يطلق على هذه الإستراتيجية لفظ SALAMI بالإنجليزية، والذي يعني قطعة اللحم الرقيقة التي توضع على شرائح البيتزا، حيث أن هذه القطعة لا تؤكل مرة واحدة، ولكن تؤكل عادة على مرات، وبلغة أكثر بساطة يمكن أن نطلق على هذه الإستراتيجية اسم"التدرج خطوة بخطوة"، حيث تنطوى على التحرك التدريجي من جانب المفاوض في التعامل مع أهدافه التفاوضية، وذلك خلال فترة زمنية طويلة، وبالطبع قد تكون هناك مقاومة من جانب الطرف الآخر، ولكنها بدرجة أقل بسبب التدرج والبعد عن"الصدفة السريعة".
إن هذه الإستراتيجية لا تسعى إلى التوصل إلى إتفاق أو حل مرة واحدة وبسرعة، ولكن تدريجيًا مثل مناقشة المواصفات في المنتج أولًا والعمل على الوصول إلى إتفاق بخصوصها، ثم الإنتقال إلى الكمية المطلوبة ثم الوصول إلى إتفاق، ثم إلى مواعيد التسليم... وهكذا، وتحتاج هذه الإستراتيجية إلى مزيد من الوقت والحرص على تحقيق الترابط بين أجزاء القضية بالرغم من إتباع مبدأ الفصل في مناقشتها.
يقول د. مصطفي محمود أبوبكر: "يلجأ المفاوض إلى تبني روح التحرك خطوة خطوة نحو الغاية النهائية إيمانًا منه بأن ذلك افضل نفسيا وأيسر عمليًا، كما أنه يدخر الوقت والجهد وشد الأعصاب، ولعل هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق يمثل النموذج الحي على اتباع هذه الاستراتيجية تقريبًا في كل المفاوضات التي أدارها، خصوصًا في المنطقة العربية ولدى توسطه بين العرب وإسرائيل في أعقاب حرب رمضان".
يقول كيفن كين: "إن عملية التفاوض التي تشبه تقطيع"لحم السجق"إلى شرائح رفيعة، هي عملية قد يلجأ إليها المفاوض عندما يفشل في الحصول على كل شئ دفعة واحدة، فهو يريدك أن تعطيه الأمور شيئًا صغيرًا فشيئًا آخر دون أن تشعر وأن توافق على الأمور بنفس الطريقة.
ولكن لمواجهة هذا الأسلوب عليك بإنتهاج الأسلوب نفسه، فهذا التحرك البسيط يكلفهم تكلفة قليلة والتحرك الأكبر يكلفهم أكثر وهكذا.
وهناك أسلوب آخر عادة ما ينتهجه المفاوض المخادع وهو قيامه بإضافات هنا وهناك، فبعد الاتفاق على الأسعار والوصول إلى سعر معين تتم بناء عليه الصفقة، تجد هذا المفاوض يقوم بالإضافات "دمغة ـ رسم بأي مسمى".
عندئذ يرتفع سعر التكلفة بشكل قد يكون مبالغًأ فيه بعد فترة قليلة، إن هذه الطريقة "طريقة الإضافات غير المرئية\ الملحوظة" من أكثر الطرق المستخدمة في عملية التفاوض.
فعادة ما تكون هذه الطريقة غير ملحوظة ومربحة للغاية وميزاتها أن تصبح رخصة لجمع المال إذا ما استقرت دون اعتراض عليها، والعلاج هو الوقوف بحزم في مواجهة أي إنتهاك، والأهم أن تكون متيقظًا أثناء عقد الصفقة، حتى تكون على دراية بالبنود التي سيساء تفسيرها".
يقول جورج فولر: "إن وجه الضعف الرئيسي العام في التفاوض جزءًا بجزء (أو خطوة بخطوة) أنه يتغاضى عن حقيقة أن الاتفاق بأكمله يعد صفقة كاملة، ولهذا فإن هذه الطريقة تعد بالغة الفعالية حين تكون العناصر التي سيتفق عليها بصورة فردية غير ذات صلة في الحقيقة بأي عناصر أخرى يتم التفاوض عليها لاحقًا"، أما إن كانت قضية التفاوض عناصرة مرتبطة ببعض .