في ليلة ثلج كنت و صديقي نفترش الأرض بداية لم يكن أحدنا يشكو البرد كنا طفلين و كتلك البراعم التي تتسلل من بين جذوع الشجر و كحمرة الورد كنا ننتظرسويا أن يجف الثلج و تبتل الأرض إلا أن الشمس لم تصحو بعد ، طال الليل فظننت بأنه سوف يشعر بالملل وخجلا منه حدثتني نفسي لربما أزعجته صبرا و انتظارا فقررت أن ألمس يده قبل أن أغادر المكان بصمت ،،
يا إلهي إنها شديدة البرودة خلت أنها كذلك بفعل الثلج الذي يحيط ببيتنا الخشبي الرطب نظرت إليه بشوق و خوف و حزن لماذا لم أتمكن من القرب ؟ لماذا أرقد إلى جانبه أنتظر مبادرته بالتودد ؟ قد شارف الليل على الرحيل ولم أحاول أن أدنو منه أكثر بأنفاسي حتى أكسب يديه الدفء ؟ لماذا أتوقع الحب و القرب ؟ فلم يبد لي حركة تلفت بصيرتي إليه ولا همسة تشد إصغائي حتى أنني لم أسمع هدير أنفاسه ، ذهاب الليل بات وشيكا و لا شيئ سوى الصمت و نومه العميق بعمق وشمعة تحترق ضوءا و بقايا رداء قد منحني إياه ليكسوني دفئه فلا تجتاح مرقدي رعشة فقد تجمد جسدي انتظارا
عندها قررت ألا أنتظر اقتربت إلى جسده المبلل فقد كان قبل أن يجيئ الليل يبحث عن قطع خشبية لتحترق داخل موقدنا الملطخ بالرماد ، أخذت أنفاسي تصطدم بخده و صوتي المنتظر عبر أذنه لأستجدي منه أن يستيقظ قد مللت الانتظار لم يصغ إلي قد أخذه عمق النوم مني بدأت أهز بخفة كتفه المتصلب لم يستيقظ بعد و لم يبد لي أي اهتمام نهضت من جانبه ظنا بأنني قد أغضبته قبيل نومه تناولت ما تبقى من شمعتنا وضعتها إلى جانبه حتى أتمكن من رؤيته خفت قليلا أن لا أراه مجددا فقد تسكت الشمعة بعد لحظات قلت سرا لعل القلب ينبض لي فالجسد لا يعنيني تسللت يدي خلسة بين ازرار قميصه المبتل فلم يحرك ساكنا يا قسوة الحظ خرجت من أعماقي نسمة آه بطريقة خاطئه أودت بنور الشمعة قد أظلمت الدنيا و مات صديقي بردا لأجلي وما زلت أنتظره في لحظة تودد ، صرخت متوجها إلى حيث الباب خرجت بصوتي المدجج بالآلام و رفيف الدمع يندلع من مدمعي صرخت وجعا قد مات صديقي في انتظارى صاحت من حولي الريح لتحمل في طياتها صقيع سيحتل المكان أخذت أركض قد زاد تجمد قدماي توقفت و عدت أدراجي فلم يسمعني غير نحيب السماء أنا أنتظر الآن النهار دنوت منه للمرة الأخيره اسدلت عليه ما تبقى من ستائر و حاولت مرارا أن أكسبه دفء جسدي حتى أصبحت لا أشعر بنفسي تقوقعت كالجنين ارتعش خوفا إلى أن جاءت الطبيعة تاخذني لألبي حاجتها بغفوة عميقة استيقظ صديقي شاحب النظر فقير الجسد ظن بأنني كنت نائما طوال ليلتنا إلى جانبه بدفء تمسك بيدي لم يرد إيقاظي أخذ يقبلها بحراره لقد تجمدت فقدت الاحساس انها يدي المتسلله قبلا الى قلبه كنت أظن أنه مات لم أكن أعلم بأن يدي سبقته موتا لذلك لم أتمكن من عد نبضاته السريعه الاهتمام صرخ معاتبا برد الحال لقد مات و هو ينتظر.