لكي تكون أهدافك دقيقة، فإنه ينبغي أن تنطبق عليها خمسة معايير، وإلا فإنها ستكون مجرد أمنيات:
  • محددة.
  • قابلة للإنجاز.
  • مرتبطة بزمن.
  • مرنة.
  • قابلة للقياس.
بالمثال يتضح المقال:
فعندما تقول مثلًا: "أريد أن أكون ملتزمًا دينيًا"، فالالتزام بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله هدف عظيم، ولكنه هدف بالغ العمومية، ولا يمكن قياسه؛ لذلك لابد للوصول إليه من تقسيمه إلى أهداف محددة يمكن قياسها.
لهذا فإنه يمكن أن تقسمه على عدد من الأهداف المحددة، التي تكون في مجموعها هذا الهدف العظيم، دعنا نأخذ حفظ القرآن كمثال لهذه الأهداف، التي تصلح أن تكون هدفًا يحقق الالتزام المطلوب، وتنطبق عليه في ذات الوقت المعايير الخمسة السابقة، فحفظ القرآن هدف محدد وقابل للإنجاز.
ولو حددت له مدة سنتين مثلًا، لربطته بزمن يساعدك أيضًا في إمكانية قياس التقدم والتأخر وقربك وبعدك من تحقيقه، وهو أيضًا هدف مرن، تستطيع أن تسرع فيه وتبطيء، حسب ما يتاح لك من إمكانات، وما يعرض لك من ظروف.
دعنا نأخذ مثالًا آخر: "أريد أن أكون عالمًا"، هذا الأمر لا يعتبر هدفًا، بل هو مجرد أمنية لا تنطبق عليها معايير: الوضوح، وقابلية الإنجاز، والقياس، والارتباط بالزمن التي تضمن الوصول إليها؛ لذلك فإنه لابد من وسيلة أخرى لكي تتحول هذه الأمنية إلى هدف يمكن تحقيقه، من خلال هذه المعايير الخمسة التي ذكرنا.
وأولها تحديد "العلم" الذي تريد التميز فيه، فتقول مثلًا: "أريد أن أحصل على شهادة الدكتوراه مثلًا من جامعة كذا، في الاقتصاد الإسلامي، خلال 6 سنوات"، هنا حددت هدفًا يمكن قياسه بالحصول على الشهادة، وربطته بمدة زمنية محددة معقولة، يمكن إنجازه خلالها.
مثال آخر: "أريد أن أكون من كبار رجال الأعمال"، هذا أيضًا ليس هدفًا، وإنما أمنية، ولتتحول هذه الأمنية إلى هدف، فإنه ينبغي أن تقول: "أريد أن أملك مؤسسة عقارية مثلًا برأس مال مليون ريال، خلال 5 سنوات".
هنا أيضًا حددت هدفًا يمكن قياسه بالحصول على المبلغ المعين، وربطت تحقيق هذا الهدف بمدة زمنية، بقي فقط أن تقرر، إن كان هدفك هذا قابلًا للإنجاز خلال المدة الزمنية التي ألزمت نفسك بها، بما يعطيك المرونة الكافية للتطبيق أم لا، لتعرف ذلك، فإنك تحتاج إلى تحديد موقعك المالي الآن، وهو محور السؤال الثاني، الذي سنتحدث عنه المرة القادمة.