إن التطور السريع في الصناعية والإدارية والخدمية ، وانخفاض عمر المنتج من عدة سنوات إلى عدة شهور بسبب دخول المعلوماتية في عملية ا لأتمتة، والتوسع الكبير في اعتماد اتفاقية التجارة العالمية، أدى إلى خفض الطلب علي اليد العاملة، وإن اسطورة رخص الإنتاج في بلدان العالم الثالث لم تعد مقبولة اليوم، فالصناعات الحديثة المؤتمتة تحتاج إلى أعداد صغيرة جداً من العاملين.
أن أجورهم الإجمالية توازي أو تقل عن كتلة الأجور التي تدفع للجموع الكبيرة من العمال، التي تحتاج إليهم الصناعات غير المؤتمتة الشكل (2)، رغم الانخفاض الكبير لأجور هؤلاء العمال. ناهيك عن عزوف معظم الشركات عن استخدام عدد كبير مـن العمال، تفادياً لحساسية العلاقات العمالية وأثرها على إدارة الإنتاج.

أثر عصر المعلومات على نوعية الموارد البشرية المطلوبة:إن دخول المعلوماتية ا الصناعية في بداية الثمانينات، وتوسع ذلك في التسعينات، أدى إلى رفع الحد الأدنى لسوية العامل الذي يقف خلف الآلة، أو يراقب عدد من الآلات المبرمجة، بحيث يتطلب منه الإلمام بـ:
ـ لغة برمجة أو أكثر.
ـ الحاسبات ومواصفاتها الأساسية وطرق تشغيلها.
ـ التحليل العددي والإحصائي.
ـ التنظيم الصناعي.
ـ لغة أجنبية أو أكثر.
ـ متخصص في مجال محدد من الصناعة وقادر على التحول بسرعة إلى مجال آخر.
ـ قادر على التفاعل مع المصمم على شبكة حاسوبية.
وهذه المؤهلات لا تتوفر بمقاييسنا الحالية، إلا بخريجي المعاهد المتوسطة كحد أدنى، وضمن برامج موجهه، ويبين الشكل ( 3 ) تطور التأهيل المطلوب من لعامل الإنتاج.
وفي الوقت نفسه الذي تتطلب التقانات الحديثة زيادة في المؤهلات العلمية للعاملين خلــف الآلات ( ذوي الياقات الزرقاء )، قلت إلى حد كبير سنوات الخبرة العملية المطلوبة – الشكل ( 4 ) ـ، وباختصار قلت المهارات اليدوية والخبرة الشخصية المطلوبة على حساب زيادة سنوات الدراسة اللازمة للعمل.
ينسحب ذلك على جوانب الحياة الأخرى للعاملين في التصميم والإدارة والخدمات واللغات المتعددة وما شابه ذلك.