أوضحت دراسة حديثة أن مقداراً ضئيلاً من التمارين بما يوازي 150 دقيقة في الأسبوع يمكن أن يقلل مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 14%. أما الأشخاص الذين يمارسون التمارين لأكثر من 300 دقيقة بالأسبوع يمكنهم أن يقللوا مخاطر الإصابة بمشاكل القلب مثل الأزمات القلبية والخناق وجراحة الدعامة بنسبة 20% بالمقارنة بمن لا يمارسون التمارين على الإطلاق.
والمقصود بالتمارين المعتدلة هو أي نشاط بدني مثل صعود السلم أو ممارسة رياضة المشي بعد العشاء أو حتى لعب المساكة مع الأطفال في الحديقة.

"ممارسة القليل من النشاط البدني أفضل من لا شيء وممارسة الكثير بالطبع يحقق نتائج أفضل" صرح كاتب الدراسة يعقوب ساتلمير دارس الدكتوراه بكلية الصحة العامة بجامعة هارفارد عندما قام بالدراسة ومدير البحوث والاستراتيجية بمنظمة Dossia بكامبريدج والتي تهدف لتحسين صحة الموظفين مع تقليل تكلفة الرعاية الصحية.

في هذه الدراسة التي نشرت في الصفحة الإلكترونية لجريدة Circulation قام ساتلمير وفريق البحث بتحليل نتائج 33 دراسة قيمت الفوائد الصحية للتمارين الرياضية.
ولأسباب غير مفهومة أظهرت السيدات استفادة أكبر من ممارسة التمارين البدنية عن الرجال.

بينما يتمثل الحد الأدنى لأداء التمارين البدنية 150 دقيقة بالأسبوع في الدليل الإرشادي الأمريكي فإن فريق البحث وجد أن الأشخاص الذين يقومون بأقل من ذلك (75 دقيقة بالأسبوع) تقل لديهم مخاطر الإصابة بأمراض القلب بشكل معقول بالمقارنة بالأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة علي الإطلاق.

"إذا لم تكن تقوم بأي نشاط على الإطلاق عليك بممارسة بعض التمارين مثل السير لعشرة أو 15 دقيقة مرتين إلى ثلاث مرات بالأسبوع. أما إذا كنت تفعل ذلك فلم لا تزيد من ذلك"، صرح باري فرانكلين مدير برنامج منع أمراض القلب بمستشفى William Beaumont.

والنشاط البدني المعتدل يتمثل في السير السريع أو تنسيق الحديقة أو لعب التنس أو ممارسة الرقص. بينما يتمثل النشاط العنيف في العدو والسباحة وصعود التل أو القفز بالحبل. ولم يقم الباحثون بتحليل ما إذا كان النشاط العنيف أفضل من ممارسة الرياضة المعتدلة لتحسين صحة القلب أم لا.

وقد أشارت دراسة سابقة للفوائد التي لا تحصى لممارسة النشاط البدني فهي تقوي القلب وتحسن من كفاءة الرئتين كما يقول فرانكلين.

فالأشخاص الذين يتمتعون بلياقة بدنية يكون لديهم ضغط دم منخفض ومعدلات نبض جيدة. كما يمكن للتمارين أن تزيد من حساسية الشخص للأنسولين وهو الأمر الذي يمنع الإصابة بالسكري ويمكن أن يزيد من الكولسترول الجيد في الدم.

بنما تشير دراسات أخرى إلى فوائد ممارسة التمارين البدنية في تقليل علامات الالتهابات التي تلعب دوراً في الإصابة بنوبات القلب وقد تقلل من قابلية الشخص للإصابة بالجلطات التي تؤدي للأزمات القلبية والسكتة وتقلل من مخاطر عدم انتظام إيقاع القلب.

إلا أن الباحث يعود ليؤكد أن ممارسة التمارين البدنية ليست العامل الوحيد الذي يمنع الإصابة بأمراض القلب الذي يمثل السبب الأول للوفاة في الولايات المتحدة. فتناول طعام صحي والحفاظ على وزن طبيعي للجسم مع تجنب الضغوط والحفاظ على مستوى ضغط الدم والكولسترول عند المعدلات الطبيعية كلها تلعب دورا في صحة القلب.

بالإضافة لبرامج التمارين التقليدية يمكن للشخص ممارسة النشاط البدني أثناء يومه. فهناك دراسة حديثة تؤكد تأثير النشاط البدني الخفيف في تحسين صحة القلب مثل السير داخل المراكز التجارية للتسوق أو صعود ونزول الدرج أو تنظيف المنزل. فالنصيحة التي يؤكدها الباحثون تقول: "تحرك أكثر واجلس أقل".