لا تزال المنظمة بسيطة، وتمتلك عددًا محدودًا من الموظفين الذين يتم مراقبتهم من خلال مدير مبيعات أو رئيس العمال، ولا يتخذ أحدهما أي قرارات رئيسية بشكل مستقل، بل يقوم كل منهما بتنفيذ أوامر واضحة ومحددة صادرة من المالك.
يظل تطور النظام الإداري في أضيق الحدود، وينحصر التخطيط الرسمي ـ في أفضل الأحيان ـ من خلال التنبؤ المالي، الهدف الرئيسي هو البقاء، ولا يزال المالك مرادف للعمل.
في هذه المرحلة، قد تنمو المؤسسة حجمًا وأرباحًا بما يتيح لها الانتقال إلى المرحلة التي تليها (النجاح)، أو يمكن ـ كما في كثير من الشركات ـ أن تظل في هذه المرحلة لبعض الوقت حتى تجني أرباحًا إضافية عائدة على الاستثمار ورأس المال، وفي نهاية المطاف قد تنتهي الشركة إذا تخلى المالك عنها أو تقاعد.
محلات (الأم والأب) [مصطلح اقتصادي يطلق على الشركات العائلية الصغيرة التي تقتصر على أفراد العائلة أو عدد قليل من الموظفين المساعدين لهم] هي المثال المعبر عن هذا النمط، فهي شركات لا يمكنها بيع منتجاتها بشكل مخطط، ولكن بعض هذه المؤسسات قد تتمكن من تطوير نفسها بحيث يمكن بيعها بخسارة قليلة، أو قد تفشل تمامًا وتتوارى عن الأنظار.

مثال توضيحي:
بدأ لوني بيسون عمله الخاص في مجال الهواتف, فأسس شركة فونلينك, كانت فكرة لوني بسيطة؛ حيث أنه أقام بنفسه جسرًا إلكترونيًا ما بين شبكتي الهواتف داخل كل مدينة, وباستخدام حاسوب بسيط, برمجه لوني ليكون حلقة الوصل بين الشبكتين, بدأ لوني تقديم خدماته, موفرًا فرصة الإتصال بين مدينتي سياتل وتاكوما المجاورتين, بسعر رخيص وثابت بغض النظر عن طول مدة المكالمة, كان هذا السعر يعادل تكلفة الدقيقة الواحدة بالنظام العادي.
أراد لوني الدعاية لخدماته الجديدة, ولذا حين عرض عليه أحدهم إرسال دعاية إلى صناديق بريد 10 آلاف شخص مقابل 300 دولار, وافق لكنه دفع له نصف الثمن على هيئة مكالمات مجانية, والنصف الآخر على صورة شيك بنكي, لم يصرفه الرجل إلا بعد يومين, لحسن حظ لوني! بعد توزيع الدعايات, بدأ لوني في تلقي 10-15 اتصالًا في اليوم, واستمر هذا الرقم في التصاعد دون توقف.
قاوم لوني كل أسباب إنفاق المال, فهو برمج بنفسه تطبيقًا لمحاسبة المتصلين, جعله يعمل على ذات الحاسوب في ساعات الليل المتأخرة, التي عادة ما شهدت أقل معدلات اتصال, وبدلًا من استخدام طابعة غالية الثمن لطباعة الفواتير, استخدم ست طابعات رخيصة التكلفة أدت له ذات الوظيفة.
كان مبدأ لوني بسيطًا للغاية, يوجزه بالقول: رفضت إنفاق أية مبالغ تفوق المال الذي أكسبه, وهو استمر على هذا النهج, ولهذا فشركته ليس عليها أية ديون بسبب الاقتراض, في أول شهر, كان إجمالي قيمة الفواتير 70 دولار, والثاني 3 آلاف دولار, وبعدها اضطر لوني لتأجير غرفة أكبر, ولتوظيف اثنين من الموظفين ليقابل زيادة حجم الأعمال.
بعد مرور عام على بدء النشاط, كانت شركة لوني تحقق عوائد قدرها 100 ألف دولار أمريكي في الشهر! في عام واحد تحول من فقير بائس إلى غني يجمع أموالًا لا يعرف ماذا يفعل بها!
بعد مرور عامين, كان لدى لوني 25 ألف عميل سعيد راض.