن يكون فريق عملي من بيئات وأعمار واختصاصات مختلفة... من أناس يفكرون بطريقة مختلفة فيُغنون الآراء.
لا أكلف شخصين بمهمة واحدة ولا أشجع على التنافس الداخلي في الشركة. فهذا التنافس لا يخدم أي غرض. كما أنني لا أؤمن بالإجماع المطلق. أظن أن ذلك يستغرق وقتا طويلا وهناك كثير من العمل لا بد من إنجازه. اللجنة التنفيذية تتخذ القرارات وما من برامج سرية.
تنمو شركتي بشكل مطرد ويجري الكثير من أنشطتها على الصعيد الدولي لذا أسفاري كثيرة. في الأسابيع القليلة المنصرمة، قصدت اليابان ونيويورك والصين وفنلندا... لكن من المهم أيضا الوجود في المقر الرئيسي. لدي ولدان يافعان في السن لذا أحاول اقتصار السفر بداعي العمل على أربعة أيام وإذا كان علي البقاء لفترة أطول، أحاول اصطحاب عائلتي معي عبر برمجة الرحلة خلال العطل المدرسية لست ممن يؤيدون تكليف حاضنة بتربية أطفالي لذا عندما أكون في باريس أحاول العودة إلى المنزل باكرا كي يتسنى لي قضاء بعض الوقت معهم.
إن مسألة التوفيق بين الأولاد والعمل تطرح بشكل مستمر على النساء لكن الرجال أيضا لديهم أولاد فهي مسألة تعني الرجال أيضا. شركة أريفا باتت تملك سبع دور حضانة نهارية داخل فروعها من أجل موظفيها. هذا مشروع بدأته عام 1999 وأنا فخورة به. كما لدينا صالة لياقة رياضية وحارس يلبي طلبات الموظفين. تأمين مثل هذه الخدمات يعود بالفائدة على الجميع. فالموظف مسرور وأكثر استعدادا للعمل. لا أحب تضييع الوقت لأنني أحب أن أكون في المنزل مساء. عملت في شركات يأخذ فيها الموظفون استراحات طويلة للغداء ويغادرون المكتب في ساعة متأخرة لأن ذلك يعطي الانطباع بأنهم عملوا كثيرا. لا أحب هذا التفكير بل أفضل إلاستفادة من كل دقيقة.
ماياواتي كوماري: رئيسة وزراء إقليم أوتار براديش
ولدت في عائلة تنتمي إلى طبقة المنبوذين في دلهي وكبرت وسط ثمانية أشقاء وشقيقات في منزل متواضع بأحد الأحياء المزدحمة. وكان والدي موظفا يتقاضى معاشا زهيدا ووالدتي امرأة غير متعلمة كدّت بجهد لإدارة العائلة وغالبا ما كنا نقضي عطلنا في قرية جدي في أوتار براديش. وخلال هذه الزيارات، أدركت القمع الذي يعانيه المنبوذون في الهند. وعندما كنت في الصف الثامن، بدأت ألاحظ أن أكواخ أقربائنا في أكثر مواقع القرية فقرا وإهمالا. أما العائلات المنتمية إلى طبقة البراهمة وطبقات راقية أخرى فكانت تشغل أجمل المنازل وأفضل المواقع.
وفكرت في أن هذا غاية في الظلم والإجحاف. عرفت أنني واحدة منهم، لكن وسط اختلاط المدينة، لم أكن أواجه تمييزا صارخا كما هؤلاء القرويون الفقراء والأميون. اعتصرني الألم وسألت والدي إذا ما كان باستطاعتي القيام بأمر ما لمساعدتهم قال لي والدي إنه من دون مستوى تعليمي جيد، لن يسعني مساعدة شعبنا.
فبات تحصيل العلم في صدارة أولوياتي ولايزال تعليم الطبقات الفقيرة في صلب اهتماماتي اليوم. تخرجت في جامعة دلهي واستلمت وظيفة كمعلمة. كنت ممتلئة بالحيوية والحماس. خلال النهار، كنت أعمل كمدرّسة وفي المساء كنت أدرس الحقوق. وسرعان ما حزت شهادة في الحقوق وبدأت التحضير لمباريات الدخول إلى الوظيفة العامة حتى أستطيع تغيير الأمور بالنسبة إلى الفقراء.
في هذه الأثناء، كان قائد محترم يدعى كانشي رامجي قد أنشأ منظمة مؤلفة من موظفين حكوميين ينتمون إلى طبقة المنبوذين أو من أفراد الأقليات الدينية. وكان يعرف حق المعرفة أنه لا بد من توعية المنبوذين كي يدركوا حقوقهم المكرسة في الدستور الهندي وكنت بدأت في التنقل من بلدة إلى أخرى لتثقيف الفقراء من المنبوذين. وسمعني كانشي رامجي أتحدث في بعض الاجتماعات ولعل ذلك أثار انطباعه. وكان والداي يعللان النفس بالآمال في أن أصبح موظفة حكومية رفيعة المستوى. لكن كانشي رامجي أخبرهما أن ابنتهما تتحلى بصفات قيادية وينبغي أن يدعاها تلتحق بالوسط السياسي حتى يتمكن يوما كبار الموظفين من الائتمار بأوامرها.
وعندها، كان لا بد من اتخاذ قرار مهم. وفي عام 1984، خضت عباب السياسة بتفرغ تام. وأخذني زعيم حزب أكثرية المجتمع، كانشي رامجي، تحت جناحه. وكان والداي قلقين لأن مخاطر أمنية كانت تحدق بي» فقد كنا نزعزع أسس نظام سياسي قديم ومتجذر كان يثري البعض ويفقر حشودا واسعة.
ما أمدّني بالقوة في تلك الأيام العصيبة كان سوء المعاملة التي يخضع لها المنبوذون. وعرفت أنه كي يتغير هذا الوضع، كان لا بد من إطلاق ثورة اجتماعية لتنظيم هؤلاء المهمشين اجتماعيا حتى يطالبوا بحقوقهم. وبصفتي امرأة ومن طبقة المنبوذين، واجهت الافتراءات والتجاهل والإهانات وحتى التهديدات الجسدية وخلافا للكثير من القادة في الهند، لم أعط امتيازات سياسية. كان علي الكفاح من أجل كل إنش أشغله اليوم في الميدان السياسي.
في البدء، كنا نحتاج إلى مقاربة هجومية لتعبئة الفقراء المنبوذين. فقد قلقت الأطراف السياسية التي تسيطر عليها الطبقات الرفيعة من نهوض الحشود الثائرة. وقد قطعت عليّ معارضتهم الطريقَ لرئاسة الوزراء في أوتار براديش أربع مرات. فبدا جليا أنه لا بد من توسيع قاعدتنا [لذا] نظمنا على صعيد كل قرية اجتماعات تفاهم للفقراء بغض النظر عن طبقتهم الاجتماعية أو ديانتهم. ولاقت جهودنا الافتراءات والتهجمات والدعاوى القضائية لكننا استمررنا في نضالنا وفزنا في الانتخابات في مايو الماضي. وللمرة الأولى منذ 17 سنة، باتت حكومة منبثقة من أغلبية نيابية على رأسها شخص من المنبوذين في السلطة بأوتار براديش. وهدفنا اليوم تكرار هذه الصيغة الرابحة في ولايات أخرى والاستعداد للنضال الأكبر القاضي باستلام مقاليد الحكم في نيودلهي.
لورينا أوشوا : لاعبة غولف
كان هذا الموسم رائعا بالنسبة إلي. فأنا أستمتع بوقتي كثيرا أعمل بكد وأحقق نتائج جيدة. الضغوط موجودة لكنها ضغوط إيجابية وأحب هذا الشعور إنها مسألة تحطيم أرقام قياسية وكتابة تاريخ الرياضة وأنا مسرورة لكوني في هذه الوضعية. أحب المباريات وأحب الفوز. عندما تخسر، يؤلمك ذلك في الصميم. ثم تقوم بكل ما يلزم لتفوز في المرة المقبلة. إنه الشغف بالرياضة.
كل الأمور كناية عن عملية. فالأداء يتحسن مع الوقت. آمن والداي بما أردنا أن نفعله ولم يمارسا علينا الضغوط. بدأت ألعب في المباريات عندما كنت في السابعة من العمر. وعندما كنت في الثامنة، بدأت ألعب في المباريات الدولية.
من المفيد دائما التحلي بتقنية لعب. في الغولف، تعتمد التقنية على التصور الاستشرافي. وكلما تمرنت، شعــرت بارتيــاح في اللعب. لكـنك تتعلم على الدوام. وليس من الجيد أن تشعر براحة مفرطة.
أحب الوجود على ملعب الغولف لكنني الآن أسافر كثيرا وأشارك في الكثير من المباريات بحيث أتطلع بشوق إلى العودة إلى دياري واستعادة قواي. أنا ما أنا عليه بفضل عائلتي وأصدقائي، ومن المهم جدا أن أعود وأجتمع بهم. بعدها أعاود أسفاري والمباريات.
أكثر ما يعجبني هو تمثيل بلادي. أنا فخورة جدا لكوني مكسيكية. أعتقد أن لدي المؤهلات لأكون مثالا يحتذى به للآخرين، لا سيما في المكسيك إنها فرصة كبيرة وأحب المسؤولية الملقاة على عاتقي أحاول القيام بالأمور بالطريقة الصحيحة وآمل أن يحذو آخرون حذوي على صعيد الحلم والاحتراف المهني. كلما عدت إلى المنزل، أحاول قضاء الوقت مع أولادي كي أحثهم وأشجعهم لدي جمعية، وفي البدء، ظننت أنني قد أساعد الأولاد المصابين بالسرطان وبأمراض أخرى. لكن سرعان ما اتضح لي أن التربية هي الأمر الوحيد الذي سيحقق فرقا حقيقيا. الكثير من الأطفال لا يرتادون المدرسة في المكسيك. لذا قررت تركيز كامل جهودي على التربية المقدمة في إحدى المدارس. هناك 230 ولدا موزعين بين الصف الأول والسادس. نعطيهم طعام الفطور كل صباح ثم يبدأون الدروس.
أظن أنني ألعب الغولف لسبب وجيه. فكلما لعبت، زادت قدرتي على المساعدة. أحب العطاء. رؤية هؤلاء الأطفال مسرورين تشعرني بسعادة تفوق تلك التي أشعر بها بعد الفوز بمباراة.
مارغريت شان : المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية
إني محظوظة للغاية لأن والديّ متحرران. انتقلا من الصين واستقرا في هونغ كونغ لإدارة متجر صغير. كان الوضع صعبا في هونغ كونغ بداية الخمسينات من القرن الماضي. عمل كلاهما بجهد حثيث. كانا يخصصان لي بعض الوقت لكنهما لم يكونا يراقبانني كل دقيقة.
لم أترعرع على يد حاضنة، لأننا لم نكن من الأثرياء، بل على يد أقرباء لنا كانوا يأتون من الصين لكنّ والديّ أفهماني جيدا بأنهما سيبذلان قصارى جهدهما لتأمين التمويل لدراستي. أعطوني فسحة من الحرية لكن أيضا ثقـة بالنفـس. كانـت طفولتـي سعيـدة جـدا.
خلال دراستي الثانوية، جل ما كنت أريده هو أن أصبح معلمة. عملت بجهد من أجل ذلك الهدف وعندما تخرجت في دار المعلمين، عينت في مدرسة متوسطة وثانوية أما ما دفعني إلى دراسة الطب فحبيبي ديفيد الذي قصد كندا لدراسة العلوم ثم تقدم بطلب إلى كلية الطب. فأدركت أنه إذا دخل كلية الطب، لن يكون لديه وقت للاهتمام بي. فسألته إذا لم يكن يمانع أن أقدم طلبا أيضا، هكذا نقصد الكلية معا.
مررت بأوقات عصيبة خلال سنتي الدراسية الأولى إذ لم يكن لدي خلفية علمية وكان ديفيد يساعدني جدا. فكان يدرسني كل ليلة. بالطبع بعد مرور سنة، والكثير من العمل المضني، بات الأمر أسهل حتى إنني أصبحت أبرع منه في بعض المواد.
بعد أن تزوجنا، قررنا أن واحدا منا فقط، أي هو، سيحظى بمسيرة مهنية طموحة. فعمل ديفيـد حثيثا بغية إنشاء عيادته الخاصة، وطوال فترة من الزمن، قبلت وظيفة ثابتة في حكومـة هونـغ كونـغ وبقيت في المنزل ورفضت أي ترقية. شكل هذا الوضع جزءا كبيرا من حياتي. لكـن الوقـت أزف كـي تتقـدم مسيرتـي المهنيـة وأكبر تحدياتي كانت مواجهة أزمتي متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد اللانمطي "سارس" وفيروس إنفلونزا الطيور "أتش 5 أن 1". في كلتا الحالتين، كانت تحتاج إدارة الحظر الصحي إلى شخص يتسم برباطة الجأش. خلال وباء متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد في عام 2003، ذرفت الدمع في أكثر من مناسبة لأن الناس كانوا يمرضون ويموتون. كنا نكافح الوباء معا. وإن رؤية زملائك وأصدقائك يقعون ضحية هذا المرض لأمر محزن جدا. لكنني لا أظن أن البكاء علامة ضعف. بتاتا. إن التعاطف لأمر أساسي. عرف الناس أنني أتفهم الوضع، أنني أملك قلبا. لم أكن مجرد تكنوقراطية باردة. لا ينبغي أن تخاف النساء من إظهار مشاعرهن في إطار عام. فقد تكون مكمن قوة.
أريانا هافنغتون: مؤسسة ورئيسة تحرير "ذا هافغنتون بوست"
لا تزال علاقة النساء بالسلطة وبمواصفات المرأة القائدة علاقة غير سهلة. هناك خوف مبطن من أننا لو تحلينا فعلا بالقوة، سنُعتبر قاسيات وبلا رحمة أي بمواصفات تطال أنوثتنا مباشرة. نحاول التغلب على الخوف من أن السلطة والأنوثة متناقضتان ربما اجتزت هذا الخوف بسهولة أكبر لأنني أول ما تذوقت القيادة كنت لا أزال جاهلة ببراءة لهذه الاعتبارات. كنت في المرحلة الجامعية عندما أصبحت رئيسة جمعية النقاش التابعة لجامعة كامبريدج. بما أنني ترعرعت في اليونان، لم أكن قد سمعت بجمعيات كامبريدج وأكسفورد للنقاش، ولم أكن أدري مكانتهما في الثقافة الإنجليزية لذا لم أشعر بعبء المسؤولية.
والأمـر ذاتـه حصـل عندما صدر كتابي الأول The Female Woman كنـت فــي الـ23 وبرمـج ناشـري فـي الولايـات المتحـدة "رانـدوم هـاوس" مقابلتـي الأولى مع باربرا والترز في برنامج Today لـم يوترنـي ذلــك لأننــي لـم أكـن سمعـت عـن باربـرا والترز ولا عـن برنامـج Today.
قد يبدو بأن لي مسيرات مهنية عدة. لكن في صلبها جميعا كان التواصل. فجزء كبير من تطوري الشخصي نابع من الرد على الطريقة التي يتغير بها العالم. فبداية، وقعت في غرام ما كان يحدث على شبكة الإنترنت عندما أدركت قدرة هذا الوسيط على تمكين أشخاص متروكين خارج النقاش الوطني.
برأيي ما من أمر قمت به في حياتي كان سيتحقق لولا والدتي. فقد منحتني ما آمل أن أمنحه لبناتي ومفاده أنه بوسعي أن أتحلى بأكبر طموح وكلّي إدراك بأنني حتى ولو لم أحقق طموحي فإن حبها لي لن يقل. ساعدتني على فهم أن الفشل هو جزء من أي حياة.
أندريا ونغ:الرئيسة والمديرة التنفيذية لشركة "لايفتايم إنترتينمت سرفزس"
سمح لي والداي بالفشل فيما كنت أكبر وهذا ما منحني الكثير من القوة للمضي قدما خسرت انتخابات الثانوية والتكميلية عندما تقدمت لرئاسة الصف. تعلمت منذ الصغر النهوض، نفض الغبار عني والاستمرار في التقدم. ومع أنني أحببت كل لحظة من مسيرتي المهنية، لم تكن هذه المسيرة على الدوام سهلة فمقابل كل برنامج ناجح، هناك الكثير من البرامج التي لا ترى النور أو تراه لفترة وجيزة جدا. عرفت بعض النجاحات المهم لكنني أنجزت أيضا بعض البرامج الفاشلة وهذا أمر مؤلم للغاية.
لتحقيق النجاح في هذه المهنة، ما من طريق أسرع من إنجاز برنامج تلفزيوني ناجح. عندما كنت أشرف على برامج تلفزيون الواقع لمحطة "أيه بي سي"، ناضلت لجلب برنامج Dancing With the Stars إلى الولايات المتحدة، وظن الناس أنني فقدت صوابي كليا علمت أن المخاطرة كبيرة لكن هذا برنامج كنت مؤمنة جدا بنجاحه. ولحسن حظي، حقق أرقاما قياسية.
عندما كنت أحصّل تعليمي الجامعي في معهد مساشوستس للتكنولوجيا (وكانت أصعب أربع سنوات في حياتي)، تعلمت كيفية النظر إلى مشكلة ما وكيفية تجزئتها والتصدي لكل جزء منها على حدة بمقاربة صارمة. وأواجه اليوم تحدي القدوم إلى شركة "لايفتايم" وإنماء هذه الشركة وهذه الماركة وحين يتعلق الأمر بمسائل التسويق أو البرمجة أو بناء الفريق المناسب، أجزّئ المشكلة تماما كما فعلت في الجامعة.
سنحت لي فرصة دخول شركة "لايفتايم" للمرة الأولى منذ بضعة أشهر كان هناك الكثير من الوجوه المتنوعة. أظن أن التنوع مهم جدا لأنه الأمر الصائب. وإذا كنا نستهدف المرأة نكون نستهدف البلاد بأسرها» لا بد من عكس كامل فئات النساء وهذه الفئات متنوعة.
إن التحدث إلى الناس بفعالية يستوجب تشجيعهم. وكل الملاحظات التي أقدمها، ولو أن بعضها سلبي، تهدف إلى جعلهم قادة أفضل. عندما تكون لدي ملاحظة سلبية أريد أن أقولها لأحدهم، أفكر دائما في الطريقة الفضلى لصياغتها. تمر لحظات أتمنى فيها لو أن الناس ينصحونني في كيفية تحسين ما أقوم به.
من المدهش كيف تدخل بسهولة في دور ما، وهو في حالتي دور الرئيسة والمديرة التنفيذية. أنا في غاية السعادة لأنني حصلت على هذا المنصب وأشعر بأنني محظوظة جدا.