ان إخفاق المنشآت البادئة عالية التكنولوجيا في تحقيق الأهداف الابتدائية للمبيعات غالباً ما يرجع إلى عدم التعرف الصحيح على الزبائن، الذي قد ينتج عن فشل هيئة الإدارة في تقسيم السوق إلى شرائح، وتوجيه مواردها التسويقية المحدودة تبعاً لذلك، وذلك حتى لايتشعب الجهد في حملات إعلان وتوفير مندوبي بيع مما يترتب عليه زيادة في ميزانية الإعلان.
والتقسيم إلى شرائح على أساس الزبائن المحتملين ليس هو المشكلة الوحيدة حيث يمكن عادة إيجاد حل له بدون صعوبة. أما المشكلة الأكبر التي تواجهها المنشآت عالية التكنولوجيا في البداية فهي التعرف على الزبائن الذين تكون تكنولوجيا منتجاتها اكثر مناسبة لهم. ويبدو ان الأمر يحتاج إلى قدر معين من إجراء تجارب في السوق وخاصة حيث يكون هناك تكنولوجيا جديدة وأسواق جديدة في سبيلها للبزوغ. ان كثيراً من المنشآت عالية التكنولوجيا الناجحة واجهت عددا من البدايات غير الناجحة في أيامها الأولى وكان عليها ان تحول تركيزها التسويقى اكثر من مرة.
والمنشآت التي تمسكت بشدة باختيارها الأصلي لقاعدة زبائنها على الرغم من عدم كفاية حجم مبيعاتها لهم ستجد نفسها بسرعة في أزمة مالية. وبينما يعتبر التركيز المبكر على الزبائن خاصية للمنشآت البادئة عالية التكنولوجيا الناجحة، إلا أن دراسات حالات عديدة بينت ان الأسواق الجديدة يصعب التنبؤ بها، وان الشركة الجديدة ينبغي ان تكون مرنة فيما يتعلق بالاهتمام بالسوق البديلة، مع مراعاة عدم توزيع مواردها المحدودة توزيعاً منتشراً يضيع عليها الفرصة لاختراق أي سوق.