تزداد ثقة المرءوسين بمديرهم حينما يرونه يأخذ القرارات ويحل المشاكل بثقة، ولذا فلابد على المدير أن يحسن من مهارته في صنع القرار، وذلك من خلال التركيز على:
  • تحديد الأولويات.
  • التغلب على القيود أثناء اتخاذ القرار الفعال.
أولًا: تحديد الأولويات:
كثيرًا ما يُطلب من المدير صنع عدة قرارات في الوقت ذاته، وهذا الأمر يتطلب تحديد الأولويات؛ حيث أن بعض القرارات تتطلب انتباهًا فوريًّا، ومع ذلك لا تُعتبر ضاغطة أو مُلحة على المدى البعيد، من ناحية أخرى يتم إهمال بعض المسائل الحيوية حقًا بسبب عدم بروزها.
لذا فبعض القرارات الهامة تؤجل على حساب قرارات أخرى ليست على نفس القدر من الأهمية، ومن هنا تبرز أهمية تحديد الأولويات وفقا لخاصتين: خاصة الإلحاح، وخاصة الأهمية، والمدير الناجح هو الذي يحدد الأولويات الملحة والمهمة فيبدأ بالعمل عليها.
عند تحديد الأولويات لابد من تقسيم المسائل المطروحة إلى: (مسائل مهمة مستقبليًّا)، و(مسائل مُلحة حاليًا)، وذلك على النحو التالي:
جدول الأولويات:
المسائل الأساسية عنصر الإلحاح الحالي عنصر الأهمية المستقبلية
تجديد مكاتب العمل كلا كلا
برنامج العطلة نعم كلا
مشاريع جديدة نعم نعم
التأمين والضمان كلا نعم

فبعد دراسة الأولويات، يظهر من هذا الجدول أن المشاريع الجديدة لها الأولوية الأولى من حيث توجيه الانتباه لها، لأن القرار بشأنها مهم وملح.
ثانيًا: التغلب على القيود أثناء اتخاذ القرار الفعال:
عادة ما توجد بعض القيود التي تؤثر على صناعة القرار الفعال، ومن أجل التغلب على تلك القيود، لابد من التعرف عليها أولًا، وهي ستة أسباب:
  1. التوتر وضغوط العمل:
فالمدير حينما يتعرض لضغط ما، يكون في حالة ذهنية غير طبيعية، فيدفعه ذلك لقبول أول فكرة تعرض عليه، دون النظر في باقي الأفكار الأخرى، وقد تؤثر تلك الضغوطات على مشاعره مما يجعله يتخذ قرارات غير صائبة، وخاصة إذا كان المدير من الشخصيات العاطفية الذي يأخذ قرارته بناء على مشاعره، فيأخذ القرار بناءً على قلبه لا على عقله.
  1. اتباع هوى النفس:
فالنفس قد تهوى أمرًا ما ولكن الحقائق لا تؤيد ذلك الأمر، فتجد المدير يجمع الحقائق التي تؤيد هذا الأمر الذي يهواه، ويغض الطرف على الحقائق الأخرى التي لا تؤيد هواه، ثم يتخذ القرار وفقًا لتلك المعلومات التي أرادها، لذا فسعيك لتحقيق وجهة نظرك وإحساسك الخاص قد يجعلك تتخذ قرارات خاطئة.
  1. الخوف:
من أكثر الأمور التي تجعل المدير يتخذ قرارات خاطئة، هو أن يكون قد اتخذ قرارًا فاشلًا من قبل، فالخوف من الفشل يجعله سجين خيلاته السلبية، وذلك يؤكد ما قاله فرانسيس بيكون: (ليس هناك ما يخيف إلا الخوف ذاته).
  1. الغضب:
فالمدير قد يفصل أحد موظفيه حالة غضبه ولكنه قد يندم على ذلك في وقت لاحق، فالمرء عادة ما يأخذ قرارات غير صائبة في حالة الغضب؛ لأنه في حالة الغضب يصدر القرار بناء على حقائق ليس لها علاقة بالمضوع الأصلي.
  1. عدم السرعة في اتخاذ القرار:
فالمدير قد يأخذ كثيرًا من الوقت في التفكير، مما يجعل كثيرًا من الأمور تفوته، ومثال ذلك: إذا أراد المدير أن يحفظ مكان إعلان في جريدة ما، ثم أخذ في تأجيل ذلك الأمر ظنًّا منه أنه بإمكانه أن يفعل ذلك الأمر في وقت لاحق، فيُضيِّع على مؤسسته تلك الفرصة، فعدم الاهتمام بضرورة سرعة اتخاذ القرار قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة، وهذا الأمر يذكرنا بكلمات كونفيشيوس: (إذا لم يعبأ المرء بالمشكلات البعيدة، فإنها سوف تثير قلقه عندما تصبح أكثر قربًا).
  1. اتخاذ القرار بناء على ما تسمعه فقط:
قد يصنع المدير قراره وفقًا لما سمعه فقط، ولا يهتم بجمع جميع المعلومات والحقائق في الأمر الذي يريد أن يتخذ فيه قرارًا، فيكون عرضة لأن تكون اعتقاداته خاطئة، وبالتالي قرارات خاطئة، يقول أمرسون: (لا تستطيع أن تفعل الخطأ دون أن تعاني الخطأ).