.. أحسب بل وأجزم أن مهمة وزارة العمل لا تقتصر فقط على اعطاء التأشيرات، ومحاولة توطين الوظائف. فهناك مشكلة العمالة السائبة، وهناك مشكلة العطالة بين الشباب، وهناك قضية فرض التأمين الصحي للمواطنين السعوديين بالمؤسسات الأهلية، وأهم من كل هذا هناك القضايا العمالية التي يندر أن يجد العامل لها حلاً لدى مكاتب العمل بكل أسف.
وبتاريخ الاثنين 19/11/1429هـ نشرت «عكاظ» معاناة الناس والباحثين عن عمل، وأصحاب القضايا من العمال في مكتب العمل بالرياض والذي بشبهه بالكاد وضع مكتب العمل بجدة الذي قد لا يقل كبد المراجعين له عن الوضع في مكتب العمل بالرياض.
وتوضح «عكاظ» صور المعاناة بما جاء في الخبر الذي يقول: «مع كل إطلالة كل فجر جديد تتجدد معاناة المراجعين الذين يجدون أنفسهم مكرهين على المشاركة في سباق ماراثوني على الطوابير يبدأ عند الساعة الثانية فجراً أي قبل أكثر من خمس ساعات عن بدء الدوام في الدوائر الحكومية بحثاً عن أرقام تمكنهم من الاصطفاف أمام المكتب.. وحسب عدد المراجعين فإن هذا الموضوع لم يتغير من فترة طويلة». وأمام هذه الحقيقة التي كشفت عنها «عكاظ» يحق لكل مهتم بالشأن العام أن يسأل عن الواجب الذي تفرضه المسؤولية على وزارة العمـــل ومدى إدراكها لأهميته وإلى متى سيستمر الحال على هذا المنوال؟! فالوضع الذي يكابده مراجعو مكاتب وزارة العمل بالحضور من الساعة الثانية صباحاً لمجرد الحصول على رقم لهو الهول والفاجعة التي دفعت بالمراجعين لمراجعة جمعية حقوق الإنسان حيث يقول خبر «عكاظ» في مستهله: «في الوقت الذي تلقت جمعية حقوق الإنسان عدة شكاوى من مراجعي مكتب العمل بالرياض حول بطء سير الاجراءات المتعلقة بالقضايا العمالية والبيروقراطية المتفشية في تسيير المعاملات حسبما أكده المتحدث الرسمي باسم الجمعية الدكتور مفلح القحطاني ارتفعت أصوات في مجلس الشورى تشير إلى ترهل الجهاز الإداري في بعض الدوائر الحكومية حيث طالب عضو المجلس طلال بكري بإعادة تأهيل النظام الإداري في الدوائر الحكومية التي تعاني من البيروقراطية».
والسؤال الذي يفرض نفسه: أي الدوائــر هي التي لم تصبح البيروقراطية فيها داءً مستديماً؟ وأعود لوزارة العمل التي قال عنها سعادة الأستاذ حسين سجيني في ما قرأته له على الانترنت تعليقاً على خبر «عكاظ»:
ولم أرَ في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام، نحن يا دكتور غازي في عصر الانترنت والعولمة وعصر العالم أصبح فيه قرية، اتلغت المسافات وتناهت الأزمنة، ووزارة التعليم العالي أرسلت الألوف دون مراجعة أي طالب لمكاتبها. ولو بقيت على البيروقراطية لم يُبتعث ولا ثلثهم، أنت من يؤيد الإدارة الدينامكية ومن قال وفعل الكثير كما أبنت في صفحات «من حياتي»، ولا نشك في ذلك ( تكفى يا دكتور فأنت لها وأنعم ).
وأضيف أنا: أن وزارة التعليم العالي ابتعثت على برنامج خادم الحرمين الشريفين عن طريق الانترنت أكثر من 70 ألف طالب لمختلف دول العالم دون أن يحدث هذا الذي حاصل بمكاتب العمل!!