أن مفتاح نجاح أول منتج لمنشأة جديدة عالية التكنولوجيا هو مدي تحقيق مواصفات المنتج للغرض منها، هل صمم المنتج ليصلح لأغراض عامة ويمكن بيعه لشرائح أسواق متنوعة كثيرة، أو هل هو منتج متخصص مصمم لشريحة سوقية معينة ( يطلق عليه منتج رأسي ) ؟ أن اختيار الإدارة يعتبر عاملاً أساسيـــاً في تحديد كل من إمكانية المنشأة على النمو وطبيعة المخاطر التي تتعرض لها المنشأة ككل في المستقبل. وفيما يلي سيطلق على المنشآت التي تطبق مدخل منتج أغراض عامة منشآت تتوجه للمنتج وعلى المنشآت الأخرى التي تطبق مدخل منتج متخصص لشريحة سوقية معينة منشآت تتوجه للسوق.
واختيار المدخل يعتمد جزئياً على بعض عوامل أخري سيتم مناقشتها فيما لي ـ ومنها بصفة خاصة قدرات وبعد نظر الفريق المؤسس وطبيعة التكنولوجيا ومرحلة تطور السوق. والاستراتيجية الخاصة بكل منتج تحتاج إلى موارد مالية مختلفة وقدرات مختلفة لفريق الإدارة. ونظراً لأن الموارد التي تتاح لمنشأة جديدة هي، في العادة، المعرفة التكنولوجية والتسويقية للمؤسسين بالإضافة إلي قدر ما من التمويل ( عادة يكون محدوداً)، فإن اختيار الاتجاه فيما يتعلق بالمنتج يتأثر كثيراً بالصفات المميزة للفريق المؤسس، وأهمها هو التعليم وقاعدة الخبرة.
وفي حالات كثيرة، لا تتوفر للمؤسسين فرصة للاختيار على هذا الأساس، بسبب إن طبيعة التكنولوجيا هي التي تحدد القرار الخاص باستراتيجية المنتج، فمثلاً في منشآت التكنولوجيا الحيوية، يكون تحديد استراتيجية المنتج في منتهى الصعوبة. وذلك لأن التكنولوجيا التي تطبقها المنشأة الصغيرة غالباً ما تتطور بسرعة عليها أن تتبعها أينما ذهبت ويتعذر عليها أن تعرف المال مقدماً ما سيؤول إليه أمرها. وعلى ذلك فإنه يتعذر عليها إن تختار تكنولوجيا تستهدف الاقتصار على كوات صغيرة في السوق. ومايتطلبه ذلك من أن تكون هذه التكنولوجيا قادرة على تمكين المنشأة من أن تصنع منتجاً يناسب كوة صغيرة في السوق. ومرحلة تطور السوق هي الأخرى مهمة لأنه يصبح من الصعب تطوير منتج أغراض عامة فور نمو السوق زيادة عن حجم معين، وكلما كان دخول السوق متأخراً، كلما زاد التوجه نحو المنشأة التي تتوجه للسوق.