اقتصاد المعرفة
عبد الرحمن تيشوري
شهادة عليا بالادارة
نعلم أن القوة العسكرية كانت هي الحاسمة في عصر الزراعة، وأصبحت القوةالاقتصادية هي المهيمنة في عصر الصناعة.أما اليوم أصبحت المعرفة وتطبيقاتهاالتكنولوجية أبرز مظاهر القوة مع التحول إلى مجتمع المعلومات واقتصاد المعرفة.أيننحن من مجتمع المعرفة؟ ومن هذا التطور العاصف للعلم والتكنولوجيا؟تفترض الإجابةعلى هذا السؤال تحليل الواقع الحالي لحالة مؤسسات إنتاج ونشر المعرفة:1. التعليم:يواجه نشرالمعرفة صعوبات عديدة أهمها قلة الإمكانات المتاحة للأفراد والمؤسسات والتضييق علىحريات أنشطتها. فرغم زيادة عدد المسجلين في مراحل التعليم وازدياد عدد الجامعات مايزال التعليم يعاني من مشكلات كبيرة.كمياً لم يتماستيعاب كل الأطفال في التعليم الأساسي مما يعني استمرار تفشي الأمية وخصوصاً بين الإناثكما أن نسبةمن ينتقلون إلى المراحل التعليمية الأعلى ما زالت منخفضةأما علىمستوى نوعية التعليم فما زال يعاني من تدني نوعيته ومن ضعف العلاقة التي تربطهبسوق العمل الأمر الذي يقوض واحداً من الأهداف الأساسية للتنمية البشرية المستدامةوهو الارتقاء بنوعية حياة البشر وتعظيم قدرات الناس.ومن المعروفأن العتبة الدنيا الضرورية للحاق بمجتمع المعرفة والمعلومات تقضي التخلص من الأميةالأبجدية وتخفيض الأمية التكنولوجية إلى مستوى 20 % على الأقل من مجمل السكانإضافة إلى معالجة حالة الأمية الثالثة...ماهي الأمية الثالثة؟أمية التفكيرالإبداعيالإبداع§هو الإتيان بشيء جديد §تحقيق إنتاج جديد ذي قيمة من أجل المجتمع §قدرة الفرد أو الجماعة على إنتاج أفكار وحلول جديدةوغير مألوفة استجابة لمشكلة أو موقف مثير
هل الإبداع “ حاجة “؟

حاجات فسيولوجية ( الطعام والشراب والهواء )
حاجات الأمــن ( الطمأنينة والأمان وغياب الأخطار )
حاجات الحب ( الانتساب - الانتماء )
حاجات الاحترام ( انجاز ، قبول، استحسان ،تقدير)
حاجات تحقيق الذات
( تحقيق الفرد لامكانياته ) *الابداع *



التنظيم الهرميلحاجات الإنسان (هرم ماسلو)
سماتالمبدع
§الثقة §متعدد الميول
§لا يحب الروتين §القدرة على التحليل
§مثابر لا يستسلم بسهولة §يحب التجربة والمحاولة
§التأمل والتفكر §التنافس والتحدي
§يوجد أكثر من حل §يملك قدرة على تحمل المسؤولية
§يكره العمل في تنظيمات صارمة §قادر على فهم الآخرين
§يهتم بالأشياء الغريبة §واسع الأفق ودائم التساؤل
معوقاتالإبداع
§الشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس §التركيز على ضرورة التوافق مع الآخرين
§الجهل والابتعاد عن طلب العلم §القيود المفروضة ذاتياً
§ضعف الهمة §التقيد بأنماط محددة للتفكير
§الخجل §التسليم الأعمى للافتراضات
§انعدام التشجيع §التسرع في تقويم الأفكار
§قتل روح الإبداع §خوف المشارك من سخرية الآخرين
§عدم استشعار المسؤولية §عدم الاستفادة من الوقت
وهذا يتطلبإعادة النظر نقدياً في المكونات الرئيسية لنظام التعليم أي السياسات التعليميةوأعضاء هيئة التدريس والمعلمين إضافة إلى تحسين شروط عملهم يجب مراجعة المناهجالدراسية والمقرراتوهذا يشملمدخلات العملية التعليمية التي ستؤثر بصورة مباشرة على نوعية مخرجات التعليمفالاستثمار في مناجم العقول هو الاستثمار الأمثل والأكثر جدوى وفاعلية وديمومةالأمر الذي يتطلب تحول جذري في الإنفاق على التعليم والبحث العلميمع التأكيدعلى رفع كفاءة رياض الأطفال واستقدام مشرفين مؤهلين وعلى سويات علمية عالية ومدربةلتنشئة الأجيال على حرية التفكير والإبداع والتميز والتأكيد على جودة نوعيةالتعليم لنصل إلى تعليم فاعل ومتميز بالكفاءة والجدير بالتقديرفالاعتمادعلى أسلوب التعليم الإبداعي الذي يتجاوز أسلوب الحفظ والتلقين يكون فيه دور الطالبأساسياً حيث يطلب إليه القيام بالتحليل والبحث واستنباط الحلول اعتماداً علىالمعلومات فضلاً عن تشجيع التفكير الحر المستقبل بوصفه أحد مكونات التعليم النوعي.غاياتالتعليم:· إكساب المعرفة· التكيف مع المجتمع· تنمية الذات والقدرات الشخصية· ضرورة إعداد إنسان العصر لمواجهة متطلبات الحياة في ظلالعولمة
(تعلم لتعرف – تعلم لتعمل – تعلم لتكون – تعلم لتشاركالآخرين)
المبادئالأساسية التي تضمن إستراتيجية تطوير التعليم:المبدأالإنساني: تأكيد مكانة الإنسان في نظام المجتمعالمبدأالديموقراطي: تنمية التعاون بين المواطنين، والمساهمة في خير المجتمعمبدأ التربيةللعلم: ترسيخ العلم لدى المتعلم منهجاً ومحتوى والإسهام في البحث العلمي.مبدأ التربيةللعمل: الربط بين الفكر والعمل وإعداد المتعلم لمطالب العمل وتطوراته المستقبلية.مبدأ التربيةللحياة: توثيق الصلات بين التربية والمجتمع، وتمكين المتعلم من التطور باستمرار.مبدأ التربيةالمتكاملة: تربية شاملة متوازنة لجميع الجوانب، متصلة من المهد إلى اللحد.مبدأ الأصالةوالتجديد: تنمية الابتكار، والتمسك بخير ما في الماضي في صلته بالحاضر والمستقبل.مبدأ التربيةللإنسانية: وحدة الجنس البشري والمساواة بين شعوبه، والأخوة والسلام والتعاونالدولي2. المستوىالتعليمي للقوى العاملة في سوريا:50% منالموظفين السوريين لا يتعدى تحصيلهم العلمي المرحلة الثانوية بما في ذلك الشهادةالإعدادية والابتدائية والملمين بالقراءة و الكتابة. في حين تبلغ نسبة المعاهدالمتوسطة 31% من المجموع. بينما يحمل 17% من هؤلاء الإجازة الجامعية. ولا تتعدىنسبة حملة الماجستير والدكتوراه 02%ويعزى انخفاضالمؤهلات بالكادر الحكومي إلى منافسة القطاع الخاص الذي يستقطب الخبرات والكوادرالبشرية المدرّبة بالنظر إلى ما يقدمه من حوافز مادية، وهنا نؤكد على أهمية مراجعةمعايير آليات التوظيف، وإعداد خطط واستراتيجيات تمكننا من الاستفادة من المؤهلاتوالخبرات العالية في إطار العمل الوظيفي.دلت الأبحاثأن كل سنة في الكلية تزيد الدخل بمقدار 10 ـ 15% في أمريكا، بالمقابل تزيده بحوالي3.5% في القطاع العام في سوريا، فهذه النسبة المنخفضة لمساهمة التعليم في زيادةالدخل، أضعفت حافز التعليم العاليإضافة إلىالاهتمام بعملية التدريب والتأهيل المستمر للعاملينوعلى الرغممن إحداث مديريات تدريب وتأهيل بكافة إدارات ومؤسسات القطاع العام ورصد 3% منالاعتمادات الاستثمارية لعملية التدريب وتنمية الموارد البشرية إلا أن هناك صعوباتومعوقات تعترض أن يقوم التدريب بدور فعال في تحسين أداء المؤسسات ورفع مستوىالخدمات المقدمة منها:· ضعف ثقافة التدريب بالمجتمع بشكل عام.· عدم وجود الحافز على التدريب إضافة إلى عدم ربط المسارالتدريبي بالمسار الوظيفي.· عدم ترابط التدريب مع سياق العمل في الدوائرمثال:الوثائق بواسطة الحاسوب غير معتمدة في سوريا لعدم وجود قانون التوقيع الالكتروني3. مؤسساتإنتاج المعرفة (البحث العلمي):يصل عددالعلماء والفنيين في الدول المتقدمة إلى 4 علماء ولكل 1000 من السكان، فإنه لايتجاوز عالم واحد لكل 1000 من السكان حسب تقرير التنمية البشرية لعام 1997. كمايشير تقرير التنمية الإنسانية العربية الثاني للعام 2003 إلى نسبة قريبة وهي 371لكل مليون من السكان مقابل 979 لكل مليون من السكان أي أقل من المعدل العالميبكثيروباعتبارالبحث العلمي والتطوير أحد أهم المؤشرات على إدراك أهمية المعرفة في صياغةالمستقبل:إن الولاياتالمتحدة الأمريكية تتصدر دول العالم من حيث قيمة الإنفاق على البحث العلمي بمبلغقدرة 179 بليون دولار، تليها اليابان بقيمة قدرها 133 مليار دولار ثم ألمانيا 55مليار دولار، ثم فرنسا 36 مليار دولار وأخيراً إنكلترا بمبلغ 22 مليار دولار.وتعود نسبة ضخمة من الإنفاق على البحث العلمي إلى قطاع الأعمال والشركات الكبرىفالمداخلالأساسية للوصول إلى اقتصاد المعرفة:الارتقاءبمؤسسات نشر المعرفة (المدارس والجامعات) ووسائل الإعلام والترجمة ودعم مراكز الأبحاثوالتأليف ودعم الحائزين على براءة اختراع ورفع نسبة المشاركين في نشر العلموالتطور التقاني.لدينا طاقاتإبداعية كبيرة مهدورة بسبب غياب المناخ المناسب الذي يضمن الحريات البحثيةوالأكاديمية، وضعف العمل المؤسساتي في ميادين إنتاج ونشر المعرفة.تشكل الحرياتالأكاديمية والمناخ البحثي الملائم عوامل جذب الكفاءات والعقول التي تهجرمجتمعاتنا وتذهب إلى جامعات الغرب ومراكز أبحاثه،فضلاً عن الإغراءات الماديةوالتسهيلات والتجهيزات التي توفرها تلك المجتمعات، وذلك مقابل عوامل النبذ وفقدانالخبرات وما ينجم عنها من ظاهرة هجرة الأدمغة "Brain drain" بكل ما تسببه من إهدارللموارد البشرية وخسارة يصعب تقدير قيمتها الفعلية4. الواقعالهامشي على خارطة مجتمع المعلومات العالمي:إن عددالمواطنين الذين يمتلكون القدرة على الوصول والنفاذ إلى الوسائل الإعلاميةوالمعلوماتية الحديثة ما زال محدوداً. فضلاً عن الفجوة الرقمية "Digital Gap" التي تفصل بين من يمتلك المعلومة وإمكانية توظيفها وبين منيمتلكها بشكل جزئي ولا يسيطر عليها . ويكفي أن نقارن بهذا الصدد بين ما يمتلكهالعرب من مواقع إنترنت وأجهزة حاسوب بوصفها من المؤشرات الأساسية المعبرة عنالفجوة الرقمية، لنكتشف محدودية قدرتنا على الوصول إلى تقانات المعلوماتوتطبيقاتها.فمقابل كل18عربي من كل 100 من السكان يمتلكون حاسوباً يبلغ المتوسط العالمي 78.3. ولا يزيدنصيب العرب من مستخدمي مواقع الانترنت عن 0.5 % بينما يشكلون 8% من إجمالي سكانالعالم.هذا إلى جانبالقيود المفروضة على الشبكة من قبل الحكومات، وقضايا الأمية ومعرفة اللغاتالأجنبية، وخصوصاً الإنكليزية إضافة إلى تكاليف الخدمة، ما يعني أن قطاعاً واسعاًمن المواطنين ما زال خارج دائرة القدرة على الاستفادة من التقنيات الحديثة وأنالاستخدام الحالي لها ما زال نخبوياً إلى حد بعيد.تبشر الحقبةالقادمة من تطور المعرفة عموماً والعلمية منها بشكل خاص بتأثيرات ونتائج سوف تكونأعمق وأشمل وأبعد غوراً من كل تلك الحقب التي سبقتها. ومن الواضح أننا على أعتابثورة علمية أخرى. حيث تتضاعف المعرفة البشرية كل عشر سنوات. وقد أنتج العقد الأخيرمن القرن العشرين على سبيل المثال معرفة علمية أكثر مما خلفه التاريخ البشريبأكمله. هذا فضلاً عن تضاعف قدرة الإنترنت مرة كل عام وتضاعف قدرة الكومبيوتر كلثمانية عشر شهراً. وفي كل شهر تحمل لنا عناوين الصحف والمجلات العلمية أخباراًجديدة في مجال الاتصالات واستكشاف الفضاء والكمبيوتر والبيولوجيا.نحن أمامفرصة وتحد بنفس الوقت فالمستقبل ليس مكاناً نذهب إليه بل خياراً نصنعه بأنفسنااعتماداً على كيفية استثمارنا لطاقاتنا وقدرتنا على الاستفادة منها.لذلكفاللعمل من اجل اقتصاد معرفي سوري او اقتصاد سوري متطور خلال عشرين عاما ...فاننانعتقد مايلي:1_لايمكن البدء باي علاج قبل ان نعرف المرض بدقة وبالتالي يسهل وصف الدواء بدقةفالمرحلة الاولى يجب ان تكون تشخيص الواقع السوري بكل مفرداتهوفيها يتم مايلي:*تحويل الجامعات ومكاتب الدراسات والاستفادة من الخارج بما يلزم الى مراكز بحثلقراءة الواقع السوري قراءة معمقة.*تحديد السلبيات والايجابيات *وضع برنامج متكامل للاصلاح (اولويات ,حلول , بدائل) وتقديمه لاصحاب القرار على شكل سناريوهات لاتخاذ القرار الوطنيالمناسب عبر مشاركة كل شرائح المجتمع عبر حوار وطني واستفتاء شعبي.*البدء بالمواضيع الاكثر الحاحا و اولوية.2_والتي نعتقد بانها ستكون المرحلة الثانية:والتينظن من اهم محاورها الاساسية:اصلاحسياسي يضمن للجميع حرية الراي والتعبير والمشاركة في القرارات الوطنيةاصلاحالجهاز القضائي لاحلال دولة القانون والمؤسسات والذي يضمن اطلاق حرية الفكر والعملوالاعتقاد وهذا يشكل البيئة الناسبة لللاصلاح.اصلاحاليات البحث العلمي ( مناهج , تشريعات , موازنة , الية صرف)وممكنان يسير مع هذه المرحلة بشكل موازي وهادئ ومتوازن اجراء تحولات بنيوية فيالاقتصاد.... نعتقد منها:1_اعادة ترتيب وتصحيح مسيرة القطاع الخاص السوري 2_اصلاحالقطاع العام السوري ويشمل ذلك الاستغناء عن الشركات الخاسرة والتي لا امل مناصلاحهاوالعمل على اصلاح الشركات التي تقبل الاصلاح مع دعم وتعزيز الشركات الرابحة....( حيث يمكن دعم النوعين الاخيرين من بيع النوع الاول)3_دعم المكونات الاساسية الاستراتيجية للاقتصاد السوري (زراعة , صناعة , تجارة)/ان الانفتاح السريع والغير مدروس على الخارج وقبل تمكين المؤسسات والاداراتالوطنية .. يحمل مخاطرة ... لان القوي هو دائما المستفيد الاكبر..../