مواقف التحفيز من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة:
- كان الرسول صلي الله عليه وسلم يحرض المؤمنين على القتال قبيل غزوة بدر قائلاً"والذى نفس محمد بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة" وقال وهو يحضهم على القتال:"قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض"، وحينئذ قال عُمَيْر بن الحُمَام: بَخْ بَخْ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما يحملك على قولك : بخ بخ ؟" قال : لا، والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: "فإنك من أهلها". فأخرج تمرات من قَرَته فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتى هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل. رواه مسلم 2 /139 (الرحيق المختوم).
- استخدم الرسول صلي الله عليه وسلم التحفيز في جميع مجالات الحياة وفي مختلف الظروف استثاره لهمم الأفراد لتحسين أدائهم وإتقانه والفوز في الدنيا وبالآخرة.
- تحفيزه صلي الله عليه وسلم لسراقة بن مالك يوم الهجرة وهو يريد أن يلحق به مرة والثانية والثالثة فحفزه بأن له سوارَى كسرى إن رجع وترك الرسول صلى الله عليه وسلم. مع أن الله حَمَي رسولَه منه.
- تحفيزه صلي الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم بأن يعطيهم من الغنائم ومن عطايا بيت مال المسلمين تحفيزا لقلوبهم ليدخلوا الإسلام.
- التحفيز المعنوى من الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال لبني عبد الدار يوم فتح مكة وهو يعطى عثمان بن طلحة مفتاح الكعبة:"خذوها خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم، يا عثمان، إن الله استأمنكم على بيته، فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف" رواية بن سعد فى الطبقات.
- وفي اتفاقه صلي الله عليه وسلم مع الأنصار بأن يهاجر إليهم فإن نصروه ستكون لهم الجنة وأكد صلي الله علي وسلم لهم ذلك يوم فتح مكة عندما ادخل الشيطان في عقولهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد يتركهم ويلتف حول عشيرته وأهله فقال لهم صلوات الله عليه موعدكم معي عند الحوض يوم القيامة يذكرهم بوعده لهم زيادةًً فى التحفيز.
- الرسول مع الصحابة عندما كان يحسن صحابى عمله كان يلقبه بلقب حسن فقد لقب خالد بن الوليد سيف الله المسلول.
- يقول عليّ رضي الله عنه في خطاب وجهَه إلى أحد الولاة: لا يكون المحسن والمسيء عندك بمنزلةٍ سواء, فإن فى ذلك تزهيدا لأهل الإحسان, وإساءة لأهل الإساءة وألزم كلا منهم ما ألزم نفسه: أي أن علي يعاملهم كما أمرهم أن يعاملوا الناس.
- يقول عمر بعد توليه الخلافة: فمن يحسن.. نزده، ومن يسئ..نعاقبه.
أنواع التحفيز:
تحفيز معنوى
(كأن تقول لأحد قام بشيء أحسنت, أتقنت, جزاك الله خيرا يكون هذا تحفيزا له علي الاستمرار والإتقان، أو لو فعلت كذا سيكون لك مكانة عندي أو سيكون لك مكانه في المنظمة، كذلك فإن تحديد هدف واضح وإيجابى ومؤثر للعمل يعتبر تحفيزا معنويا.
تحفيز مادى
مثلما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع سراقة بن مالك ومثل أن أن تقول لشخص إن أتقنت هذا العمل فلك أجر إضافى.
تحفيز أخروى
مثلما فعل النبي كان يقول لأحدهم إن فعلت كذا لك الجنة والأمثلة على ذلك كثيرة فى القرآن والسنة.
تحفيز دنيوى
مثلما فرعون مع السحرة.
أهمية التحفيز للقائد:
الانضباط والجدية
إن الثواب الذي يعطيه القائد لمن يحسن عمله والعقاب الذي يرصده للمخالف منهم يؤدى إلى انضباط وجدية من يقود.
رضا العامل وثقته
الاتفاق علي الأجر قبل بدء العمل يضمن رضا العامل، والوفاء الفوري بأجره يؤدى إلى ثقته واطمئنانه مما يضمن أنه يقوم بالعمل على أكمل وجه.
العدل والإنصاف
العدل والإنصاف فى الثواب والعقاب يؤدى إلى رضا واطمئنان جميع من تقود.
الضبط
العقاب يؤدى إلى تقليل الأخطاء ومنع العصيان.
التشجيع
بدون الثواب سيتساوى من يجيد عمله ومن لا يجيد وذلك يسبب تزهيد للمجيدين فى إجادة العمل لأنه لا يوجد عائد أو تمييز.
أمثلة عملية على التحفيز:
فى المصانع أن يقوم المدراء بعمل تقييم شهرى للمهندسين وأن يقوم المهندسين بعمل تقييم آخر للفنيين ويحتوى التقييم نقاط مثل الالتزام والحضور والابتكار وحسن التعامل مع الآخرين ثم إثابة المتفوقين بشكل معنوى مثل أن تذكر إجادة المتفوق أمام الآخرين وأمام المدير العام ليقوم بتحفيزهم مادياً.
إعطاء حافز مادى فى حالة القيام بعمل مرهق وطويل وإعطاء أجازات.
فى البيت منح هدية للابن المتفوق أو وعده بنزهة إذا كان حسن السلوك مع الضيوف مثلا.
توبيخ الطفل بالضرب الغير مبرح أو بالقول أو النظر أو بمنع شيئاً اعتاده مثل الحلوى فى حالة قيامه بفعل خاطئ وإرشاده للفعل الصحيح.
المعاتبة بين الأزواج ولكن السب والضرب الشديد ليس من الإسلام فى شئ.
فى أماكن العمل أن يقوم المدراء بالتقدير المعنوى مثل حسن المعاملة وذكر محاسنه أمام الآخرين والتحفيز المادى بالمكافآت.
تحفيز الطالب المتفوق بالمدح وبجوائز رمزية.
شروط التحفيز:
عدم المقارنة
يُرعى فى التحفيز عدم إثارة الحقد والكره وذلك بعدم مقارنة المعاقب بمن هو أحسن منه لأن هذا يسبب له الحقد وإنما نوجهه ناحية ما يجب فعله دون ذكر الآخرين.
عدم المغالاة
يجب عدم المغالاة فى التكريم لكى لا يتسبب هذا فى غرور أو تكاسل الشخص المثاب.
التقييم المستمر
يجب وجود تقييم دائم ووقوف دائم على المستوى.
مراعاة تاريخ العاملش
يجب مراعاة تاريخ العامل الحسن عند معاقبته فى حالة الخطأ وذلك بتخفيف العقاب.
العقاب سرى
جعل العقاب سرى بين القائد وبين المخطأ حتى لا يشعر بإهانة تجعله يكره العمل فيما بعد إلا فى حالة تماديه واستحقاقه لعقاب علنى وكى يكون عظة لغيره وكذلك فى حالة تعمده الخطأ.
فالقائد الواعي هو الذي يتفهم شخصيات مرؤوسيه ويحفز كل منهم علي قدر متطلباته واحتياجاته كما فعل القائد محمد صلى الله عليه وسلم وقد كان رسول الله يفعل هذا مع صحابته ويعامل كل فرد منهم علي قدر عقله وعلي قدر متطلباته النفسية.
ومازال للحديث بقية .....