اسرائيل كعادتها تمارس افعال الخسة والندالة، وتقتل خمسة من خيرة الشباب المصري المرابضين على الحدود مع هذا الكيان الصهيوني الحقير، وهذه المرة لم تكن الآولى فطوال ثلاثون عاما اذاقنا فيها النظام السابق مرارة الذل والخضوع وإخراس اي صوت ينادي بوقفة حازمة تجاه هذه البلطجة والإجرام المتواصل من اسرائيل، لكن ألم يغير الله الحال، الم تشتعل الثورة المصرية في الأساس لاستعادة حقوق المواطن قبل الوطن، الم تكن هذه الثورة هي المنبر للدفاع عن كرامة الانسان المصري في الداخل والخارج.
لقد تشدق السياسيين والمسئولين الحكومين في مصر ما بعد الثورة، وتعالت الأصوات في البرامج التلفزيونية والاحاديث الصحفية عن مصر ما بعد الثورة، وتخيلنا اننا نعيش اليوم عصرا جديدا يحترم فيه الانسان المصري في كل زمان ومكان، لكن ومع أول اختبار حقيقي لمسئولي ما بعد الثورة نكتشف ان مصر قبل الثورة تساوي مصر ما بعد الثورة، لا فرق إلا في الكلام الذي هو أصلا لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به.
تخبط غير مسبوق في مجلس الوزراء المصري وبيان يخرج باستدعاء السفير المصري، ثم احاديث ومصادر يقال انها موثوقة تؤكد على ان هذا البيان خرج بطريق الخطأ، وان الحكومة المصرية لم تستدعي السفير المصري في اسرائيل وهو ما أكدته وزارة خارجية الكيان الصهيوني انها لم تتلقى طلبا باستدعاء السفير المصري، هل آن الآوان لنترحم على ايام مبارك حينما استدعى السفير المصري من اسرائيل في احداث الانتفاضة، فمبارك رجل اسرائيل الأول، سحب السفير المصري في يوم من الايام، وعصام شرف الرجل الذي أتى من عباءة الثورة يتخوف من هذه الخطوة ويقرر ثم يتراجع.
كيف ننظر لمصر المستقبل وهي تمضي في طريق الماضي، بنفس الأسلوب والمنهج والفكر، هل نتخيل ان تتقدم مصر وتنال حريتها واستقلالها ونحن نسير على درب المخلوعين، كيف لنا ان نرفع رؤوسنا ونعمل وننتج ونجتهد في ظل نظام هو ظلا للنظام السابق ليصبح الاختلاف الوحيد بين مصر ما قبل الثورة ومصر ما بعد الثورة هو اسماء النخبة الحاكمة، لا تغير في الفكر ولا في التوجه، لكي الله يا مصر من فشل الى فشل ومن تخبط الى تخبط، جاءت الثورة لينفس الشعب المصري بعضا من همومه فقط لا ليحصل على حريته وكرامته كما كنا نظن، ماذا علينا ان نفعل أكثر من ذلك، قمنا بالثورة ومن بعدها التظاهرات ومن بعدها الاعتصامات حتى نبني مجتمعا أساسه العدل والحرية والكرامة، أما العدل فالمحاكمات العسكرية للمدنيين أطاحت به، واما الحرية فلم نحصد شيئا منها اذ لا يزال النظام السابق بأزلامه وفلوله يغيم على سماء وطننا، وأما الكرامة فقد أهدرتها اسرائيل في ثوان معدودة على الحدود.
تحية إجلال وتقدير وتقديس لشهداء مصر على الحدود الذين ضحوا بأرواحهم الغالية للأسف بلا ثمن وبلا مقابل، وحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يحكمون الآن والذي يتمسحون في جلباب النظام السابق ويأخذون منه العبرة والحكمة في قيادة هذا الوطن الغالي، خلصنا الله من كل ضعيف جبان، وأنار الله طريق الثورة من جديد.

لمتابعة المقال على الفيس بوك .. استخدم الرابط التالي:
https://alturl.com/yhd26