ومثلكم أنا! قرأت وعلمت أن هناك قرارا تبنـّـته هيئة السياحة، ويقضي بتعيين السعوديين على وظائف الاستقبال والمحاسبة في الفنادق والشقق المفروشة! وأن التجديد لهذه المؤسسات تم ربطه بإنفاذ القرار وسعودة الوظائف، حسبما تردد، براتب شهري لا يقل عن أربعة آلاف ريال شهرياً!

لا أدري! ولكني ربطت فوراً بين القرار، وما صحبه من صخب إعلامي، وبين قرار تثبيت معلمي المدارس الأهلية من السعوديين على راتب لا يقل عن خمسة آلاف ريال شهريا، وتسجيلهم في الضمان، وتزويدهم بتأمين طبي... إلخ! هل تذكرون هذا القرار؟ وهل تذكرون ما انشغلت به الصحف والإذاعات الرسمية مع بداية العام الدراسي من تلقٍّ لشكاوى المعلمين والمعلمات الذين أكدوا أن أحداً لم يلتفت لهم وأن القرار لم يطبق وأن الرواتب لا تزال تراوح عند أرقام ''البخشيش''!

وبهذا الربط، تخيلت أننا سنكون مطالبين باكتشاف الفروق الخمسة بين القرارين. وكأنهما متجاورون في رسم كاريكاتوري! فهل سيتفاعل قطاع الفنادق، بأنواعه، مع القرار بما يتناسب وأثره الوطني؟ خصوصاً بعد معضلة ''حافز'' والأثر الإحباطي الذي تركه في الآلاف نفسها!

ولو تغاضينا عن الفنادق، لأنها قليلة ويمكن التفتيش على كادرها الوظيفي بشكل أسهل من سواها، فكيف سنتصرف و''نتفتّش'' على الشقق المفروشة التي تشكل نسبة 75 في المائة من قطاع الإيواء السياحي؟! وهل لو تصرفنا وفتشنا على كل (عمارة) واكتشفنا ألف متلاعب، فهل التاجر عاجز عن ابتكار حلول مثل (الموظف السعودي ''مصخّن'') أو (المحاسب السعودي أثبت كفاءة عالية فنقلناه للإدارة العامة في بيت المعزّب)!

ما سبق ليس سوداوية بقدر ما هو حماس لرؤية القرار حقيقة ماثلة للعيان! وللحقيقة فقد اكتفيت من كثرة خيبة الظنون، ولم أعد أندفع بابتسامة ترسمها حرفية الخبر الإعلامي المبهرة في النبوءة.. والمخجلة في النتائج. ولكن من باب النصيحة.. والنصيحة بـ ''فندق'' أحياناً! أقترح على الإخوة التجار من ملاك الفنادق الصغيرة والشقق المفروشة ما يلي:

تخصيص غرفة للموظف السعودي، وهذا لن يكلفكم شيئا! والغرض هو استدعاء الموظف/ المواطن حال حضور مفتشي هيئة السياحة دون الحاجة للجوء للأعذار أعلاه. فمثلاً، تكون الغرفة 606 (ستة - زيرو - ستة) مخصصة لإقامة الموظفين السعوديين. لماذا؟ لأني أعلم أن الملاك سعوديون، ولكن الإدارة في الغالب أجنبية، وبما أن هذه الصناعة تدر الملايين على عدد من المستثمرين السعوديين وشركائهم الأجانب، فنحن لن نقف في طريق استقدام أقارب المستثمر الأجنبي، بل سنعمل فقط على دعم أبنائنا في فرصتهم الجديدة.

الأمر الآخر هو، إتاحة الفرصة لتعريض (عيالنا) لخبرة الفندقة التي قد تحيل بعضهم إلى مليونير! وهذا ما حصل مع أبو شافي، الله يرزقه، عندما أحال عمارته في أحد أحياء الرياض إلى شقق مفروشة. واستحال من مديونير بسبب الإعمار إلى مليونير بسبب الفندقة، واستبدل ''الددسن'' بـ ''لقزز'' نهاراً.. و''بنت ــ لين'' ليلاً! والبت - لين هي نموذج للمركبة الفارهة التي تتخذ من الصناعة اليدوية معتقداً لتحقيق أترف صور اللين والنعومة.. إنها الـ ''بنتلي''.. سيدة المخملية المتنقلة! الرجل حبيب جداً.. لكن مشكلة أبو شافي.. أنه لا يرغب حالياً في السعودة!

*نقلا عن صحيفة الاقتصادية السعودية.