إن البناء التنظيمي للمؤسسة قد يتأثر إلى حد كبير بنوعية التقنية المستخدمة . لكننا سنرى فيما يلي أن عناصر في البيئة المحيطة تمارس أحيانا قدرا من التأثير و الضغط على آليات العمل للمؤسسات , فتؤثر في طرائق عملها وتنظيمها . و من الأمثلة على هذه العوامل الظروف الاقتصادية, وحاجات المؤسسة, ووفرة المواد الأولية, وتوافر القوى البشرية العاملة. وفي هذا الصدد قام ( لورنس , ولورتش ) بتطوير نموذج موقفي لبناء تنظيمي يتناول كيفية ملائمة التنظيم للظروف البيئة المتغيرة , وأكدا أن قدرة المؤسسة على التلاؤم مع الظروف المتغيرة تعتمد إلى حد كبير على عمليتين هما : التمايز , و التكامل . و يشير التمايز إلى أجزاء المؤسسة الواحدة و ما بينها من فوارق, الأمر الذي يجعلها معقدة لأنها مركبة من أجزاء عديدة, و متباينة. وهنا لابد من أن نضع بالاعتبار عدد المؤسسات الفرعية التابعة, و ما لدى القادة من توجيهات, إستراتيجية , بالإضافة إلى أهداف المؤسسة . أما التقارب و التكامل, فيشير إلى مقدار التعاون بين أقسام المؤسسة وفروعها و إدارتها, وفعاليته. وكلما أصبحت البيئة المحيطة أكثر عرضة للتغيرات العاصفة , زادت المؤسسة ما لديها من تمايز و تكامل لتجعل من تركيب وضعها الداخلي , وتعقيده أمرا مناسبا لتركيب الوضع الخارجي المحيط .
ومن أبسط الأمثلة على ما نقول : مؤسسة بيع بوساطة البريد لديها ثلاثة مراكز فقط . نجد في المركز الأول مدير المؤسسة و صلاحياته أعلى من صلاحيات من يشغلون المركزين الآخرين . وتتضمن مسؤوليات المدير اختيار شراء السلع و البضائع التي سيتم بيعها , كما انه المسؤول عن الشؤون المالية . أما المركز الثاني , فعمله خدمة التسويق , لأن مسؤولياته تشتمل على تصميم الإعلانات الخاصة .