اتخاذ القرار الفعال بمثابة شق قناة في الأرض لتعبر من خلالها المياه؛ فتروي الأرض وتنبت الزرع وتسقي جميع المخلوقات، والناجحون في كل زمان ومكان هم أولئك الذين شقوا قناة حياتهم، فأثمرت نجاحًا وتميزًا، شعارهم في ذلك قول هانيبل، ذلك المحارب الأسطوري: (إما أن نجد الطريق، أو أن نصنع واحدًا)، وصنع طريق النجاح والسير فيه هو جوهر أهمية القرار الفعال. وبالعودة إلى قصة جاك ويلش مرة أخرى، نرى أن قراراته الجريئة منذ يومه الأول في إدارة شركة جنرال إلكتريك كانت سببًا رئيسيًّا في وصول تلك الشركة إلى القمة، فقد اتخذ قرارات بإغلاق العشرات من المنشآت التابعة للشركة، والتي كانت تمثل عبء يثقل كاهلها، ثم قام بدمج مئة ألف عامل في الشركة في عملية تصفية، والتي شملت ما يقارب أربعئمة مخطط بارز كانوا مثار فخر للشركة، فقد ذهبوا وذهبت معهم المناهج التي صنعوها، والتي كانت تعرقل أداء الشركة بشكل كبير، وأغرقت عملياتها في دائرة بيروقراطية مفرغة، وبالفعل في أقل من عشرة سنوات أصبحت شركة جنرال إلكتريك في مصاف أكبر الشركات العالمية كشركة مايكروسوفت وجنرال موترز وغيرها.