ما زال الحديث عن أزمة البطالة يتردد في وسائل الإعلام حيث أنها أزمة تتفاقم بإستمرار وتعاني منها معظم دول العالم ، ولكن من أصعب الأمور مواجهة هذه الأزمة المتشعبة من زاوية واحدة وننسى أو نتناسى باقي الزوايا بدون حل.

ففي الدوامة الأولى من أزمة البطالة كان الحديث عن الجاليات المقيمة الدائمة بالمملكة وتأثيرها السلبي على سوق العمل وفي هذه الدوامة الثانية نستعرض مجموعة أو شريحة من المجتمع أعدادهم في تزايد مستمر ويؤثرون على سوق العمل بسبب ماذا ؟

بسببنا نحن حيث أننا طلبنا منهم أن يكونوا عاطلين عن العمل ، طلبنا منهم أن يُكملوا دراستهم متفوقين وفي تخصصات متنوعة تتناسب مع متطلبات سوق العمل ويبقوا في منازلهم، هذه الشريحة تطمح لخدمة هذا الوطن بكل جهد ولكن للأسف طلبنا منهم الجلوس في منازلهم مجهولي الهوية لا جنسية لهم بسبب أن والدتهم من بنات هذا الوطن بينما والدهم أجنبي ، هذه الشريحة من مجتمعنا التي لا تستطيع تقديم خدماتها لهذا الوطن بسبب عدم حصولهم على الجنسية أليست من أسباب إرتفاع نسبة البطالة ؟؟ ..

ألم يوصينا الإسلام بالأم وأنها الأساس في كل شيء ؟؟ فلماذا نعامل أبناء الأمهات الذين أوصانا بهم الإسلام بهذه الطريقة ؟؟ ..

ألم تستوفي هذه الشريحة جميع متطلبات الحصول على الجنسية ؟؟
أليسوا قادرين على المشاركة في دفع عجلة التنمية بالمملكة ؟؟
تتكرر الدراسات واللجان لمناقشة مشاكل سوق العمل وأزمة البطالة وسعودة الوظائف و التوطين ولكن المؤسف أن تتم مناقشتها من منظور وزاوية واحدة ونتجاهل باقي الزوايا .

هل الحل الأمثل في أزمة البطالة بالمملكة هي فقط سعودة الوظائف ؟؟
ألا ينبغي مشاركة جميع شرائح المجتمع في سوق العمل العام والخاص ؟؟
لماذا تتم دراسة أزمة البطالة من زاوية سعودة الوظائف في القطاع الخاص دون النظر إلى حاجة وتنوع شرائح المجتمع ؟؟
أليس في عدم إشراك هذه الشريحة في سوق العمل زيادة في أعداد العاطلين عن العمل ؟؟؟

ألم يحن الوقت بعد لتشكيل لجنة من الجهات المعنية لدراسة وضع هذه الشريحة الكبيرة الموجودة بالمجتمع ووضع حلول نهائية لإشراكهم في سوق العمل في القطاع العام والخاص ؟؟

فإشراكهم في سوق العمل وتوظيفهم بالشكل المناسب وفق نهج معين سيكون له الأثر الإيجابي على باقي خطط توطين الوظائف وسعودتها فهذه الشريحة جزء لا يتجزأ من كيان المجتمع وسوق العمل شئنا أم أبينا فلماذا لا نتعامل معهم ومع عقبات سوق العمل بشفافية ؟؟

فمن العجب العجاب رؤية أم لأبنائها مجهولي الهوية رغم كونها من بنات هذا الوطن وممن ساهمن في دفع عجلة التنمية والعمل بالمملكة .

أزمة البطالة في المملكة شائكة وتحتاج إلى توضيح لكل جوانب هذه الأزمة والتعامل معها بجد من أجل إيجاد حلول جذرية لتجنب تفاقم هذه الأزمة .
نأمل رؤية لجان عمل فعلية لدراسة جميع أسباب البطالة بمنتهى الشفافية !! .
نسأل الله السلامة ...
بقلم .. مازن صوفي