على خلفية العولمة الاقتصادية وانضمام الصين الى منظمة التجارة العالمية يعتقد الخبراء ان الاهتمام بقضية الموارد البشرية فى الصين لم يعد قاصرا على دوائر الاعمال وحدها، وذلك لما لها من تأثير على القدرة التنافسية الوطنية. وذكر تسوى وى جيانغ، وهو اقتصادى صينى شهير، انه على الرغم من سرعة نمو الاقتصاد الصينى الا ان ان ضعف الموارد البشرية يحد نسبيا من قدرة الصين على المنافسة.

وتسوى هو احد الخبراء المشاركين فى المنتدى الدولى للموارد البشرية المنعقد فى بكين حاليا. قال انه بينما جلبت الشركات متعددة الجنسيات تدفقا ثابتا لرؤوس الأموال الى الصين الا انها كثفت من " قبضتها " على الموهوبين المحليين. وقد نبه هذا الصين الى ضعف وعيها بتنمية الموارد البشرية وابرز الحاجة الى خلق نظام لادارة الموارد البشرية ونظام قانونى بهذا الشأن.

وقال تسوى ان دمج الموارد الرأسمالية مع قوة عمل منخفضة القيمة لا يضمن نموا اقتصاديا مستداما. ومن المحتمل ان لا تشهد الصين ابدا تطورا فى قدرتها التنافسية الوطنية ما لم تركز على الاستثمار فى الموارد البشرية وتمنحها اعترافا قانونيا بقيمتها وحماية لها على نحو ما تفعل من اجل جذب الاستثمار الرأسمالى. وحذر من انه فى حالة استمرار الصين فى المنافسة بقوة عمل منخفضة التكلفة بينما تقوم الدول الاخرى بتعزيز مواردها البشرية فان الفجوة الرقمية سوف تشهد توسعا متزايدا مما يتسبب فى انخفاض القدرة التنافسية الوطنية.

وقال تسوى ان المؤتمر الوطنى السادس عشر للحزب الشيوعى الصينى افصح عن وجود اتجاه واضح لبناء نظام وطنى للموارد البشرية طبقا للمبدأ الذى يقول ان " العمل ورأس المال والتكنولوجيا والخبرة الادارية والمدخلات وعوامل الانتاج الاخرى تسهم فى توزيع الدخل طبقا لمساهماتها . "

واستطرد قائلا اعتقد ان هذا المبدأ سوف يساعد على تربية وتنمية الموارد البشرية فى البلاد والحفاظ عليها فى المستقبل. (شينخوا)