سياسة وممارسة تنمية الموارد البشرية:-


قد ترى المنظمات والأفراد على حد سواء في التنمية حدا مزعجا: تعلم كيفية تنمية سلوكيات ومهارات مختلفة سيكون تجربة جديدة بالنسبة لبعض الموظفين الذين لم ينخرطوا في هذا النوع من الأنشطة منذ أن كانوا طلابا متفرغين لتلقي العلم، مع ذلك من الممكن التماس التشجيع من الخبرة المستمدة من مجال الموارد البشرية الأوسع.

إن كثيرا من المنظمات المتميزة التي تعمل داخل سياق عالمي، ومنها (جنرال إلكتريك، وهيوليت باكارد, وسيزر، وباكستر للرعاية الصحية، وأموكو) ــ (جوشال، وبارتليت، 1998)، إلى أن المؤسسات التي تغير الإستراتيجية شيئا مهما تتمتع بخصائص تنموية تربط الإحتياجات الفردية والتنظيمية بالتوجهات الحالية والمستقبلية.

وتحدد هذه البحوث الموثوقة عن أكثر من (20) شركة عالمية بارزة مثل جنرال إليكتريك وثرى إم وكيه إيه إل...، عددا من الموضوعات الرئيسية، ومنها ما يلي:-

· المبادرة الفردية تحظى بالتشجيع، تتم تنمية المهارات من خلال التدريب وتوجد ثقافة مؤازرة وداعمة وأن كانت متحدية مع ذلك، مع الإهتمام بتقييم التدريب الخاص.

· خلق وتدعيم المعرفة يتم من خلال التعلم التنظيمي وتعمل المسارات المهنية الجديدة والإستثمار والعمل الجماعية كل المشاكل والتعلم عن طريق العمل والشفافية والترابط الشبكي على ضمان نقل المعرفة.

· يوجد تجديد متواصل من خلال معايير زيادة أعباء العمل والتحدي المفروضة داخليا، وتم موازنة التفتيح والتحسين مع إعادة التوليد، وتستخدم المعرفة كعنصر مكمل للتطابق الإستراتيجي مع التحدي الإستراتيجي.

· عقود التحكم والإمتثال أو (الإذعان) إستبدالها بالإلتزام والمبادرة القائمين على التعلم والثقة بالنفس.

· تتم تنمية القدرات الفردية إعتمادا على المعارف والمهارات والإتجاهات الملائمة لمديري الخطوط الأمامية والإدارة الوسطى والعليا.

· تتم إدارة عمليات التحويل مثل العقلنة أو (الترشيد) والتجديد والإحياء وإعادة التوليد عن طريق صنع قادة جدد.

حينما تكون تنمية الموارد البشرية ممثلة بقوة في السياسة والممارسة المؤسسية، ينشأ إحتمال إنتقال الأفراد من المنظمة التي إستثمرت فيهم، إلا أن إستخدام هذه الحجة للتقليل من أهمية التنمية يتم عن قصر نظر، ويقترح (جوشال، وبارتليت، 1998)أربع طرق يستطيع أرباب العمل من خلالها مواجهة المخاطرة المتمثلة في تزويد الموظفين بمؤهلات أو خبرات قابلة للحمل:-

· ابدأ في الإستثمار في تنمية الأفراد مبكرا لكي تولد لديهم قناعة بأن المنظمة جيدة وتستحق العمل فيها.

· إستبدل عقد الولاء والطاعة المعنوي القديم بمسئولية الموظفين المدعومين من الإدارة العليا والممنوحين السلطات والصلاحيات المناسبة عن مستقبل الشركة والعاملين بها.

· إجعل التعلم جزءا من الغاية الأساسية للمنظمة.

· إدعم التنمية بصورة غير رسمية من خلال العمليات ذات الصلة بالوظيفة، ورسميا من خلال وسائط تدريس وتعلم محددة.


تنمية الموارد البشرية في السياق الدولي:-

توجد للأمم المختلفة نقاط قوة وضعف في تنمية الموارد البشرية ولكن من منظور عام، يعتمد النجاح الإقتصادي إلى حد ما على درجة تدريب ومرونة وإلتزام قوة العمل.

وهذه القضايا يمكن معالجتها عن طريق التوظيف (إستقطاب العمالة) أو بواسطة فرص التعلم المدارة أو من خلال مناهج محددة موجهة ذاتيا للتعلم لدى الأفراد أو المنظمات.


وإذا نظرنا لتنمية الموارد البشرية خارج سياق المنظمات، سنجد أنها تقع في السياق الإجتماعي الإقتصادي للأمم. وداخل المنظمات توفر الرؤى والإستراتيجيات والسياسات الأخرى. وتوجد فوارق كبيرة بين الأمم من حيث مناهجها المتصلة بالتعليم المهنية وتنمية الموارد البشرية.

أظهرت مجموعة من الدراسات أهمية المساهمة التي يمكن أن تقدمها المهارات الإنتاجية والأداء الإقتصادي، وأن الإختلافات في رأس المال البشري ربما تكون التفسير الأكثر أهمية في تباين معدلات النمو في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية بعد تحرير التجارة.

توجد منظورات إقليمية مثل أوروبا وآسيا وأستراليا، ومنظورات ثقافية، مثل الشرق والغرب، وعلمانية، ودينية، وتتباين خصائص سوق العمل عبر الأمم والمناطق والثقافات وتوضح إلى أي مدى تربط السياسة الوطنية النظم التعليمية العامة بالإحتياجات الإقتصادية.

وتشمل موضوعات تنمية الموارد البشرية التي تتبين بعض الفوارق الرئيسية بين الأمم ما يلي:-

· مسارات التأهيل المهني.
· التعليم المهني وتوفير التدريب.
· المعايير المهنية.
· التعلم المتواصل أو تعلم الكبار والتنمية.
· نطاق التدريب الصناعي.
· الإستثمار التنظيمي والوطني في التنمية.

إن للتعليم المهنية دورا يمكن أن يلعبه في خلق الميزة التنافسية للأمم والمحافظة عليها ــ أي أن توفير مستويات مهارية أعلى سوف يزيد من خيارات التنافس على أساس الكفاءة والتكاليف. وربما تكون مرونة سوق العمل هي أيضا قضية متصلة بالتعليم المهني، ففي داخل أوروبا ــ على سبيل المثال ــ توجد نماذج سوق العمل المنظمة الأحكام في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا، أما المملكة المتحدة فهي أقل تنظيما بعض الشئ، بينما الولايات المتحدة الأمريكية متحررة من القيود التنظيمية بدرجة كبيرة.

إن الأجندات السياسية المختلفة تؤثر على درجة بروز التعليم المهني كإستراتيجية في بيئة الأعمال الدولية المعاصرة. أيضا يقرر نظام التعليم في بلد ما مستويات التعليم الأساسي الخاصة به وإمكانية إكتساب قوة العمل المزيد من الكفاءة المتصلة بالعمل.

قد شهدت تنمية الموارد البشرية في السنوات الأخيرة تطورا نسبيا في الإقتصاديات الصناعية الجديدة في جنوب شرق آسيا والدول المطلة على المحيط الهادي حيث أسهم خلق قاعدة صناعية في تسهيل إرساء دعائم تنمية الموارد البشرية بشكل متزامن. وقد وفرت أشكال الإدارية وتنمية الأفراد الراسخة في الغرب وفي بعض الأماكن مثل اليابان بدائل لتوجيه وإرشاد الإقتصاديات الصناعية والمدروس لخلق إقتصاد معتمد على المعرفة.

ولكي تكون المنظمات فعالة في البيئات الدولية، يجب أن تتوافر في المديرين والموظفين قدرات ومهارات متقدمة، ومثل هذه المهارات والقدرات يمكن إكسابها وتنميتها من خلال تدخلات تنمية الموارد البشرية مثل إكتساب الخبرة بالمهام الدولية والتدريب(ترومبينارزر، 1999).

بإذن الله تعالى سيكون عنوان الموضوع القادم مناهج تنمية الموارد البشرية