إن عنصرا أساسيا من برامج الاهتمام بصحة الموظفين يعرف باسم برامج تغيير السلوك، وهي عبارة عن برامج تم تصميمها للمساعدة. وفي هذه الحالة، يقوم الموظفون بإجراء تغييرات ملحوظة ودائمة للسلوكيات التي تؤثر على صحتهم وعافيتهم. وفي حين أن مكونات أخرى من برامج الاهتمام بصحة الموظفين يمكنها أن تخدم في عملية الإلهام أو التحفيز، فإن برامج الاهتمام بصحة الموظفين في الغالب لايتم تصميمها لمساعدة الموظفين على إجراء التغييرات المطلوبة.

وذكر تقرير نشره موقع businessknowledgesource.com أنه قد يكون من الصعب للغاية إجراء تغييرات والمحافظة عليها في مناطق تتعلق بالتحكم في الوزن، والرشاقة، والأنظمة الغذائية على مدار فترة طويلة من الوقت. وهذا النوع من التغييرات غالبا ما يتطلب نوعا أكثر شدة من التحفيز والتعليم، مثل برامج تغيير السلوك. ويجب أن يضع أصحاب الأعمال في اعتبارهم أنه لكي يكون هناك تغيير طويل الأمد في السلوك، فإن البرامج يجب أن تشتمل أيضا على برامج دعم فعالة، بالإضافة إلى تحفيزات ايجابية، ومتابعة مستمرة للأفراد المشتركين في مثل هذه البرامج.

وبشكل عام، فإن هناك مراحل مختلفة يمر بها الأفراد قبل أن يلتزموا بتغيير سلوك محدد. ففي أحيان كثيرة نجد أن المشكلات الصحية التي قد يعاني منها الأفراد -وغير مدركين لوجودها- قد تخدم عمليات التغيير. فالأفراد غالبا ما يتم تحفيزهم من رغبة داخلية للتغيير، أو التعبير عن هذه الرغبة للتغيير من خلال العائلة والأصدقاء. ولكن على الرغم من ذلك، فإن خلاصة الأمر هي أن أصحاب الأعمال يجدر بهم أن يدركوا أن برامج تغيير السلوك مهما كانت الحوافز المستخدمة بها لن تكون فعالة حتى يصبح الموظفون مستعدون لاتخاذ خيارات صحية.

وأكد التقرير على أنه إذا ما قرر أصحاب الأعمال أن يقوموا بتطبيق برامج تغيير للسلوك ضمن برامج الاهتمام بصحة الموظفين، فإن الخطوات التالية يمكنها أن تساعد على جعل هذه البرامج أكثر نجاحا. فالاعتقاد الأساسي لأي برنامج لتغيير السلوك سواء أكان يتعامل مع الأنظمة الغذائية، أو الرشاقة، أو منع التدخين .... الخ هو أن الموظفين سوف يكونوا قادرين على تحقيق سلوك صحي أكثر إذا ما كان الهدف الموضوع هو تغيير السلوك الحالي. والنصائح التالية بإمكانها المساعدة في إنشاء تلك الأهداف: جميع التغييرات السلوكية تحتاج لأن تكون محددة الأهداف، وأن تكون تلك الأهداف واقعية ويمكن تحقيقها، كما أن جميع التغييرات السلوكية يجب أن توفر مكافآت عند تحقيق كل هدف.

ووجد التقرير أن أصحاب الأعمال يجب أن يفهموا أنه بمرور الوقت، فإن هناك تحديات سوف تحدث، وهذا مع محاولة الموظفين المحافظة على التغييرات السلوكية التي تمت. وهناك بعض الأفراد سوف يكونوا غير قادرين على المحافظة على التغيير المطلوب، وسوف يعودون إلى سلوكياتهم القديمة. ولكن على الرغم من ذلك، فإن أصحاب الأعمال يجب أن يضعوا في اعتبارهم أنه ليس بسبب أن هناك البعض قد عادوا لسلوكياتهم القديمة، فإن هذا لايعني أن برنامج التغيير السلوكي كان مضيعة للوقت و الموارد.

كما أن جزءا من برامج التغيير السلوكي، يجب أن يكون تعليم الموظفين كيفية المحافظة على السلوك الصحي الجديد على مدار فترة طويلة من الوقت. وبالنسبة للعديد من الأفراد، فإن هذا السلوك الجديد سوف يصبح عادة صحية جديدة. كما أن الدعم من زملاء العمل، والعائلة، والأصدقاء يمكن أن يكون ضروريا للغاية لمساعدة الموظفين على النجاح.

وانتهى المقال إلى التأكيد على أن أصحاب الأعمال يجب أن يتأكدوا من أن أي برامج لتغيير السلوك يتم الاستثمار بها يجب أن تدعم الأهداف الشاملة لبرامج الاهتمام بصحة الموظفين. فالخبراء يتفقون على أنه إذا ما كانت قوى العمل تحتاج لهذه البرامج، فإنها تستحق أن يتم الاستثمار بها، ويمكنها أن تكون حيوية، وجزءا فعالا من برامج الاهتمام بصحة الموظفين.