إن أي مؤسسة أو حركة اجتماعية تبدأ بمجرد حلم جميل، وهذا الحلم هو الذي يمثل القوة التي تدفع أفراد المؤسسة إلى صنع المستقبل، ومواجهة التحديات.
وأصدق وصف يمكن أن نصف به القائد الناجح أنه صانع المستقبل، وبائع الأمل، فإن القائد المؤثر يضع رؤية واضحة للمؤسسة، ويتخيل الفرص الرائعة الذي سيكون عليه مستقبل مؤسسته، ومن ثم فإن ذلك يدفع بالحماس المشتعل إلى عروقه، وينتقل ذلك الحماس إلى أتباعه، فيدفعهم إلى العمل المتواصل من أجل تحقيق هذه الرؤية.
فالقائد هنا يلعب دور المهندس المعماري الذي يقوم بعمل تصميم للبناية في نموذج مصغر قبل أن يتحقق فعليًّا على أرض الواقع.
لكن وضع القائد للرؤية المستقبلية لن يكون ذا قيمة كبيرة، ما لم يُوجِد لها أتباع متحمسون، يتبعون القائد في سيره بالمؤسسة نحو تلك الرؤية، ولذلك فإن القائد المؤثر يجري عملية توحيد بين أهداف مؤسسته، وبين أهداف وتطلعات المرؤوسين.
(فالقادة هم من يعيشون من أجل بلوغ أحلام الآخرين وآمالهم، ويعملون دائمًا على تمكينهم من رؤية الإمكانات الشيقة التي يحملها لهم المستقبل، إن القادة هم من يقومون بعمل وحدة الهدف أو الغرض، حيث يوضحون للأفراد حقيقة الحلم الذي يأملون فيه، وكيف يكون نافعًا للصالح العام، وهم من يشعلون لهب الرغبة في الآخرين، وذلك بإثارة دافع الحماس لديهم، لاكتمال رؤيتهم وتحقيقها) [القيادة تحد، ص35].
فالقائد الفعال هو الذي (يصوغ الرؤى المستقبلية آخذًا بعين الاعتبار المصالح المشروعة بعيدة المدى لجميع الأطراف المعنية ... ويعبئ الحوافز التي تحرك النواة الرئيسة للعمل من حوله) [181 بطاقة للتميز الإداري، علي حسين العجمي، ص171].
يقول د.وليام:
(ولكي يتمكن القائد الفعال من ذلك فإنه يلجأ إلى الالتزامين: 3، 4:
  1. وضع رؤية للمستقبل، من خلال تخيل الإمكانات المحفزة.
  2. إشراك المرؤوسين في صياغة الرؤية، والتوحيد بينها وبين طموحاتهم وآمالهم الشخصية).