كثير من أهدافك المادية متغيرة متبدلة، حسب ما تمليه عليك ظروف الحياة بين الحين والآخر، وحسب ما يسنح لك من فرص، وما يعترض سبيلك من عقبات، ولا شك في أنك تشاركني الرأي في أن التعنت وعدم المقدرة على تغيير الاستراتيجيات حسب المعطيات المستجدة، هو تغير عن المسار الصحيح؛ لذلك تعلّم أن تراجع قائمة أولوياتك، ودرجة إلحاح بنودها، ومقدار أهميتها بين فترة وأخرى.
ومن المهم هنا التنبيه إلى أن المرونة في اقتناص الفرص وتغيير الاستراتيجيات، عندما تستدعي ذلك الظروف هو عين الحكمة، ولكن ينبغي أن لا يؤدي ذلك إلى خلل في بوصلة النجاح، وفقدان القدرة على معرفة الاتجاهات.
والآن، ماذا بعد الكلام؟
هذه بعض الخطوات لكي تبدأ في إدارة أولوياتك، وهي كالآتي:
  1. حدد أولوياتك جيدًا:
تعلم كيف تصنع جدول لنفسك، يحتوي على مهماتك وما تود القيام به، كما في الجدول السابق، مع مراعاة التعامل معه بمرونة؛ بحيث يلائمك شخصيًا، كما أنبه على ضرورة عمل حساب للمقاطعات المفاجئة، وأؤكد على الالتزام بعمل المهام كما رتبتها بالجدول، والانتهاء من المهمة قبل الانتقال إلى التي تليها ...وهكذا.
  1. ركز جيدًا فيما بين يديك:
لا تسمحللشرود بأن يأخذ من ذهنك مأخذًا، إذا بدأت في مهمة ما فاعمل على إنجازها كاملة، فإذا ما زارك الشرود وأحسست بالسرحان، فذكِّر نفسك بثمرات الانتهاء من هذا العمل، وحاول جاهدًا أن تكون أقوى من دواعي الكسل والخمول التي تزورك، وتراودك عن إنهاء مهتك.
  1. تعلم قول لا:
تعلم أن تتفوه بها أمام كل من يريد أن يضيع وقتك، ويقتطع منه بدون وجه حق، انتبه قبل أن تقول نعم وتزحم جدول أعمالك بأشياء غير ذات أهمية، ولا تقلق خشية غضب من تقول لهم لا، بعد وقت سيتفهمون أسلوبك، وفي النهاية أنت الرابح من قول لا.
  1. لا تكرر المجهود:
من الآن برمج نفسك على عدم تكرار الأمر أكثر من مرة، فإذا بدأت في عمل لا تدعه إلى ما سواه.
  1. التخطيط المنطقي:
قبل أن تبدأ بالتخطيط، رتب أوراقك جيدًا، وكن واقعيًا في تحديد أهدافك ومخططاتك، كن منطقيًا في تحديد الأوقات الكافية لكل عمل، وقم بتقسيم المشروع الكبير إلى مشاريع صغيرة، ونفذه جزء، جزء، إلى أن تنتهي منه تمامًا.
  1. تعامل بقوة مع المناسبات الاجتماعية:
المناسبات الاجتماعية بوابة هامة للتعرف على الناس، والانفتاح على الآخر، لكنها كذلك أحد أهم مضيعات الوقت، إذا لم نتعامل معها بشكل جدي وحازم؛ لذا كان من الأهمية بمكان أن تنظر إلى الحدث الاجتماعي نظرة متفحصة؛ فهناك مناسبات يمكنك الاعتذار عنها بدون أضرار، وهناك من يمكنك إرساله لينوب عنك، وهناك مناسبات قد تحضرها وتستأذن بعد وقت قصير، المهم ألا تجعل هذه المناسبات تغرقك في بحرها.