على سبيل المثال، اذا كان المنتج هو قطعة ملابس، فإنه يمكن غزل القماش من واحد من خيوط عديدة مثل القطن، الصوف، الحرير الصناعي ، النايلون ، ... إلخ. أو ربما من خليط منها أو من غيرها من الخيوط. ماهي النسبة التي ينبغي ان تستخدم من كل خيط؟ مالذي يمكن تحقيقه من خلط نوعين أو أكثر منها؟ هل سيتحمل بعضها أكثر من الآخرين أو يتقبل الصباغة أكثر من الآخرين؟ هل سيكون احدها قابلا للغسل أكثر من الآخرين؟ وهكذا.
ومنذ هذه اللحظة، ينبغي ان يكون المشترى واعيا لاحتمالات تطوير صفات مميزة مزيدة تهم الزبون يمكنه ان يطورها في قطعة الملابس ولايكون لدى منافسه قدرة عليها. وبعد تحديد المواد الخام التي تستخدم في المنتج النهائي، ينبغي ان تهتم بكيفية مداركة هذه المواد الخام بالطريقة الأكثر اقتصادا. وإذا كانت المادة الخام صوفا، فعليه ان يعرف بعض المعلومات عن تكلفة رعاية الأغنام، وتكلفة قص صوف الأغنام ونقله وتنظيفه وخلطه وغزله ونسجه ... إلخ.
وإذا كانت المادة الخام قطنا، فعليه ان يعرف تكلفة زراعة القطن، ليس فقط ماتكلفه ولكن أيضا ماينبغي أن تكلفه، وكذلك بالنسبة لمعالجته، مثلا، كيف ينقل الزارع القطن إلى المجلح ؟ ماهي حالة آلات الجلح ؟ هل هي جديدة وحديثة وذات كفاءة؟ هل تعمل وردية 8 ساعات في اليوم أو تعمل 3 ورديات في اليوم ؟ وهنا ايضا ينبغي أن يعرف تكلفة الصباغة والغزل والنسيج والتشطيب. وإذا كان لدى النسَّاج 100 مردن وآلة تشطيب واحدة، فهل تكفي سعة آله التشطيب لإضافة 10 مرادن أخرى، إلخ؟
وينبغي ان تكون لديه معرفة عملية بتفصيل وقص وخياطة الملابس التي تصنع من هذه الخيوط.
وعليه أيضا ان يبذل جهدا ليعرف مايمكن توقعه بالنسبة لتكاليف العمالة المباشرة وغير المباشرة والتكاليف الإضافية في مراكز التكلفة المختلفة في سلسلة عمليات التصنيع.
وبكونه دارسا لمنتجه، يكون المشتري في وضع يمكنه فيه ان يتخذ قرارات هامة – من هو المصنِّع الأكثر مناسبة ليكون شريكه في التسويق؟
ومعرفة كل منهما بقدرات الآخر والاحترام المتبادل بينهما مصحوبين بخبرة مهنية، ضرورية حتى يمكن للشريكين ان ينزلا إلى السوق سلعة جديدة بنجاح. ويكون لدى المصنِّع وتاجر التجزئة نفس الهدف المشترك ، الحصول على ربح عادل وفي الوقت نفسه إرضاء الزبون.