مدير قسم المبيعات والتسويق للوسط العربي في شركة شتراوس-عيليت هو السيد سلمان سالم من مواليد مدينة عكا (39 عاما) متزوج من سماهر معلمة مدرسة واب لرغيد وربى، درس موضوع التربية البدنية في معهد فينجيت وعمل في مجال تدريب الرياضة في احدى المدارس لمدة سنتين، لاسباب وظروف مادية قرر ترك العمل في مجال تدريب الرياضة في المدارس.
الى جانب التدريس كان مدرب كرة سلة مؤهل، درب مجموعة فرق وعمل في حقل الرياضة وبالذات في مجال كرة السلة طويلا، انتقل الى مجال التجارة والاعمال قبل 15 سنة، بدا عملة في شركة عيليت في العام 1996 ومنذ سنة يعمل في الشركتين المدمجتين شتراوس-عيليت.

في لقاءنا مع سلمان للحديث عن قصة النجاح التي وصل بها الى ادارة قسم التسويق للوسط العربي في شركة شتراوس-عيليت، لا يتحدث فقط عن مسيرته العملية بل ايضا يعطي النصائح والدعم لكل طموح يحلم بخوض مجال التسويق والاعمال من ابناء الوسط العربي.
عن بدايته في مجال التسويق يقول سلمان:" بدات عملي كرجل مبيعات في الوسط العربي وبدات في ذلك الوقت بمساعدة مدير فرع حيفا وهو صديق شخصي، عملت في مجال التسويق للوسط العربي في عيليت مدة خمس سنوات بعد ذلك اصبحت مدير قسم التسويق للوسط العربي بمنطقة الشمال وبعدها اصبحت مدير قسم المبيعات القطري للوسط العربي في عيليت والذي يسمى بلغتهم المهنية יבש وعندما تم الدمج قبل سنتين استمريت بعملي وقبل شهرين استلمت منصب مدير المبيعات القطري للوسط العربي شتراوس-عيليت.
ويتابع سلمان: يشمل عملي كل ما يخص الوسط العربي من تسويق ومبيعات، اي ما يقارب دورة مالية بحجم 300 مليون شيكل في السنة، وهو مبلغ ليس من السهل ان يديره شخص. في شتراوس عيليت هناك اكثر من 40 رجل مبيعات عرب ومهم ان نذكر هذا لان هذا يعطي امل معيشي وتجاري للوسط العربي.

س: انت تذكر الوسط العربي كثيرا.
سلمان: من خلال عملي اهتم واحرص على تشغيل رجال مبيعات من الوسط العربي مهم عندي تقدم موهوبين في العمل من الوسط العربي واثبات على ذلك اننا قدمنا اسامة الحاج من الناصرة والذي اصبح مدير المبيعات في منطقة الشمال واستوعبنا للعمل حديثا مديرة مبيعات عربية لشتراوس المسماة باللغة المهنية מצונן واستلمت المهام فاتن شقحة من الناصرة .
احاول ملء الفراغ الذي كان بالايدي العاملة العربية والوظائف للعرب في منطقة الشمال ضمن شتراوس- عيليت وهذا يهمني بالدرجة الاولى لكنه متعلق ايضا بالامكانيات وكفاءات الشخص. الطريق طويلة وانا اعمل على توطيد العلاقة وبناء قاعدة تجارية مع رجال اعمال عرب والتجار العرب بشكل لا يمكن لاي شركة في البلاد ان تتحدانا فيما يتعلق بالعلاقات الشخصية مع التجار لعدة اسباب منها وجود مديرعام عربي ومدير مبيعات عربي ومديرة مبيعات لمنطقة الشمال ايضا عربية. هذا مفيد جدا ونحن في الوسط العربي يجب ان نتعامل مع الدمج بين شتراوس-عيليت نموذج للشراكة الغير موجود في شركات اخرى مثل تنوفا او كوكا كولا وهذا مهم ان نلقي الضوء عليه.
س: تتحدث عن وجود اسماء اخذة بالتزايد في مجال التسويق الاداري فما هي المواصفات؟
سلمان: اولا الكفاءة، لا يتم استيعاب من يعجبنا على مستوى شخصي، بل هناك مسار اختيار يشمل اختبارات معينة، واذا لم نجد شخص عربي كفؤ فاننا نشغل شخص غير عربي.
شخصيا كمدير عربي حتى وصلت الى المنصب الذي اشغله اليوم انا اؤمن انه توجد خامات لم تاخذ دورها ولم تاخذ حقها بالنسبة لوظائف رفيعة لذلك احرص الى الانتباه للوسط العربي ان يكون الاعلان موجه للوسط العربي وفي النهاية يتعلق الامر بمناسبة الشخص للوظيفة.
س: هل تخصيص وظائف يعني ان الوسط العربي يتميز عن الوسط العام؟
سلمان: بلا شك عندما يكون رجل مبيعات او مدير عربي يتعامل ويعمل مع الوسط العربي هذا يعطي نقاط اضافية للشركة نفسها، لان اللغة، الاحساس، والمواضيع كلها مشتركة وهذه عوامل مؤثرة وتجعل المبيعات تزيد وبالذات بالوضع الموجود اليوم، لذلك المدراء الذين يضعون استراتيجية تسويق للوسط العربي يعرفون ما يقومون به تماما لاين هم ذاهبون ولماذا. شتراوس-عيليت سباقون لهذا الامر وهو قدوة.
س: هل نختلف باستهلاكنا عن الوسط العام؟

سلمان: اثبت انه لا يوجد فرق بتاتا بين الوسط العربي والوسط العام في المنتوجات المستهلكة وكان هناك استطلاعات راي وابحاث كثيرة حول الموضوع وانا اقول ان الوسط العربي لا يختلف عن الوسط اليهودي بالاستهلاك ولا اعني كميات بل اعني الجودة الوسط العربي يطلب الجودة وهذا مثبت.
احيانا اسمع من يقول ان المنتجات تختلف بين الوسط العربي والوسط اليهودي، لكن لا يوجد امر كهذا ابدا. اليوم هناك تخطيط للسنوات الخمس القادمة لتقسيم الدولة الى اوساط لتسهيل العمل والاجابة على احتياجات كل وسط من ناحية منتجات مطلوبة او رجال مبيعات، وفي مواسم الاعياد. لقد بدانا هذاالعام مشروع "تفضلوا" في شهر رمضان وشاركنا الناس بالليالي الفنية والثقافية وقدمنا عينات من المنتجات ايضا في البيوت، وهذا ليس صدفة، لان الوسط العربي هو قوة شرائية كبيرة هناك تركيز على الوسط العربي.
س: نحن اخترناك لزاوية قصة نجاح لاننا نرى في مسيرتك المهنية نجاح كيف كان طريق النجاح؟
سلمان: صحيح انها قصة نجاح وهي تبدا وتنتهي بالمثابرة. انا انسان وضعت امامي اهداف للمدى القريب وللمدى المتوسط والبعيد ويجب ان احقق اهدافي وانا بالطريق. لم اصل بعد الى المكان الذي ارغب بالوصول اليه. كل طريق نجاح مليئة بالاشواك وبالذات عندما كنت عربي وحيد في الشركة قبل حوالي سبع سنوات من هنا يجب ان نفهم اني موجود في وظيفتي بفضل جهدي وليس بفضل احد. تم اختياري بفضل قدراتي وانا موجود لاني استحق هذه الوظيفة ولان هناك مصلحة للشركة بعملي معهم وهي مصلحة مشتركة لكلينا، وانا احظى بما استحق من تقدير لان عندي قدرات وعندي تطلعات مستقبلية.
انا انسان عملي وعندي طموح ونجحت في اثبالت نفسي. يعتبرونني مدير ناجح ولا اعمل مع الوسط العربي لاني عربي بل لاني نجحت في فهم هذا الوسط والتعامل معه. حتى في الشركة هناك تفكير ان عملي القادم لن يكون مع الوسط العربي بل مع الوسط العام، انا موجود لاني انسان عملي بحكم نجاحي كمدير، وانا اؤمن ان الوسط العربي بحاجة لعربي لان التعامل يختلف وانا اثبتت ذلك وفي الشركة يؤمنون بما اقترح واقول، وهناك ايمان بقدراتي وباني اينما ساكون سوف انجح.
س: هل تحب عملك؟
سلمان: كثيرا، وانا اعمل 14 ساعة يوميا.
س: كنت معلم مدرسة وفجاة انتقلت للاعمال، عندما قررت خوض المغامرة الجديدة هل تذكر الايام الاولى للعمل؟


سلمان: طبعا اول الايام كانت صعبة جدا واكثر الصعوبات كانت كوني عربي وحيد في شركة ضخمة، كنت القى صعوبة في عدم ايجاد زميل يتحدث لغتي، لم اجد من اتفاهم معه بلغتي مما سيمنحني ثقة اكبر بالنفس والامر الاخر كاول رجل مبيعات عربي في شتراوس-عيليت، صادفت عدة صعوبات في تاقلمهم وتوجهم الي والافكار المسبقة وفوجئت من توجههم وافكارهم من الناحية التجارية للوسط العربي. هذا جعلني اشعر اني احمل رسالة وامامي طريق طويلة جدا يجب ان امشيها واصل بمثابرة وصبر وانجح فيها. لان العمل بشركة كهذه مع معلومات ضئيلة عن الوسط العربي بالتجارة فقلت ان هذه هي الفرصة لاكون السباق وابني جهاز تسويق ومبيعات كامل للوسط العربي، عرفت الطريق وبدات المشي فيها وانا اليوم موجود في ثلثي الطريق لكن ليس في نهايتها.
س: حسب طموحك الى أين تريد ان تصل؟
سلمان: الآن لا اريد ان افصح عن المكان الذي اطمح بالوصول الية لكن ما زال امامي مجال لان اكون في كل منصب جديد يستلمه اول عربي.. الايام قادمة وانا اعمل على اثبات قدراتي.
س: هل المنصب الذي تشغله ممكن أن يغير من توجه شتراوس-عيليت للوسط العربي في المناسبات والاعياد الخاصة؟
سلمان: بلا شك ونحن بدانا العام الماضي بالاهتمام بالاعياد العربية على اختلافها وعندما قدمت فصلت بين المنتجات الخاصة والحملات الخاصة بالاعياد العربية والسنة الماضية بدانا بحملة "تفضلوا" حيث شاحنات مرت من 22 قرية عربية ووزعت منتجات شتراوس-عيليت في شهر رمضان.. هذا لم يكن سابقا انا بداته وسنكمل فيه ونوسعه على مستوى منتوجات.. مثل منتجات البان باحجام او عبوات خاصة لشهر رمضان كذلك عبوات حلوى وشوكولاطة لاعياد الميلاد وراس السنة. بعد نجاح السنة الماضية ننوي الاستمرار لصالح الوسط العربي.
س: ذكرت مساعدة صديق في البداية..


سلمان: بالاحرى هو مدير وليس صديق شخصي كنت على علاقة به وهو مدير رزم الهدايا في عيليت موريس كوهين الذي ساعدني ودعمني ووجهني في البداية لانه وجد عندي قدرة كانسان من الوسط العربي وكانسان يمكنه خدمة الوسط العربي، وهو ما زال يشجعني.

س: من تعتبرة معلمك الاول في مجال التسويق والمبيعات؟
سلمان: بصراحة معلمي الاول هو السوق والخبرة الذي تكتسب من خلال العمل والتعامل مع السوق، هذه مهنة لا يتعلمها الانسان بل يكتسبها مع الوقت بواسطة التعامل مع الزبائن والوقت الذي يقضيه في التعرف على الجديد في العمل والمحاولة.. ثقة الناس ايضا، الزيارات التي اقوم بها للزبائن والتجار هذا هو جزء كبير من النجاح، المساعدة التي يوفرها مدير قسم التسويق للتاجر العربي وحل المشاكل التجارية.. طبعا توجد دورات تكملة لكن المعلم كما ذكرت هو السوق، وحتى يبني الانسان نفسه عليه الاتكال فقط على نفسه.
س: ما هي وصفة النجاح التي جعلت سلمان يرتقي من منصب لاخر؟
سلمان: اولا الانسان يجب ان يبذل جهد كبير ليصل الى النجاح، وأحيانا هذا يكون على حساب البيت، انا اعمل ساعات طويلة ومن يريد النجاح علية المثابرة وان لا يهتم بعدد الساعات التي يعملها. بلا شك النجاح ياتي على حساب امور اخرى لكن النجاح يلزمة صبر وان تكون علاقاته جيدة مع المحيطين وان يبني اساس صحيح للعمل بان يكون عملي وحاد وذو علاقة طيبة مع الاخرين. ولهذا يمكن ان يظهر حسب الاحصائيات فقط مدير واحد ناجح كل عشر سنوات. والحديث بشكل عام وليس في الوسط العربي فقط.
س: يقال ان العمل المستقبلي القادم الاكثر طلبا هو التسويق؟
سلمان: حسب رايي هذا صحيح، لان الشركات الكبيرة اقتنعت انه لا مفر من فتح مجال ابواب المبيعات والادارة لاشخاص عرب لان هناك مصلحة مشتركة للطرفين. اليوم توجد خامات كبيرة وشباب كثر يدرسون موضوع الادارة والتسويق والتجارة وهذا يفتح المجال والافاق وهذه المجالات تكبر وتكثر وتتنوع. وانا متفائل من اتساع مجال التسويق.
س: الى اي درجة يوجد للزوجة والاولاد حصة بنجاحك؟


سلمان: طبعا لهم حصة كبيرة فصبر زوجتي ووقوفها الى جانبي ودعمها، وكذلك اولادي على الرغم من صغر سنهم لكني اشعر بقلة الوقت الذي اخصصه لهم، بيتي وزوجتي واولادي لهم القسط الاكبر في دعمي وتحمل غيابي عن البيت وهذا اقدره جدا وبالذات لزوجتي.
س: وكلمة اخيرة منك؟
سلمان: انا انسان طموح جدا واطمع واطمح ان يكون عشرات سلمان سالم واتوجه لاي شاب او صبية يريد تلقي استشارة ودعم في مجال المبيعات والتسويق وأقول لهم ان بابي مفتوح لهم دائماً واسعد بمساعدتهم، اذا كان اي استفسار لطريق النجاح انا مستعد ان انصح وارشد واساعد الطموحين وانصحهم بالتحلي بالصبر والمثابرة واستعمال العقل وليس العواطف لانه لا مكان للمشاعر في عالم التجارة، حتى ننجح يجب ان نفكر مليا قبل القيام باي عمل. وختاما طبعا اود ان اتوجه لكم بالشكر على هذا اللقاء وكلي امل