إن مداخل الإدارة التي يمكن بها التعامل مع تلك المتغيرات التي تأتي بها الألفية الجديدة وخاصة العولمة ، لا تخرج عن كونها واحدة من أربعة أساليب متاحة أمامها هي

اللامبالاة والتجاهل

وكأن الأمر لا يعنيها فالأمور تجري في أعنتها وما يجري على الساحة لا يخصها، إنه أسلوب الإهمال وعدم الاكتراث واللامبالاة . إنها تضع رأسها في الرمال متجاهلة ما يدور حولها ، وكأن تلك المتغيرات ستصيب غيرها أما هي فبمنأى من كل ذلك . وخطورة ذلك الأسلوب أنها وفجأة ستجد نفسها محاطة بدوامة من القيود والتعقيدات والتحديات أطبقت على كل ما فيها . ووقت لا ينفع الندم إنه منطق التبلد.

التسليم

فالإدارة هنا وسيلتها الخضوع ورفع الراية البيضاء لمنافسيها وتقر وتعترف بأنه ليس أمامها إلا التسليم بالأمر الواقع . فليس في الإمكان أبدع مما كان ، وهذا نصيبها وهذا قدرها وعليها أن تسلم بنصيبها وبقدرها ، إذ ليس في مقدورها إلا أن تستسلم لهذه المتغيرات إذ ما باليد حيلة .إنه منطق العجز .

التكيف

ووسيلة الإدارة وفقاً لهذا المدخل هو القبول بهذه المتغيرات ولكن ليس التسليم كلية له وإنما بتعديل أوضاعها وفقا لهذه المتغيرات وتحاول أن تستفيد من الفرص التي قد تخلفها تلك المتغيرات وأن تدني الآثار السلبية بقدر الإمكان إنه مدخل السفينة الجانحة التي تتأرجح وفقا لفعل الأمواج ، لا تحاول أن تضع نفسها أو أن يكون لها دور في رسم صورة المستقبل ، إنها تتكيف مع الأوضاع .اللهم مكنني من قبول ما لا أستطيع تغييره

المواجهة

وهي مدخل القوة ، مدخل الصلابة ، التعامل الجريء مع المتغيرات ، البعد عن الهروب والاستسلام والتكيف ، ولكن مواجهة تلك المتغيرات وتطويعها لاستغلال ما بها من فرص مفيدة وتدنية ما بها من معوقات وتحييدها إن لم يكن إلغاء آثارها تماماً .للهم اعطني الشجاعة لتغيير ما يجب تغييره، وأعطني الصبر لقبول ما لم يمكنني تغييره، وأعطني الحكمة للتمييز بين هذا وذاك

الآن .. نداء لقادة المنظمات

واتتك فرصة لدعاء مستجاب بإذن الله ، ولكن عليك أن تختار دعاء واحد فقط من بين الأدعية الآتية فأيها تختار ؟

اللهم اعطني الشجاعة لتغيير ما يجب تغييره

اللهم اعطني الهدوء لقبول ما لا يمكن تغييره

اللهم إني لا أريد إلا أن آكل عيش

اللهم اعطني الشجاعة لتغيير ما يمكنني تغييره واعطني الهدوء لقبول ما لا يمكن تغييره واعطني الحكمة للتمييز بينهذا وذاك

اللهم اعطني الشجاعة لتغيير ما يجب تغييره واعطني الهدوء لقبول ما لا يمكن تغييره واعطني الحكمة للتمييز بين هذا وذاك

إذن .. هو مدخل المواجهة

ليس هناك من بديل للإدارة التي تعمل على تحقيق أهدافها إلا الشجاعة في مواجهة المتغيرات المحيطة بها والمتربصة بها . علينا بالمواجهة لتحديد الفرص التي تفيدها والحد من الآثار السلبية للمتغيرات الأخرى المعرقلة لمسيرتها

يبقى التساؤل .. كيف ؟

كيف يمكن للإدارة المواجهة ؟ وما هي أسلحتها وأدواتها وعتادها الذي تدخل به هذه المواجهة ؟ . إن الإدارة لديها العديد من الأدوات التي يمكن أن تتسلح بها في هذه المواجهـة ، ويمكنها أن تلجأ إليها جميعاً ، أو أن تختار منها حزمـة مناسبة تتفق مع ظروفها .